جمهورية البوسنة والهرسك هي من الدول التي تقع غرب البلقان ، ويوجد الهرسك بالمناطق الغربية من جنوب البلاد والجنوب الغربي ، والبوسنة قيمون بالمنطقة الشمالية والوسطى من البلاد ، وهناك مجموعة من المدن الهامة المتواجدة به مثل لوكا وموستار وبنيا ولكن عاصمة الدولة مدينة سراييفو [1] .

الديانة في البوسنة والهرسك

تنتشر في تلك الجمهورية ثلاثة من الأديان وهي الديانة الإسلامية ، والكاثوليكية الرومانية والمسيحية الأرثوذكسية ، وتعود تلك الأديان لعدد من المجموعات العرقية مثل الكروات والصرب والبوشناق ، ولكن هناك طابع عرقي ديني الغرض منه التنازع من القوى الإقليمية من السيطرة على البلاد .

تاريخ جمهورية البوسنة والهرسك

حيث أرجع عدد كبير من باحثي التاريخ عن وجود تلك الجمهورية من أيام العصر الحجري القديم ، ولكن في بداية العصر البرونزي استوطن عدد من الفئات العدوانية فيها ، ولكن المعلومات التي وردت عن تلك الفئة يتحدثون عنهم بأنهم من أصل أوربي وهندي ، ولكن قبل قدوم العصر الميلادي بثلاثة قرون هاجرت له فئات أخرى من السلت ، واعتدوا على السكان الإليتين فيها حتى يتركوا أرضهم ولكن هناك فئات أقامت مع الوافدين الجدد [2] .

الطبيعة الجغرافية للبوسنة والهرسك

تمتد جمهورية البوسنة والهرسك على مسافة 51.129 كم من منطقة البلقان التي تقع بالمنطقة الجنوبية من القارة الأوروبية ، ولكن كرواتيا تقع بالقرب منها من عدد كبير من الاتجاهات الغربية والجنوبية والشمالية ، ولكن الجهة الشرقية توجد بها صربيا ، ولكن الجهة الغربية الجنوبية يوجد بها جمهورية الجبل الأسود .

ولكن تلك الدولة تعتبر مغلقة لعدم وجود سواحل بحرية كثيرة بها دون الشريط الساحلي الواقع على البحر الأدرياتيكي الممتد لمساحة تقارب 26 كم ، وتنتشر التضاريس في المناطق الجنوبية والوسطى منها ، والمنطقة الشمالية الغربية تحتوي على التلال ويوجد بالمنطقة الشمالية الغربية السهول .

ولكن المناخ السائد في الدولة هو مناخ معتدل قاري من حيث الجو الحار صيفا والبارد شتاء ولكن في بعض الأحيان هناك هطول ثلجي ، ولكن منطقة الهرسك الصغرى به مناخ متوسطي وتقع تلك المنطقة في الأجزاء الجنوبية من البلاد .

ديموغرافيا البوسنة والهرسك

وصل التعداد السكاني في تلك الدولة لحوالي 3،791،622 ، وفق آخر الإحصائيات التي تمت على عدد السكان بالدولة في عام 2015 م ، ويحتل السنجق نسبة 43 بالمائة من هذا التعداد والأصل في هذه الفئة يرجع للسلفيين الجنوبيين أثناء اعتناقهم للإسلام منذ حوالي مائة العام في فترة الفتح العثماني للمنطقة ، والمجموعة الأخرى تتشكل من الكروات والصرب ولكن مواطني الدوله يطلق عليهم البوسنيين بعيدا عن الطبيعة العرقية [3] .

ولكن التقسيم بين الهرسكيين والبوسنيين هو تقسيم لطبيعة البلاد الجغرافية يأتي بعيدا عن الطابع العرقي ، ويأتي السبب في ذلك لأن البلاد يحكمها طبقتين حكومتين هما الجمهورية الصربية واتحاد البوسنة ، وان كان يوجد كيان ثالث هو البريتشكو .

الحرب العرقية في البوسنة والهرسك

اسم البوسنة والهرسك عندما يتم سماعه يأتي على الفور الحرب العرقية التي تمت في تلك البلاد من الصرب على المسلمين ، وشنها عدد كبير من الصرب وقاموا بقتل النساء والأطفال والرجال الكبار ، وقد تناول هذه المآسي والويلات عدد كبير من الصحف والمواقع الإخبارية العالمية .

