مؤشر السلام العالمي هو تصنيف من أكثر البلدان امنا في العالم، وينشر هذا التقرير سنويا من قبل معهد الاقتصاد والسلام، ويبحث التقرير الدول لتحديد الأكثر أمانا في حين يتم ترتيب الدول الأكثر خطورة، وتم تضمين 163 دولة في التقرير، وهناك 23 مؤشرا مختلفا يستخدم لتحديد مدى أمان أو مدى خطورة أي بلد، وهذه العوامل مقسمة إلى هذه الفئات ” الصراع الدولي والمحلي المستمر، والسلامة الاجتماعية والأمن، والعسكرة”، وتشمل العوامل المستخدمة في تجميع هذا التقرير ” عدد الصراعات الداخلية والخارجية العنيفة، ومستوى عدم الثقة، وعدم الاستقرار السياسي المحتملة للأعمال الإرهابية، وعدد جرائم قتل، والنفقات العسكرية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي”، وبناء على هذه العوامل يتم حساب النتيجة لكل من الدول الـ 163 الواردة في التقرير، وكلما انخفضت النقاط  ارتفع ترتيب الأمة من حيث السلامة” .

الدول الأكثر امان في 2019 بالترتيب

وفقا للنسخة 2018 من التقرير فإن أيسلندا تعتبر أكثر دول العالم أمانا، وهذه ليست السنة الأولى التي تحصل فيها هذه الأمة على هذا الشرف، وفي الواقع عام 2018 هو العام الحادي عشر على التوالي الذي احتلت فيه أيسلندا المرتبة الأولى في القائمة، واحتلت نيوزيلندا المرتبة الثانية بين أكثر الدول أمانا في العالم في عام 2018 حيث احتفظت بمكانتها من التقرير الذي صدر في عام 2017، واحتلت النمسا المرتبة الثالثة حيث ارتفعت بنقطة واحدة عن العام السابق، وأكثر 10 دول أمانا في العالم هي كما يلي :

1- أيسلندا .
2- نيوزيلندا .
3- النمسا .
4- البرتغال .
5- الدنمارك .
6- كندا .
7- جمهورية التشيك .
8- سنغافورة .
9- اليابان .
10- أيرلندا .

وعند مقارنة تقرير 2018 بالتقرير السابق الصادر في عام 2017 كان ما مجموعه 71 دولة أكثر سلمية مما كانت عليه في العام السابق، ومع ذلك تم الإبلاغ عن 92 “تدهور” في تقرير 2018، مما يشير إلى أن 92 دولة كانت أقل سلمية في عام 2018 مقارنة بعام 2017، وانخفض السلام العالمي للسنة الرابعة على التوالي عند مقارنة تقرير 2018 مع السنوات السابقة، ويعزى ذلك إلى تزايد الصراعات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فضلا عن عدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء العالم .

ما هي البلدان الآمنة والغير آمنة

للتوضيح بإيجاز فإن درجة الأمان في البلدان تقارن بنفس القدر كل من العوامل الثلاثة “الحرب والسلام، والأمن الشخصي ومخاطر الكوارث الطبيعية”، وتجمع درجة الأمان المؤشرات من هذه المخاطر الثلاثة مما يوفر رؤية شاملة للسلامة لكل بلد، وهذا يعني أيضا أن مستوى المخاطرة المرتفع في أحد العوامل سيكون له تأثير محدود على الترتيب العام للبلد، وعلى سبيل المثال تحتل الفلبين المرتبة الأقل أمانا بينما تحتل اليمن المرتبة الثانية الأقل أمانا، ويمكن أن يعزى ذلك إلى حقيقة أن الفلبين لديها علامات ضعيفة في السلام والأمن وانتشار الكوارث الطبيعية، والنتيجة الرهيبة في اليمن ترجع إلى الحرب والمجاعة لكن البلاد لديها خطر منخفض للغاية من وقوع كارثة طبيعية، وبالتالي تحتل الفلبين مرتبة أقل من اليمن على الرغم من أن اليمن هي منطقة حرب .

مؤشر البلدان الأكثر أمانا

ونظرا لأن مؤشر البلدان الأكثر أمانا لدينا يعتمد على البيانات فإن “Global Finance” لم تتضمن دولا مثل سوريا أو العراق أو أفغانستان التي كانت مفقودة من التقارير التي تستند إليها تصنيفاتنا، بما في ذلك البلدان التي لديها بيانات غير كاملة أو غير متوفرة من شأنه أن يؤدي إلى حسابات خاطئة ويتطلب التخمين، والتي تهدف إلى تجنبها، والبلدان في القمة تقدم مفاجأة صغيرة معظمهم من الدول الأوروبية ذات الاقتصادات المتقدمة وأنظمة الرعاية الصحية، وفي الواقع يوجد 16 من أفضل 20 بلدا آمنا في أوروبا، بينما تحتل قطر وسنغافورة ونيوزيلندا وكندا فقط أعلى 20 دولة دون أن تكون في أوروبا، ويبدو أن التنمية الاقتصادية منخفضة المخاطر من النزاع العسكري أو الجريمة المحلية، وفي جوهرها هذان العاملان يمكن السيطرة عليهما أكثر من خطر الكوارث الطبيعية والتي غالبا ما تكون دالة في الجغرافيا .

الولايات المتحدة ونسبة الأمان

ومع ذلك توجد استثناءات هامة عديدة للبلدان المتقدمة اقتصاديا، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى تقريبا في المرتبة 65 متخلفة عن نظيراتها المتقدمة اقتصاديا، وهذا لأن خطر الجريمة العنيفة في الولايات المتحدة أعلى بسبب ارتفاع معدل القتل، وبالتالي خفض درجة الأمان والسلامة الشخصية، ولدى الولايات المتحدة أيضا خطر أعلى قليلا من كارثة طبيعية بسبب طبيعتها الجغرافية وحجمها، والولايات المتحدة ليست وحدها بين الدول المتقدمة اقتصاديا التي حققت نتائج متوسطة، حيث تحتل اليابان المرتبة 43 ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع مخاطرها من الكوارث الطبيعية، وعلى الطرف الآخر من الطيف عادة ما يكون للبلدان التي تحتل المرتبة الأدنى عادة مجموعة من التهديدات القاسية من التهديدات الثلاثة للسلامة .

وغالبا ما تكون هذه البلدان من البلدان النامية اقتصاديا وتقع في مناطق ذات مخاطر عالية من الكوارث الطبيعية، وبلدان مثل غواتيمالا والسلفادور وبنجلاديش تعاني من الزلازل بشكل متكرر، ويرتبط ضعف التنمية الاقتصادية في هذه البلدان أيضا بسلامة وأمن أقل، والبلدان التي قد تكون مفاجآت هي روسيا وأوكرانيا، وتعيش أوكرانيا (116) في خضم نزاع أهلي منخفض الشدة منذ عام 2014 وتنضم إلى روسيا (108) بصفتها الدولتين الأوربيتين الوحيدتين اللتين تحتلان مرتبة تحت الولايات المتحدة، وعانت روسيا من جرائم عالية فضلا عن تهديدات للسلام وسط أزمة اقتصادية انخفاض لا يظهر أي علامات على الانعكاس أو التوقف في أي وقت قريب، وعانت أوكرانيا أيضا اقتصاديا ولم يهدأ العنف في شرق أوكرانيا .

المراجع