يعد المتحف الوطني الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية قبل نحو الملايين الاعوام، وإلى يومنا الحاضر؛ والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.

وقد أنشأ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.

ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.

ويتجسد ذلك كله في:

- أولًا: توزع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (5500) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(43) منظومة عرض تفاعلي رقمية.

- ثانيًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية.

- ثالثًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا.

- رابعًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية (UHD).

- خامسًا: هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة "برايل" باللغة العربية.

- سادسًا: هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.

قاعات المتحف الوطني

قاعة الأرض والإنسان

تعرض هذه القاعة المخصصة لأرض عُمان وشعبها؛ كيف أن جغرافية الأمكنة، والموارد المتوفرة قد شكلت العديد من الثقافات؛ وذلك على المستويين المحلي والوطني على حد سواء.وتركز هذه القاعة أيضًا على أهمية الموارد المائية في عُمان، وما تفرضه حياة الصحراء على سكانها، إضافة إلى ثراء الواحات، وعزلة الجبال، وكذلك توضح التعددية الثقافية في المناطق الساحلية.

إن المسار من الحاجة إلى الفن موضح هنا؛ وذلك من خلال عرض الأزياء التقليدية والحلي، وكذلك الأسلحة المستخدمة في المناسبات الرسمية، وغيرها من الصناعات الحرفية؛ والتي تلبي الحاجات الأساسية للبقاء، إضافة إلى كونها من الأولويات الفردية والجماعية، والتي تعكس مظاهر الزينة، والهوية، والتعابير الدينية.

قاعة التاريخ البحري

لعُمان علاقة وطيدة بالبحر، فمع سواحلها المترامية الأطراف، يبقى التاريخ العُماني تاريخًا بحريًا بامتياز؛ إذ أبحر الصيادون لقرون مضت على طول هذه السواحل بحثا عن لقمة العيش، وارتحل التجار العُمانيون حاملين بضائعهم عبر البحار والمحيطات، منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد.وفي العصر الإسلامي كان العُمانيون جزءًا من شبكة تجارية واسعة النطاق، تمتد من الصين إلى شرق أفريقيا، مشكلة بذلك أطول طريق تجاري معروف في ذلك الوقت، وخلال القرون الأربعة الأخيرة ساهم العُمانيون في تأسيس إمبراطوريتين بحريتين، ربطتا عُمان بالخليج العربي، وساحل مكران، وشرق أفريقيا.

لقد أدى هذا النشاط في خلق ثقافة بحرية لعُمان، فما إن ارتاد العُماني البحر حتى أصبح نابغًا في الملاحة، وكاتبًا لأفضل الأدبيات في علم الملاحة البحرية، وصانعا لأنواع شتى من المراكب؛ مستخدما ما توفر بين يديه من مواد، وأدوات.

واليوم تواصل عُمان علاقتها بالبحر؛ متمثلة في أسطولها العصري، وموانئها المزدهرة، وكذلك في إحياء موروثها البحري القديم؛ حتى أصبحت في طليعة دول المنطقة في هذه المضمار، فالسفن والمراكب التقليدية ما هي إلا رمز من رموز علاقة عُمان ببقية العالم.

قاعة السلاح

تتناول قاعة السلاح هذه الأبعاد الحضارية والثقافية للسلاح التقليدي في عُمان، منذ عصور ما قبل التأريخ، وحتى بدايات القرن (14هـ/20م)، وكذلك تستعرض تطور تقنيات تصنيعها؛ نتيجة الاحتكاك بالعالم الخارجي.

وتنقسم القاعة إلى قسمين هما: قسم الأسلحة التقليدية، ويتضمن السيوف، والكتارات، والرماح، والفؤوس، والسهام، والخناجر العُمانية، أما القسم الثاني؛ فهو عن الأسلحة النارية بكافة أنواعها.

ولقد تم تصميم هذه القاعة بما يتناسب والسياق الموضوعي للمعروضات؛ إذ إنها مستوحاة من أحد برجي حصن الحزم في محافظة جنوب الباطنة، الذي أنشئ في القرن (11هـ/17م)؛ وذلك في عهد دولة أئمة اليعاربة، حيث يتزامن بناؤه مع قيام الإمبراطورية العُمانية الأولى.

قاعة المنجز الحضاري

تسلط قاعة المنجز الحضاري الضوء على جوانب من التراث المعماري المحلي، منذ الألف الثالث قبل الميلاد (حضارة ماجان)، وحتى الوقت الحاضر؛ أي ما يشمل مسيرة خمسة آلاف عام، ويمكن تعريف التراث المعماري؛ بأنه يتضمن المعالم الأثرية، والمباني، والمواقع التي تتميز بأهميتها التاريخية، أو الأثرية، أو الفنية، أو العلمية، أوالاجتماعية، أو الهندسية.

