عندما توفي الإمبراطور الروماني هادريان في 10 يوليو ، 138 م ، قد خلفه في الحكم ابنه أنطونيوس بيوس  ليكون حاكما لدولة الرومان، و كان رجلا عادلا و رحيما ، و محبوبا و محترما من قبل عامة الناس و كذلك في الحكومة ، طوال فترة حكمه .

حياة أنطنيوس السابقة
و في الواقع لم يكن أنطنيوس هو الإبن الأول لهادريان ، و لم يكن الثاني أيضاً ، ففي 136 م ، أدرك هادريان تدهور صحته و دنو موته ، و أدرك أيضاً أنه من دون أبناء ، يرثونه في الحكم ، فكان الخيار الوحيد له هو الاعتماد على اختيار القنصل ، لوسيوس سيونيوس كومودوس ، وريث له ، و لذلك فقد تم إرسال لوسيوس إلى بانونيا ليكون حاكما ، و لكنه توفي من مرض السل في يناير من 138 م ، و حين أراد ماركوس أوريليوس ذو ال16 عاماً أن يخلف لوسيوس في الحكم ، أدرك الإمبراطور أن ماركوس صغيرا جدا ، و اختار بدلا منه أنطونيوس ، الذي كان ذو قيمةً عالية .

نشأة أنطونيوس
على الرغم من أن عائلته جاءت أصلا من جنوب الغال ، فقد ولد أنطونيوس بيوس في لانوفيوم ، و هي على بعد 20 ميلا جنوب روما ، في 19 سبتمبر عام 86 م ، و كانت والدته آريا فاديلة ، ابنة القنصل مرتين أريوس أنتونينوس ، و كان كل من والده وجده الأب قناصل ، و على الرغم من أنه ليس لديه خبرة عسكرية ، إلا أنه قد عمل كقنصل .

صفات أنطونيوس
كان أنطونيوس وسيماً لافت للنظر ، و كان أرستقراطي ، و يميل إلى التأمل في الطبيعة ، و هو متحدث موهوب بشكل فريد و باحث أنيق ، و مقتصد بشكل واضح ، و لطيف وسخي ، و يحرص على مُراعاة حقوق الآخرين ، و مع امتلاكه لكل هذه الصفات ، كان يتم ذكره بأفضل الصفات بين الرجال الصالحين في الدولة .
توليه الملك

في 24 يناير ، 138م أعلن الإمبراطور هادريان أنه يعتزم تبني أنطونيوس البالغ من العمر 51 عاما و أعلنه وريثاً له ، و في 28 فبراير 138م تم اعتماده وريثاً بالفعل ، و قد جاءت طريقة اعتماده ، فريدة من نوعها ، كما ذكرت بعض كتب التاريخ ، حيث أنه عندما أعلن هادريان عن رغبته في اعتماده ، أعطي له الوقت لتحديد ما إذا كان يريد أن يعتمد ، و قد تم إرفاق هذا الشرط لاعتماده ، و كما أن هادريان قد أخذ أنطونيوس كابن له ، كان يجب أن يأخذ ماركوس أنطونيوس ابناً له بالمثل .

و في 10 يوليوعام 138م استغرق أنطونيوس في مهامه كامبراطور ، مع الإحتفاظ بسياسات هادريان ، و كان من أولوياته الأولى أنه جعل أباه هادريان إلهاً ، و قد وافق مجلس الشيوخ على هذا الأمر على مضض.