بسم الله الرحمن الرحيم “لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم” الآية رقم 4 سورة التين ، لقد خلق الله تعالى الإنسان في أبهى صورة، وبشكل مترابط متجانس لكل عضو واجب في جسم الإنسان الذي يعلمه ويؤديه ولا يعتدي على غيره من وظائف جسم الإنسان، خلق الله الإنسان وجعل مكوناته مترابطة ومتعاونة معاً ليبقى الإنسان سليماً على قيد الحياة، كل أعضاء الجسم تعمل في تناغم وتناسق كبير في الجسم كل عضو يكمل العضو الآخر في الوظائف والأعمال دون أن يحمل عضو من عضو أخر وظائفه أو أن يتدخل عضو في وظائف العضو الآخر.

وكل هذه السمفونية المتناغمة المتجانسة تعمل سواء بإرادة الإنسان أو بدون إرادة فقط هي تعمل كما سيرها الله وأخصها بعمل معين ، ويتكون جسم الإنسان من خلايا مترابطة ومتجانسة لتكون الأنسجة، والأنسجة مترابطة متجانسة معاً لتكون العضو، والأعضاء تتكون وترتبط بطريقة وشكل معين لتكون الأجهزة والأجهزة هي الأخرى تكمل بعضها البعض لتكون هذا الجسد الإنساني المعقد ، ومن أهم هذه الأجهزة هو الجهاز الهيكلي، الذي نتناوله في مقالتنا.

الجهاز الهيكلي في جسم الإنسان

الجهاز الهيكلي أو كما يطلق عليه أيضاً الجهاز العظمي هو عبارة عن عظام مترابطة بأوتار ومفاصل، حيث يتكون الجهاز الهيكلي للإنسان البالغ مائتين وستة عظمة تختلف في الأطوال فمنها العظام القصيرة ومنها العظام الطويلة التي قد تتناقص وتتزايد على حسب طرق التحامها معاً، قبل ولادة الطفل تكون عظامه عبارة عن غضاريف وهو مازال في رحم أمه .

حيث أن الغضاريف هي نسيج لين ولكنه متين، ومع وجود الجنين في رحم أمه مع الوقت تقوم أملاح الكالسيوم بالترسيب لتتحول الغضاريف اللينة إلي عظام صلبة، حيث أن عظمة  الترقوة هي أول العظام التي تتكون في جسم الجنين.

أقسام الهيكل العظمي

يتكون الهيكل العظمي من قسمين وهما: الهيكل العظمي المحوري، والذي يتكون من الجمجمة والعمود الفقري والقفص الصدري والحوض، والقسم الثاني هو الهيكل العظمي الطرفي، سنقوم بتفصيلهم فيما يأتي.

الهيكل العظمي المحوري

الجمجمة:  الجمجمة هي مجموعة من العظام المنحنية بشكل ما بحيث تشكل فراغاً بداخلها، حيث أن الجمجمة تتكون من ثماني وعشرين عظمة تتصل كل هذه العظام بواسطة الدرزات، والتي تسمح بحركة قليلة، الجمجمة تستمر بالنمو عند الأطفال ولكنها تتوقف بعد ذلك، عظام الجمجمة موزعة إلى ثماني عظام تتشكل لتكون محفظة الدماغ، وستة عظام تكون الأذنين، وأربعة عشر عظمة تكون الوجه.

القفص الصدري: وهو مجموعة من الأضلاع التي تتصل لتكون شكل القفص الصدري، والتي يعطي مجالاً بسيطة للحركة من أجل التنفس، حيث تتصل هذه الأضلاع من الخلف بفقرات العمود الفقري ومن الأمام بعظمة القص.

العمود الفقري: يتكون العمود الفقري من 34 عظمة و 24 فقرة وهي حلقات متراصة فوق بعضها البعض ومتصلة مما يسمح لها بالحركة، حيث يمتد العمود الفقري في منطقة الجذع طولياً، حيث أن العمود الفقري به ثقوب مستديرة مترابطة تكون أنبوبة لتحمي الحبل الشوكي من الضربات والصدمات.

الحوض: يحمل الحوض وزن عظام جسم الإنسان ويقوم بتوزيعه على عظام الأطراف السفلية.

الهيكل العظمي الطرفي

هو ينقسم إلى الهيكل العظمي للطرف العلوي والطرف السفلي

الهيكل العظمي للطرف العلوي: يبدأ الهيكل العظمي للطرف العلوي ابتداءً من عظام الكتف التي تصل الهيكل العظمي الطرفي بالمحوري، ثم العضد، ثم الساعد ،ومن بعده الرسغ فالأمشاط أو راحة اليد.

الهيكل العظمي للطرف السفلي: يربط حزام الحوض الهيكل المحوري بالهيكل الطرفي، حيث يتكون الحزام الحوضي من : العجز والعصعص بالمنطقة الخلفية، أما في المنطقة الجانبية والأمامية وعظم الورك.

تركيب العظام

العظام الطويلة تتكون من جسم العظم وهو أنبوب طويل ينتهي برأس العظم وهي قاعدتين مستديرتين، ويغطيها غشاء وردي اللون متين حيث يحتوي على الأوعية الدموية التي تقوم بتغذية العظام، والعظام تحتاج إلى التغذية المستمرة مثل باقي أنسجة الجسم.

أما الجزء الخارجي فهو عظام صلبة كلما اتجهنا إلي مركز العظمة تزداد سماكتها، ويليها نسيج إسفنجي الذي بداخله يوجد نخاع العظم الأحمر المسئول عن إنتاج كرات الدم، والتي تنضم إلي دماء الجسم في السمحاق وهو عبارة عن غشاء ليفي يغطي طبقة العظام الخارجية، كما يوجد النخاع الأصفر المسئول عن تخزين الدهون في العظام.

مع تقدم الإنسان بالعمر ينمو جسم العظام من الجزأين اللينين بجانب الرأسين، وينمو الرأس من طبقة غضروفية تسمح بالنمو، ولكن عند وصول الإنسان إلى عمر معين يتوقف هذا النمو عند تصلب هذا الجزء.

أهمية الجهاز الهيكلي

-يعطي الجهاز الهيكلي جسم الإنسان شكله المميز وصلابته.
-يحافظ الجهاز الهيكلي على جعل العضلات والأوتار والأربطة متصلة معاً.
-يعد الجهاز الهيكلي محور الحركة في الجسم .
-يحمي الجهاز الهيكلي أعضاء الجسم الداخلية مثل الجمجمة التي تحمي المخ، والقفص الصدري يحمي القلب والرئتين، ويقوم النخاع العظمي بتكوين الدم.
-تخزين الأملاح داخلة مثل الكالسيوم.

نتمنى أن نكون قد أوضحنا لكم بعض المعلومات الهامة عن أهمية هذا الجهاز في جسم الإنسان.