إن قسطنطين هو من أشهر الأباطرة الرومانية ، فهو أول إمبراطور يقوم بإعتناق المسيحية ، و كان يحكم الإمبراطورية مع الإمبراطور المشترك ليسينيوس ، و الذي قام بإصدار مرسوم ميلان في عام 313م ، و الذي يعلن به نشر التسامح الديني بين جميع المواطنين في الإمبراطورية بأكملها .

الحياة الباكرة لقسطنطين
– ولد فسطنطين في مدينة نايسوس في مويسيا العليا ، و التي تعرف بأنها صربيا حاليا ، ولد في فبراير عام 274م ، وفي عام 293م قد تم تقسيم الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين ، من قبل الإمبراطور ديوكليتيان و الذي حكم الإمبراطورية الغربية ، و أغسطس في الإمبراطورية الشرقية .

– و قد تعلم قسطنطين التعليم الرسمي للإمبراطورية ، و ذلك كان في محكمة دقلديانوس ، و قد تعلم اللغة اللاتينية و اللغة اليونانية الكلاسيكية ، كما أنه قد تقابل مع أشهر مجموعة متنوعة من العلماء الوثنيين و المسيحيين آن ذاك ، و مع ذلك فإنه كان في فترة اضطهاد الإمبراطورية لمعتنقي الديانة المسيحية و خاصة في عام 303م ، حيث قد بدأ الإمبراطور ديوسيليتيان في اضطهاد المسيحيين و إعتقال الكثير منهم و كان يسع دائما خلف إعدام المسيحيين و تدمير ممتلكات الكنيسة .

– و على الرغم من أن قسطنطين قد اعتنق الديانة المسيحية ، و قد عارض كل هذه التدابير ، إلا أنه لم يفعل شيء مهم في هذا الأمر ، و في عام 305م قد خرج من حدود محكمة جاليريوس ، و قد ذهب إلى والده في بريطانيا ، و قد أسس قاعدة يورك بها ، و بعد وفاه والده ، فقد تم إعلان قسطنطين ليكون أغسطس ، و هو قرار قد تم اتخاده من قبل جاليريوس .

قسطنطين قائد عسكري
– و بعد عدة سنوات من الإضطراب و الحروب الأهلية فإنه قد وجد قسطنطين نفسه ، و هو يقاتل المعارضين للحكم الروماني ، و لكن من داخل الفصائل الرومانية المختلفة ، حيث كان قسطنطين رجل حرب و قائد عسكري كبير ، حقق الكثير من الانتصارات الكبيرة على فرانكس و الأماني في 306م ، و في وقت لاحق قد حارب ضد الغربيين في عام 332م و ضد سارماتيونس في عام 334م .

– و في الثامن و العشرون من أكتوبر عام 312م ، التقت قوات قسطنطين مع قوات ماكسينتيوس على نهر تايبر ، و أشتهرت الأساطير أنه قد استخدم الصليب المسيحي في الحروب للإنتصار بها ، و قد أقر بأنه إذا انتصر في هذه الحرب ، سوف يعتنق المسيحية بعدها ، في صباح اليوم التالي فقد نجح قسطنطين في الحرب بشكل كبير ، و دخل روما في اليوم التالي ، و قد قام بتصوير نفسه كمحرر للإمبراطورية الرومانية ضد الطاغية ماكسنتيوس .

قسطنطين و الإمبراطورية الرومانية
– و قد نجح قسطنطين في الوصول إلى روما و تحريرها ، و قد أثبت تفوقه العسكري على منافسيه ، و قد قام ليسينيوس بإعلان المسيحية الشرعية ، و سمح بحرية العبادة ، كانت هذه الخطوة من أهم خطوات انتشار التسامح الديني في الإمبراطورية الرومانية .

– و قام قسطنطين بتأسيس مدينة جديدة بأسم القسطنطينية ، و هي مدينة اسطنبول الحالية ، و ذلك لتكون هي روما الجديدة في منطقة الشرق ، و قد قام بتشييد الكثير من النوافير الخلابة و الأماكن الرياضية و نشر الزينة في كل مكان في المدينة ، و كانت علاقة قسطنطين بالمسيحيين طيبة ، و كذلك علاقته بالمواطنين الوثنيين القدماء .

– و في عام 337م قد مرض قسطنطين ، و قد كان يريد أن يعود إلى القسطنطينية و يدفن بها ، و لكنه توفى و قد طلب أيضا قبل أن يموت أن يتم تعميده في نهر الأردن ، و قد أكد المؤرخون على مدى ذكاء قسطنطين ، و أنه كان رجل سياسي عظيم ، و قائد عسكري ذكي .