أفادت منظمة الصحة العالمية بـأن العقد الأخير عرف تحسنا ملحوظا على مستوى معدل الأعمار في العالم ، لكنها تحذر من أن التدخين والكحول والسمنة لا تزال تشكل عوائق أمام هذا  التقدم لأنها توسع الفوارق بين الدول.

معدل الأعمار في العالم

ارتفع متوسط ​​الأعمار  المتوقع في العالم بمقدار 5 سنوات ونصف بين عامي 2000 و 2016 ، يوم الخميس 4 أبريل 2019 ، طبقا لما أوردته منظمة الصحة العالمية (OMS) آنذاك ، مشددة على استمرار عدم المساواة بين الدول الغنية والفقيرة .

بحيث ارتفع متوسط ​​العمر المتوقع في العالم من 66.5 إلى 72 سنة بين عامي 2000 و 2016 في حين أن الشخص المولود في عام 2000 يمكن أن يأمل في العيش حتى 66.5 عامًا ، فإن أولئك الذين ولدوا في عام 2016 يمكن أن يأملوا في بلوغ 72 عامًا.

ارتفع متوسط ​​العمر المتوقع الصحي عند الولادة و هي عدد السنوات الصحية التي يمكن أن يتوقعها الشخص للعيش من 58.5 سنة في عام 2000 إلى 63.3 سنة في عام 2016  وهذا ما كشفت عنه منظمة الصحة العالمية عندما تم إصدار إحصاءات الصحة العالمية.

ويرجع الفضل في تراجع وفيات الأطفال في سن مبكرة أي دون الخامسة ، ولا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، حيث تم إحراز تقدم في مكافحة الملاريا والحصبة والأمراض المعدية الأخرى . كما زاد متوسط ​​العمر المتوقع بفضل التقدم المحرز في مكافحة الإيدز ، التي اجتاحت معظم أفريقيا في التسعينات .

ومع ذلك لا تزال هناك اختلافات كبيرة في متوسط العمر المتوقع بين البلدان المتقدمة و البلدان النامية. وذلك بسبب الفقر الذي يهيمن على معظم هذه البلدان حيث في البلدان منخفضة الدخل، يكون متوسط ​​العمر المتوقع أقل بـ 18.1 سنة مما هو عليه في البلدان ذات الدخل المرتفع.[1]

الفرق بين متوسط عمر المرأة والرجل

قامت منظمة الصحة العالمية و ولأول مرة بتصنيف إحصاءات الصحة العالمية حسب الجنس. تشير هذه البيانات إلى أن عدد الأولاد أكبر من عدد الفتيات عند الولادة. هذا العام ، من المتوقع أن يولد حوالي 73 مليون طفل  حول العالم ، مقارنة بـ 68 مليون طفلة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. لكن متوسط ​​العمر المتوقع للمرأة أعلى (74.2 سنة) من متوسط ​​العمر المتوقع للرجال (69.8 سنة).

يعرض التقرير الفروق بين أسباب الوفاة بين الرجال والنساء. وهكذا، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه من بين الأسباب الرئيسية للوفاة، يساهم 33 سببًا في تقليل متوسط ​​العمر المتوقع للرجال أكثر من النساء. “في عام 2016، كان احتمال وفاة شخص يبلغ من العمر 30 عامًا بسبب مرض غير معدي قبل سن السبعين أعلى بنسبة 44 ٪ للرجال منه للنساء”

متوسط ​​عمر المرأة أعلى من الرجل

بعض أسباب هذه الاختلافات بين الجنسين بيولوجية ، وبعضها الآخر يتأثر بالعوامل البيئية والمجتمعية ، والبعض الآخر بتوافر الخدمات الصحية واستخدامها:

• الرجال لا يزورون عيادة الطبيب : وقالت منظمة الصحة العالمية “عندما يواجه الرجال والنساء نفس المرض، كثيرا ما يتبين أن الرجال يستخدمون خدمات الرعاية الصحية أقل من النساء”.
• في البلدان التي ينتشر فيها وباء فيروس نقص المناعة البشرية، على سبيل المثال ، يكون الرجال أقل عرضة للفحص من النساء.
• ميول انتحار الرجال أكثر : كما يُفسر انخفاض متوسط ​​العمر المتوقع للرجال بحقيقة أن معدلات وفياتهم الانتحارية العالمية كانت أعلى بنسبة 75 ٪ للرجال مقارنة بالنساء في عام 2016.
• القتل والحوادث : “تزيد معدلات الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق عن الرجال بأكثر من الضعف مقارنة بالنساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 سنة وما فوق، ومعدل الوفيات بسبب جرائم القتل أعلى بأربع مرات من الرجال عنها للرجال النساء، “لاحظت منظمة الصحة العالمية.[1]

يختلف هذا المعدل من دولة إلى أخرى ، و هذا الاختلاف هو الذي يحدد الغرض من تحديده ، حيث بواسطة معدل الأعمار نحدد مدى تطور  البلد في الصحة و التعليم .

