السلطان المعظم أبو المظفر محي الدين محمد اورنك زيب عالكمير سلطان الهند. ولد السلطان أورنك زيب في بلدة (دوحد) في كجرات بالهند في ( 15 من ذي القعدة هجريا / 24 من أكتوبر 1619 ) ميلاديا أبوه هو السلطان (شاه جيهان) من عظماء سلاطين دولة المغول المسلمين في الهند.

وهو باني مقبرة (تاج محل) التي تعد من عجائب الدنيا السبع حيث بناها السلطان مقبرة لزوجته التي ظل مفتونا بها حيث أستغرق بناء هذه المقبرة عشرون عاما و عمل على بنائها أكثر من 21 ألف شخص و نشأت كثير من الصراعات من شعب الهند احتجاجا على ضعف السلطة .

فأضطر إلى أنتزاع السلطة من أبيه ، كان أورنك زيب منذ صغره محبا للدين بعيدا كل البعد عن الملزات و الشهوات ، كان فارسا شجاعا و يحكى عن شجاعته انه كان في يوم من الأيام في حضور أحتفال مع أبيه (شاه جيهان)و اخوته .

من علامات شجاعته أبدى شجاعة أنه وقف أمام الفيل الهارب و كان عمره آنذاك 14 عاما فضرب الفيل الفرس الذي يمتطيه السلطان(أورنك زيب)بخرطومه فطرحه أرضا و أقترب الفيل من (أورنك زيب) ، فثبت مكانه و أستل سيفه و ظل يدافع عن نفسه أمام الفيل الضخم حتى جاء الحرس و قاموا بأخراج الفيل .

تدرج الحكم
كان (أورنك زيب) الأخ الثالث بين ثلاثة أبناء هم (شجاع)، و (مراد بخش) ، فتولى شجاع أمارة البنغال و تولى (مراد بخش) أمارة الكجرات و تولى (أورنك زيب) أمارة الدكن في وسط الهند ، فتعلم (أورنك زيب) الإدارة و كان يقود الجيوش بنفسه في عهد أبيه .

حتى توفت أمه (ممتاز محل) ، فأنشغل السلطان (شاه جيهان) ببناء مقبرتها ، فاهمل السلطة و أستغل الأخ الأكبر انشغال أبيه فأستولى على كل شئ إلا الأسم ، فظل يحكم بأسم أبيه و لما كان هذا الأخ الأكبر مائلا للدنيا يريد أرجاع الهند إلى ما كانت عليه في عهد أبو جده (جلال الدين أكبر) .

أستنفر أورنك زيب المسلم و قام مع أخيه الأخر ، فأستطاع ان يأخذ الحكم بنفسه و بذلك أصبح (أورنك زيب سلطانا) على البلاد حيث كان عمره 40 عاما ، بدأ حكمه بالجهاد فيسبيل الأسلام حتى خضعت له شبه القارة الهندية كلها حتى دام عمره 52 عاما .

انجازاته
كان لأورنك زيب الفضل في أن تشهد أمبراطورية المغول الأسلامية في الهند أمتدادا عظيما لها و يرجع ذلك للجهود العسكرية و نجاحه في الربط بين كل أنحاء الهند تحت قيادة واحدة ، حيث خاض المسلمون في عهده اكثر من 30 معركة منها 11 معركة قاداها بنفسه.

قام (أورنك زيب)بإلغاء 80 نوع من الضرائب ، و فرض الجزية على غير المسلمين بعد أن أبطلها أجداده ، أنشا العديد من المساجد و المدارس و أبطل العديد من الأحتفالات بالأعياد الوثنية ، منع الأنحناء له و اكتفى بتحية الأسلام ، منع دخول الخمر إلى البلاد و صرف أهل الموسيقى والغناء عن قصره .

حفظ السلطان القرآن الكريم كاملا بعد توليه الحكم، و عين للقضاه كتابا يفتون به على مذهب الأمام أبي حنيفة و أشتهر اسم الكتاب بأسم (الفتاوى الهندية)، كتب مصحفين بخط يده و أرسل واحدا إلى مكة و الأخر إلى المدينة، وكان يجلس للناس ثلاث مرات يوميا دون حراسة لسماع شكواهم .

وفاته
توفى السلطان في( 28 من ذي القعدة 1118 هجريا الموافق 20 فبراير 1707 ميلاديا )عن عمر يناهز 90 عاما، و كان قد أوصى بأن يدفن في أقرب مقابر المسلمين و ألا يتعدى ثمن كفنه 5 روبيات هندية.