إميل سيوران هو الفيلسوف الروماني الذي اتسم بنظرته التشاؤمية و الشكوكية، و سوف نحاول جاهدين إبراز بعض جوانب حياته و انجازاته و أهم كتاباته

نشأة إميل سيوران
ولد إميل سيوران في الثامن من إبريل عام ألف و تسعمائة و أحد عشر، بقرية صغيرة تدعى رسينارى، و التي كانت تتبع في هذا الوقت للدولة المجرية النمساوية في ذلك الحين، و نشأ في أسرة تتميز بتناقض رهيب، و الذي أثر بدوره في أراؤه و كتاباته حيث كان والده قسا بالقرية، و كانت أمه دائما تشكك في الأديان مما أثر على كتاباته و نزعته الفلسفية.

و عندما بلغ إميل الحادية عشر إضطر للإنتقال للمدينة المجاورة، من أجل مدرسته الثانوية و مع بلوغه سن السابعة عشر دخل الى جامعة بوخارست، حيث درس الفلسفة هناك، و في الكلية تعرف على أصدقاء عمره يوجينى و ميركا.

بدايات الفيلسوف إميل سيوران
شهد عام الف و تسعمائة و أربع و ثلاثون ظهور أول كتاب من تألىفه، و الذي حمل إسم على ذرى إلىأس و لكنه بالطبع لم يكن معروفا حينذاك، و بعد أن أتمم دراسته بجامعة بوخارست، انتقل إلى برلين عاصمة ألمانيا حيث استكمل دراسته هناك و بدأ بكتابة مقالات و طبعها و نشرها في الصحف، و أيضا في برلين إمتهن مهنة التدريس حيث بدأ يدرس الفلسفة و عمل في نفس الوقت على مؤلفه الثاني، و الذي كان بعنوان كتاب الخدع، و لكنه كتبه باللغة الرومانية و بحلول نهاية عام الف و تسعمائة و سبع و ثلاثون توجب عليه الرحيل من برلين لفرنسا، حيث حصل على منحة هناك في الوقت الذيكان يجهز فيه لنشر كتابه الثالت.

دائما ما كانت كتب إميل تحصل على نقد إيجابي من النقاد و الجمهور، لكنه كان محدودا نظرا لتعارض أراؤه مع الفيلسوف العظيم وقتها سارتر، و لكن سنة ألف و تسعمائة و سبع و أربعون شهدت بداية تغير الموقف بعد أن وافقت دار غإلىمار على نشر كتاب رسالة ف التحلل لسيوران، و لكنه نُشِر بعدها بعامين بعد أن عمل عليه و قام تنقيحه مرة أخرى و عندما تم نشره مرة أخرى في عام 1965 في سلسلة الجيب واسعة الإنتشار لاقى ضجة كبيرة جدا جعلت اسمه معروف في كافة الأوساط .

إميل سيوران و الظهور الاعلامي
لم يكن إميل سيوران من محبي الظهور أمام الجمهور و وسائل الإعلام، و لم يكن يريد الجوائز و لكن بطريقة أو بأخرى وجدت وسائل الإعلام ضالتها عندما علموا بأن سيوران من مساندي الفاشية، و أنه على علاقة شخصية بهتلر و الذي جعله يقابل نقضا رهيبا من الجماهير، و الذي برره وقتها بأن هذا كان عندما كان عمره عشون عاما فقط و لم يكن نضج كليا حينها، و لكن هذا التبرير لم يلاقى مصداقية كاملة عند العامة.

كانت تتميز فلسفته حينها بالنظرة التشاؤمية البحتة، و الشك في كل المسلمات و العدمية، و اشتهر بأنه صاحب الأفكار السوداء في هذا الوقت، و نشرت لإميل سيوران كتب عدة و ترجمت كتبه لأكثر من لغة و ترجمة عدة كتب للغة العربية مثل التاريخ و يوتوبيا و مقايسات المرارة التي عند ترجمته سمى بالمياه كلها بلون الغرق.

إميل سيوران و مرض الزهايمر
تم تشخيص سيوران بمرض الزهايمر، هذا بجانب الأرق الذي كان عدوه المقرب طوال حياته و الذي جعله في بعض الأحيان يفكر في الإنتحار، و تو في إميل سيوران في العشرين من يونيو عام ألف و تسعمائة و خمس و تسعون عن عمر يناهز أربع و ثمانون عاما في فرنسا و تم دفنه في مقبرة مونبارناس.