و أيضا على نجاعة القوانين و الأسس التي تضعها منظمة الصحة العالمية فتقوم الدول و المنظمات العالمية باتخاذ الإجراءات انطلاقا من هذه الدراسة و اجمالا وجدت الدراسات ارتباطا وثيقا بين رفاهية الدول و جودة معدل الاعمار .

ترتيب الدول العربية حسب معدل الأعمار

معدل الأعمار في الدول العربية عرف تحسنا ملحوظا خلال العقود الأخيرة، وذلك بسبب التقدم الملحوظ الذي عرفته الكثير من الدول في كل من مجال الصحة و التعليم و أيضا التغذية. كما استطاعت بعض الدول العربية كالكويت القفز إلى المراتب الأولى دوليا .

ولا تأتي هذه التطورات بمحض الصدفة ، و إنما هي ثمرة جهود جد كبيرة تتخذها الحكومات و المجتمع المدني من توعية و توفير الوسط الملائم للتطور الدائم . وهذه قائمة ترتيب الدول حسب معدل الأعماردوليا و عربيا :

ترتيب الدول الأوروبية حسب معدل الأعمار

من البديهي أن  معدل الأعمار  المتوقع في أوروبا مستمر في الارتفاع ، ولكن السمنة وزيادة الوزن والتدخين والكحول ونقص التطعيم لنسبة متزايدة من السكان من المرجح أن يؤثر سلبا ، ويساهم في تراجع الأرقام المتوقعة لحد الآن و هذا ما ورد خلال تقرير قامت بنشره  منظمة الصحة العالمية  ، تحذر فيه الدول الأوروبية لاتخاذ الاحتياطات .

بعد التقرير الصحي الأوروبي الذي يصدر كل ثلاث سنوات و  الذي يقوم بقياس معدل الصحة العامة و الرفاهية في 53 دولة متنوعة مثل روسيا و فرنسا و ألمانيا  في القارة الأوروبية ، تبين أن في هذه القارة هي  الأعلى في العالم من ناحية معدل الإعمار رغم الاختلافات التي تكون من منطقة إلى أخرى ، و مثالا على ذلك يبلغ معدل العمر في ايسلندا 814 بينما في كازاخستان يبلغ فقط 677 .

كان متوسط ​​العمر المتوقع عند الولادة في أوروبا 77.8 عامًا في عام 2015 ، مقارنة بـ 76.7 عامًا في عام 2010. ظل متوسط ​​العمر المتوقع للنساء (81.1 عامًا) أعلى من معدل الأعمار المتوقع لدى الرجال ( 74.6 سنة) من ست سنوات ونصف، لكن هذه الفجوة بدأت في التقلص تدريجيا خلال الآونة الاخيرة .

ولكن لا تزال الاختلافات بين دول أوروبا كبيرة جدا بحيث يكون معدل الأعمار أطول بحوالي 16 سنة في أيسلندا (81.4 عامًا) من كازاخستان (65.7 عامًا). و في فرنسا ، يبلغ متوسط ​​العمر المتوقع 86.3 سنة للنساء و 79.8 سنة للرجال.

وقالت سوزانا جاكوب ، مديرة منظمة الصحة العالمية في أوروبا في التقرير ، “إن التقدم غير متكافئ ، سواء داخل البلدان أو فيما بينها ، بين الجنسين والأجيال”. وقالت “عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة مقلقة ، يمكن أن تبطئ أو حتى تعكس المكاسب الكبيرة في متوسط ​​العمر المتوقع إذا لم يتم عمل شيء”.[2]

قائمة ترتيب الدول حسب معدل الأعمار

تسيطر دول آسيوية على قائمة ترتيب الدول حسب معدل الأعمار ، تليها دول أوروبية ، و هذا راجع لتقدم هذه الدول بالاضافة إلى مدى رفاهيتها و عملها الجاد على النهوض بالصحة و التعليم و كذلك الاقتصاد قبل كل شيء .