جاك دريدا هو فيلسوف فرنسي الجنسية، وهو صاحب نظرية التفكيك، كما أنه كان عضو في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون، وقد ولد جاك دريدا في عام 1930 في الجزائر في فترة إحتلال فرنسا للجزائر، وتوفي بسبب سرطان في البنكرياس فر عام 2004 عن عمر يناهز ال74 عام.

نشأة جاك دريدا
ولد جاك في حي البيار في الجزائر في فترة إحتلال فرنسا للجزائر، وهو يهودي الديانة، وكان دريدا في البداية في مدرسة فرنسية موجودة في مدينة دكاش، ولكن عندما بلغ العاشرة طرد دريدا من هذه المدرسة لكون يهودي الجنسية حيث كان اليهود مضطهدين في هذه الفترة من قبل الألمان، حيث أخبره أحد المعلمين العاملين في المدرسة الفرنسية بأن الثقافة الفرنسية لا تلائم اليهود، ومن بعدها قام والديه بإدخالة مدرسة يهودية، وعندما بلغ دريدا سن العشرين عاما ذهب إلى فرنسا وبالتحديد في باريس للدراسة في المدرسة العليا.

-وفي فترة دراسة دريدا في فرنسا قابل العديد من الشخصيات البارزة في هذا الوقت والتي أثرت عليه بالغ التأثير وعلى أرائه في المستقبل مثل جان هيبوليت وسارتر وأيضا نيتشيه وهيدغر، كل هذه الشخصيات كان لها دور بارز في حياة دريدا والتأثير على طريقة تفكيره.

وكان يريد ديدا القيام بعمل رسالة دكتوراة هن هوسرل، ولكنه لم يكمل هذا البحث، حيث إهتم أكثر في البحث عن طبيعة الكتابة نفسها بأنواعها وبالأخص الكتابات الفلسفية، وكان هذا في أولخر الخمسينات.

وقد درس دريدا الفلسفة حتى حصل على شهادة في الفلسفة من جامعة هامة لا يدرس فيها سوى النخبة وهي موجودة في باريس وهي نورمول سوبيرييور، ثم بعد ذلك درس في معهد الدراسات العليا في السوربون، ودرس الفلسفة أيضا في جامعة كاليفورنيا.

جاك دريدا الفيلسوف
وكان لدريدا عدد من المعجبين به والذين كانوا يقدرون أفكاره الفلسفية وأعماله الأدبية كما كان له عدد كبير من المعارضين الذين كانوا يرون من أفكار دريدا أفكار هدامه وليس لها قيمة وأيضا غامضة يصعب فهمها.

في عام 1965 قام دريدا بعمل مراجعتين لكتاب خاص بتاريخ الكتابة وطبيعتها، وهاتان المراجعتان هما ما وسع قاعدة جمهور دريدا عندما قام بنشرهما في مجلة نقد أدبي، وقد إستخدم دريدا هاتان المراجعتان في كتابة كتابه المعروف والذي يسمى “في علم الكتابة” ، وفي عام 1967 قام بتأليف 3 كتب وهي “في علم الكتابة” و كتاب “الكتابة والإختلاف” وكتاب “الكلام والظواهر” ، وكان يقدم في هذه الكتب دراسات وأبحاث قام بها حول العديد من الفلاسفة لدراسة أفكارهم وأعمالهم ومن أمثلة هؤلاء الفلاسفة جان جاك روسو وفريدريك هيغل وميشيل فوكو وديكارت ومارتن هيدغر والكثير غيرهم من الفلاسفة والكتاب والأدباء.

مناصب تقلدها جاك دريدا
لقد عمل دريدا في العديد من المناصب ومنها ما كان شرفي ومنها ما كان دائم ومن أمثلة الوظائف التي عين بها:

-عمل دريدا كمديرا للدراسات في جامعة باريس في  كلية الدراسات العليا في العلوم الإجتماعية.

-وهو من المشاركين والمؤسسين للكلية الدولية للفلسفة والتي تاسست في عام 1983 ميلادية وشاركه في تأسيس هذه الكلية فرانسوا كاتليت، وكان الهدف من تأسيس هذه الكلية هو توفير مكان مناسب لعمل البحوث التي تتعلق بعلم الفسفة والتي لا يوجد مكان مخصص لها في جامعة فرنسا من أجل تنفيها.

-عمل دريدا كرئيس للكلية الدولية للفلسفة، والتي شارك في تأسيسها، كما كان هو أول رئيس لهذه الكلية.

وفاة جاك دريدا
مات دريدا في عام 2004 بعد نزاع مع المرض، حيث كان مصاب بسرطان في البنكرياس، تاركا خلفه ما يزيد عن 40 كتاب في نقد الأدب والفلسفة، وأيضا تاركا نظرية التفكيك في نقد الأعمال الأدبية والفلسفية.