وقد نشبت تلك الحرب في الفترة من مارس 1992 م لعام 1995 م ، وشكلت عدد من الدول أطراف هذه الحرب منهم جمهورية يوغوسلافيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك ، وقد دعمت صربيا الظالمة جيشها بجميع الدعم المالي الكبير والمعنوي لوقوع ابادات جماعية لمسلمي البوسنة والهرسك ، وهما الفئات الأكبر الذين تم التضحية بهم في تلك المعركة وفق ما جاء عن تقرير محكمة العدل الدولية .

نتائج تلك الحرب

ترتب عن تلك المعركة عدد كبير من النتائج الهامة منها تقسيم جمهورية البوسنة والهرسك طبقا لافاقية دايتون ، وقد سقط من الضحايا المدنيين ما يزيد عن 38200 كان أغلبهم من المسلمين وقتل ما يقارب 57700 جنديا ، ولكن تلك الحرب شهدت حالات كثيرة من الإبادة الجماعية بعد الحرب العالمية الثانية .

ولكن تفاديا للأضرار البالغة التي نتجت عنها تم نشر قوات من حلف شمال الأطلسي حفاظا على تنفيذ اتفاق السلام ، كما تم إنشاء مكتب الممثل الأعلى للإشراف التنفيذي على الاتفاق الذي تم للسلام .

خلاف برلمان البوسنة والهرسك

حيث حدث انقسام داخل القوى المسيطرة على البرلمان ، وكان كلا منهم له أساس عرقي الطائفة الأولى كان يقودها نسبة كبيرة من الصرب ، وكانت تؤيد البقاء من ضمن الاتحاد اليوغوسلافي والطائفة الثانية كانت تسعى للاستقلال ، وكان يقودها الكروات والبوشناق .

مما زاد من حدة الخلاف من الحزب الصربي وقام بتشكيل برلمان مستقل أطلقوا عليه المجلس الوطني لصرب البوسنة والهرسك ، وهو الذي أنشأ في عام 1992 م الجمهورية الصربية ، وكان يوجد لهم فرع حاكم في كرواتيا وكان يشكل أغلبية الحزب الحاكم بدولة كرواتيا .

وقد ساعدوا في إنشاء مجتمع الكرواتي للبوسنة والهرسك وشكل مجلس له سماه مجلس الدفاع الكرواتي وقضت المحكمة البوسنية ، بعد صحته وبطلانه كما جاء في حكمها وتفسيرها بأنها جمهورية غير شرعية ، وهو ما كان يرفضه الصرب بشكل قاطع كما قاطعوا الانتخابات التي تمت ، وكانت نتائجها الموافقة على الاستقلال بأغلبية ساحقة من قبل المشاركين .

مما ترتب عنه زيادة حدة الخلاف العسكري بإقليم سراييفو وقام الصرب بمهاجمة السلطات القائمة في جميع أجزاء الدولة والاعتداء على رموزها ، وسعى الصرب في الاستيلاء على المناطق الموجودة تحت حيازتهم من الأرض ، واستغلت كرواتيا الأمر بشكل سيء ضد حكومة البوسنة والهرسك حتى توسع حدودها ، وتأمين عدد من مناطق البوسنة وكان جيش البوسنة والهرسك غير مجهز للحرب .

واستمر الضرب يحصلون على الدعم العسكري من يوغسلافيا وأستحوزوا على مخازن الذخيرة والسلاح ، وقام بمهاجمة أبناء وطنهم .

استقلال البوسنة والهرسك

حيث تم إعلان الاستقلال عن دولة يوغسلافيا عام 1992 م ، ونشأ عدد من التصدي المسلح وشكلت صربيا الكبرى من المناطق التي يسيطر عليها الصرب ، ولكن في عام 1995 م تم توقيع اتفاق السلام بين أطراف النزاع والذي منه تم الحفاظ على الحدود الدولية للبوسنة والهرسك ، وتم تشكيل حكومة وطنية من جميع الأعراق وتولت ادارة أمور البلاد السياسية والمالية ودبلوماسيا .

أهم مدن البوسنة والهرسك

  • مدينة كونتيس حيث تقع في منتصف السراييفو ، وخلف جبل البرنج وهي من أجمل المدن البوسنية ، وبه جسر حجري مشكل من 6 أقواس فوق نهر نيريتفا .
  • مدينة سراييفو وله باع تاريخي كبير من حيث وجود عدد كبير من المساجد والكنائس ، كما تحتوي على مركز تسوق ويه عدد متنوع من ناطحات السحاب ، وهي عاصمة البوسنة.
  • مدينة توزلا :وتحتوي على عدد مميز من مباني الطراز العثماني ، وبه مسجد أثري يعود تاريخه للقرن السادس عشر .

المراجع