الهدف .. أنها أكثر كلمة لها أهمية في حياة الإنسان ، حيث يعيش الإنسان طول حياته يقولها أنا هدفي الآن أن أنجح في الدراسة،أنا هدفي أن أجد عمل أنا هدفي في هذه الفترة أن أتزوج و هكذا يعيش المرءُ على هذه الكلمة و كأنها هي أساس قاموس الحياة حيث أن كل شيء متعلق بها ، و لكن من الممكن أن الحياة القصيرة و المملة تجعلك تتقاعس عن تحقيق أهدافك ، و لكن يجب أن تعلم أن لا يوجد شخص على وجه الأرض يكون قادراً على تحقيق هدفه إلا بالصبر و بالكثير من الجهد و التعب و إياك أن تفقط الأمل لأنك من المحتمل أن تكون قريباً جداً من الوصول إلى هدفك و فقدان الأمل يجعلك تخسر بعد ما بذلت الكثير من الجهد و تعب ، اليوم نحن سوف نتحدث عن شخصية تعد أكبر مثال مؤيد إلى هذا الكلام ، شخصية علمت باقي البشرية معنى الصبر و الجهد من أجل الوصول إلى هدفه ، و هو روبرت إدوين بيري مستكشف القطب الشمالي ، و لذلك نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نتناول الحديث عن رحلة روبرت إدوين التي تعب فيها كثراً حتى وصل إلى هدفه ، تابع معنا .

تاريخ الميلاد : ولد روبرت بيري في اليوم السادس من شهر مايو لعام (1856)

محل الميلاد : ولد في مدينة كريسون التي تقع في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية

العمل

كان روبرت بيري في الأساس يعمل ضابطا في البحرية الأمريكية ، بدأ خدمته العسكرية في عام (1881) عندما ألتحق بالجيش في البحرية الأمريكية كمهندس بحري ، و أستمر روبرت في العمل حتى تقاعد.

بداية مسيرته الاستكشافية

بدأ روبرت بيري أولى رحلاته في عام (1886) حيث كان يبلغ في هذا الوقت من العمر ثلاثين عاماً ،  حيث سافر برحلة داخلية من خليج ديسكو فوق الغطاء الجليدي، وأندفع بالزحافات في جزيرة غرينلاند لمسافة 100 ميلا (161 كم)، ليصل إلى قلب الجزيرة الكبيرة، بارتفاع 7،500 قدم (2،287.5 م) فوق مستوى سطح البحر .

رحلته الثانية

جاءت رحلة روبرت بيري الثانية في عام (1891) عندما كلفته أكاديمية العلوم في فيلادلفيا بمهمة و التي كانت تقتصر على قيادة حملة جديدة إلى أقصى شمال غرينلاند ، و هكذا يكون بيري عاد مرة أخرى إلى غرينلاند و لكن هذه المرة كان بصحبة شخص هام جداً و هو زوجته و التي شاركته في الكثير من رحلاته و خلال هذه الرحلة وصل بيري بالزحافة إلى خط عرض 82 .

بيري يستهدف الوصول إلى القطب الشمالي و يصمد رغم الفشل

قام روبرت بيري بتنظيم أكثر من رحلة استكشافية إلى جزيرة  غرينلاند ، و وضع هدفه الأكبر و هو الوصول إلى القطب الشمالي ، و لذلك في عام (1897) قام بتأسيس (جمعية بيري القطبية) ، و من بين عامي (1898) وعام  (1902)، وضع بعض القواعد في غرينلاند الشمالية وفي أرض كرانت، ومنها قام بحملات نحو الشمال ، و في عام (1898) خرج في رحلته الأولى من اجل تحقيق هدفه و الوصول للقطب الشمالي و لكن خلال رحلته أصيب بيري بتجمد في قدميه و لذلك أضطر إلى العودة من أجل أن يتلقى العلاج و هكذا يكون بيري فشل في أول رحلة له من أجل الوصول إلى هدفه و لكنه أصر على تحقيق هدفه و ليعود للمحاولة مرة أخرى في عام (1900) و لكنه أيضاً لم يصل إلى هدفه و لم ييأس فحاول مرة ثالثة في (1902) و لكنه أيضاً فشل ، فحاول مرة رابعة في عام (1905) و في هذه المرة وصل إلى خط عرض “87” ، و هكذا يكون قد تجاوز عن ما وصل إليه المستكشف نانسن ودوق أبروتزى.

روبرت بيري يحقق حلمه و يصل إلى هدفه

في عام (1909) تمكن روبرت بيري من الوصول إلى القطب الشمالي مسيرة مرهقة دامت لسنوات رآه فيها الكثير من الصعاب و لكن قوة تحمله و صبره و تمسكه بالوصول إلى هدفه كل هذا جعله يحقق الحلم المنتظر ، و في هذا الوقت قد بلغ من العمر الثالثة و الخمسون عاماً ، ليصبح روبرت بري أول إنسان يضع قدميه على أرض القطب الشمالي  ، و بعد رجوعه إلى وطنه كتب هذه الرسالة ” هاهو القطب الشمالي أخيرا، إنه جائزة ثلاث قرون … إنه حلمي … وهدفي وبغيتي طوال عشرين عاما، إنه أصبح أخيرا لي، وبعد أن غرست العلم الأمريكي في الثلوج قلت لهنسون أن يطلق هو والإسكيمو هتافا مدويا ” ، و من أجل كل ما بذل روبرت بيري من مجهود تم منحه رتبة الأدميرال ، و هي بالطبع أقل شيء كان يستحقه .