وتحتوي قاعة المنجز الحضاري على ستة أقسام؛ القسم الأول؛ ويتناول موقع قلعة بهلاء وواحتها؛ وهو أول موقع في عُمان تدرجه منظمة (اليونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي، وذلك في عام (07–1408هـ/1987م)، أما القسم الثاني فيصف أهم العواصم السياسية التاريخية، مثل: صحار، والرستاق، ونزوى، ومسقط، أما القسم الثالث فهو يتناول عددًا من القلاع والحصون العُمانية المتميزة بأنماطها المعمارية، وخصوصيتها التاريخية، والقسم الرابع يتناول القصور الريفية، والبيوت المحصنة، أما القسم الخامس؛ فيوضح أنماط البيوت السكنية التقليدية في محافظات السلطنة، والقسم السادس والأخير فإنه يتناول الأبعاد الجمالية للعمارة التقليدية في عُمان.

قاعة الأفلاج

تتناول هذه القاعة منظومة الأفلاج العُمانية؛ إذ ما يزال يوجد حوالي (3.000) فلج حي قيد الاستعمال في ربوع السلطنة، ويستخدم هذا النظام الجاذبية الأرضية لتسيير المياه في قنوات من مصادرها الثمينة تحت الأرض، أو على سطحها، وذلك لمسافات طويلة غالبًا، وتحمل مثل هذه القنوات المياه الجوفية أو مياه العيون، أو المياه السطحية؛ لاستخدامها في الزراعة، والصناعة، أو للاستعمالات اليومية الأخرى.

تعود منظومة الأفلاج في عُمان إلى حوالي القرن السادس الميلادي، وتشير الاكتشافات الأثرية الحديثة إلى أن منظومة الري كانت تستخدم في شمال عُمان منذ العصر البرونزي (3,100–2,000ق.م.)، وما تزال الأفلاج إلى يومنا تقسم حصص مياهها بشكل عادل في المدن والقرى؛ وذلك عن طريق الأعراف، والسنن، وفقه الأفلاج.

وفي عام (1427هـ/2006م)، أدرجت خمسة أفلاج عُمانية في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)؛ اعترافًا بقيمتها الثقافية الاستثنائية، وهذه الأفلاج هي: دارس، والخطمين، والملكي، في محافظة الداخلية، وفلج الميسر في محافظة جنوب الباطنة، وفلج الجيلة في محافظة جنوب الشرقية.

قاعة العملات

يمتد تاريخ النقود في عُمان قرابة (2,300) سنةـ حيث تم صك، وطباعة معظم العملات المعروضة في هذه القاعة في الخارج، ووجدت طريقها إلى عُمان من خلال التبادل التجاري، كما أن العديد منها شكل جزءًا من كنوز كانت مخبأة منذ مئات السنين، ولم يستردها أصحابها أبدًا.

لقد كان المقدونيون أول من أدخل النقود المعدنية إلى إقليم عُمان في القرن الرابع قبل الميلاد، ولقد صكت أقدم تلك النقود في عُمان خلال العصر الحديدي المتأخر، وذلك قبل الإسلام، بينما تعود أحدث المعروضات إلى عصر المعاملات الرقمية، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل النقود العينية.

إن النظر إلى تاريخ النقود في عُمان منذ ظهور أول النقود المعدنية، وصولًا إلى أحدث التقنيات المصرفية الرقمية، يعطي انطباعات فريدة من نوعها في فهم العلاقة المتغيرة لعُمان مع بلدان العالم، وكذلك في طبيعة تشكل الهوية الوطنية.

قاعة الحقب الزمنية

إن التصميم الدائري لهذه القاعة مستوحى من قلعة نزوى الشهيرة، ويتوسط القاعة مصعد زجاجي، أما حوافها فتزدان بسلم لولبي يربط بين الطابقين الأرضي والأول، وسبع صناديق عرض صممت كنوافذ تعرض لمحات عن أبرز العصور التي مرت بها  عُمان ، لتأخذ الزائر في رحلة عبر الزمان والمكان.

كما وصممت القاعة لتكون ملتقى فكريًا بين المتحف وزواره؛ إذ يتوفر ركن يطرح فيه الزوار مرئاتهم حول أبرز الأحداث التأريخية التي مرت على عُمان، بحيث توظف هذه المقترحات لتطوير قصة السرد المتحفي في هذه القاعة.

قاعات ما قبل التأريخ والعصور القديمة

تغطي اللقى في هذه القاعات مليوني عام من الإرث البشري في شبه الجزيرة العُمانية، وثلاث حقب زمنية رئيسية، هي: العصر الحجري القديم (2,000,000–3,100ق.م.)، والعصر البرونزي (3,100–1,300ق.م.)، والعصر الحديدي (1,300ق.م. –629م).

تتضمن لقى العصر الحجري أولى الدلائل على الاستيطان البشري، أما لقى العصر البرونزي فتسلط الضوء على التحول الاجتماعي، والاقتصادي الهائل خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد، وكذلك على ظهور الحضارة الغنية بالنحاس، والمعروفة باسم "ماجان"، كما توجد لقى من سلُّوت؛ وهي معقل الاستيطان العربي، وتشتمل على مواقع من العصرين البرونزي، والحديدي، وتوفر دليلًا على وجود طوائف غامضة تقدس الثعابين، أما اللقى التي تمثل العصر الحديدي فهي كنوز أثرية، وأسلحة محارب، ومجموعة من المعثورات المرتبطة بالتعدين، وصناعة الفخار، وزينة المرأة؛ والتي تربطنا بالفترة الإسلامية.

وتحتوي القاعات أيضًا على لقى تمثل حقبة الوجود الساساني، والبارثي.

بات والخطم والعين

تشكل مواقع بات، والخطم، والعين، المدرجة في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)، إحدى أكثر مستوطنات الألفية الثالثة قبل الميلاد تكاملًا على مستوى العالم، وتقع هذه المواقع قرب مدينة عبري، في شمال غرب عُمان، وتوفر أدلة مهمة عن حضارات عُمان الأولى، وعن الشبكات التي ربطتها بحضارات بلاد الرافدين، وإيران، ووادي السند، ومن المرجح أن عبري كانت منذ (3,000–2,000ق.م.) مركزًا مشهورًا للسلطة السياسية، والإنتاج؛ إذ كانت طرق القوافل متقاربة فيها، وكانت العائلات، والمجموعات القبلية تجتمع لتبادل البضائع من أنحاء العالم القديم.

وتضم منطقة بات الشاسعة (350) مدفنًا حجريًا، إضافة إلى مستوطنة سكنية كبيرة، بينما تتكون منطقة العين من (21) مدفنًا على شكل خلايا النحل، المحفوظة بشكل ممتاز، أما الخطم فتتميز ببرج حجري معقد، مبني بإتقان، ويعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد.

أرض اللبان

تعد ظفار إحدى الأماكن القليلة في العالم التي تنمو فيها شجرة اللبان طبيعيًا؛ وذلك بفضل الرياح الجنوبية الغربية، والتي تهب على المنطقة في فصل الصيف، من أواخر يونيو وحتى أواخر سبتمبر من كل عام، وتكون محملة بالرطوبة، والسحب المنخفضة، مشكلة بذلك جوًا مثاليًا لنمو هذه الشجرة، وكانت في إحدى الفترات لا تنمو إلا بشكل منعزل خلف جبال ظفار، في المنطقة المعروفة علميًا بظل المطر، إلا أنها اليوم تمتد من جبل سمحان؛ والذي ينتج أفضل أنواع اللبان، إلى مرتفعات الجبال الشرقية باليمن.

لقد ظهرت تجارة اللبان الدولية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد؛ حيث شملت كلًا من بلاد الرافدين، ووادي السند، ومصر الفرعونية، وتأكيدًا على أهمية تجارة اللبان قديما في صياغة الحضارة الإنسانية عبر التاريخ؛ فقد تم إدراج أربعة مواقع أثرية تختص بتجارته في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)، وهي: مدينة البليد، ومدينة "خور روري" (سمهرم)، ومدينة شصر (أوبار)، ووادي دوكة.

قاعة عظمة الإسلام

تسلط هذه القاعة الضوء على العلاقة الوطيدة بين عُمان والدين الإسلامي الحنيف، والتي تمتد على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان؛ وذلك بدء من العام (6هـ/627م)، من خلال تناول العديد من المواضيع، مثل إسلام أهل عُمان، وعرض نماذج منتقاة لمخطوطات القرآن الكريم، والإسهامات التي قدمها العلماء العُمانيون في علوم العقيدة الإسلامية، والعلوم الطبيعية وفروعها، والتي تشمل علوم الفلك، والأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والطب، والرياضيات، وعلوم البحار، وعلوم اللغة العربية وآدابها، وذلك من خلال المخطوطات النادرة.

ويتناول قسم آخر الفنون التقليدية، وما يتصل بها من التكيف والتجديد، ويتتبع التأثير الفني وخصائصه، ومنها: الخط العربي، والزخارف الهندسية، والزخارف النباتية، وفن (الأرابيسك)، وتصوير الكائنات الحية، ويتم أيضًا تناول جماليات المساجد، وغيرها من أشكال العمارة الدينية.

وتحتوي هذه القاعة أيضًا على العديد من الموضوعات الهامة الأخرى؛ من بينها التفاهم الديني، ومكانة المرأة في الإسلام، والحج، والعمرة، والأعياد الدينية، والتقويم الهجري، وتكريم الموتى.

قاعة عُمان والعالم

تعود أصول الروابط الحضارية بين عُمان والحضارات الأخرى في العالم القديم إلى ما قبل (5,000) عام، حيث حافظت تلك الحضارات على تقدمها من خلال التبادل النشط للسلع التجارية، وكذلك من خلال تنقل شعوبها، وتبادل الأفكار فيما بينها؛ حيث وضعت تلك العلاقات المبكرة أسس العلاقات الاقتصادية، والسياسية، التي ازدهرت عبر آلاف السنين المتعاقبة.

ولقد تم تنسيق عناصر قاعة عُمان والعالم إلى أقسام متناسبة؛ وفق التسلسل الزمني، والموضوعي؛ حيث تتناول مجمل العلاقات التاريخية بين عُمان والدول الأخرى، منذ نشأتها، وحتى أواخر القرن (14هـ/20م)، فمن بينها معروضات تبين الحقب الزمنية المتعاقبة، والوثائق والمحفوظات ذات العلاقة، وكذلك اللقى التي تقف شاهدة على الأحداث الرئيسية، وما يتصل بها من شخصيات بارزة.

وتعرض في هذه القاعة أيضًا اللقى المهمة؛ التي تعود إلى قصر بيت العلم القديم، إضافة إلى اللقى التي تجسد مقتنيات البيت العُماني التقليدي؛ والتي تعود إلى القرنين (13–14هـ/19–20م)؛ وتبين أهمية المبادلات التجارية، وتظهر مدى انفتاح الإنسان العُماني؛ والذي تحقق من خلال تواصله المستمر مع مختلف ثقافات العالم، أما الخرائط، وكتب أدب الرحلات، والوثائق، والمحفوظات القديمة؛ فتتبع المسارات الثقافية، والعلمية، والتجارية، والعلاقات الدبلوماسية بين عُمان والدول المجاورة لها، وكذلك علاقاتها مع قارة أفريقيا، وشبه القارة الهندية، والشرق الأقصى، وأوروبا، وأمريكا الشمالية.

قاعة عصر النهضة

يعد عصر النهضة المباركة من أهم المراحل التاريخية التي عاشتها عُمان في عصرها الحديث؛ فبحلول عام (1390هـ/1970م) انتقلت البلاد من حقبتها الماضية إلى عصر دولة المؤسسات الحديثة، والتي شهدت العديد من التغيرات في مختلف مجريات الحياة، وفقا لما رسمه لها باني هذه النهضة قابوس بن سعيد، والذي عمل على بث، وتدعيم الحداثة، والتطور مع المحافظة على مكونات الهوية العُمانية الأصيلة في مجالات التنمية الشاملة؛ وذلك من خلال إقامة دولة المؤسسات الحديثة، ومنظومة القوانين، والتشريعات، والأسس الراسخة لبنية تحتية تكاملية، وتعزيز الأمن الوطني، وبناء علاقات وطيدة مع دول العالم.

وتحتفي هذه القاعة أيضا بتاريخ عُمان الحديث؛ بدء من عام (56–1162هـ/44–1749م)، وإلى وقتنا الحاضر، وهي بذلك تركز بشكل كبير على أسرة البوسعيد الحاكمة.

قاعة التراث غير المادي

خصص المتحف الوطني قاعة خاصة لاستعراض مفردات من التراث غير المادي في عُمان لما له من أهمية مميزة، وهذه القاعة مدعمة بتقنيات سمعية وبصرية لإيصال هذا التراث للزوار، كما توجد  فضاءات مفتوحة تسمح للشعراء ورواة القصص والموسيقيين بالتفاعل مع الزوار من خلال تقديم الأمسيات والعروض المختلفة، وفق برنامج زمني يضعه المتحف.

ومن المواضيع الأساسية التي تتناولها القاعة، رقصة البرعة؛ وهي رقصة تقليدية تشتهر بها محافظة ظفار، وتعد أول أثر من التراث غير المادي العُماني يتم تسجيله من قبل منظمة (اليونسكو)، وتتضمن المعروضات الأخرى الآلات الموسيقية التقليدية، والأنماط الموسيقية التقليدية، وموسيقى العوادين، والمطبخ العُماني، ومكانة الإبل والخيل في عُمان.