يعتبر أوكتافيوس على مدى أكثر من أربعين عاماً بعد معركة أكتيوم سيدًا معترفًا به في العهد الروماني، وهو من الشخصيات الأكثر تعقيدًا في التاريخ، وقوته الحقيقية هي أن يبقى ساكنا وأن يترك أعداءه يفسدون الأمر.
نبذة عن أوكتافيوس
أوكتافيوس هو ابن شقيق يوليوس قيصر الذي قام بتبنيه، ولد في 23 سبتمبر في عام 63 قبل الميلاد، وتوفي في 19 أغسطس عام 14 ميلادي في نولا بالقرب من نابولي في إيطاليا، وهو أول إمبراطور روماني بعد أن تدمرت والتي دمرت بسبب ديكتاتورية يوليوس قيصر الذي كان يعرف بنظامه المستبد، وكان على رأس مجموعة من المؤسسات الجمهورية التي أعاد أوكتافيوس إحياءها وقام بتجديد كل جانب من جوانب الحياة الرومانية وجلب السلام والازدهار الدائم للعالم اليوناني الروماني.
وعند مقتل يوليوس قيصر وجد في وصيته أنه تبناه كإبن له وجعله وريثه الشخصي، وكان يبلغ من العمر 18 عامًا فقط، وبعدما توجه إلى روما وجد أن ماركوس أنطونيوس قد استولى على أوراق قيصر حيث كان يتوقع أن يكون هو الوريث للحكم، ورفض تسليم أي من أموال قيصر، لكنه استطاع أن يتحالف معه في النهاية، وقام بالقضاء عليه بعد ذلك، وقد فاز أوكتافيوس بالحروب الأهلية الرومانية وحكم روما باسم الإمبراطور قيصر أوغسطس
أوكتافيوس في سطور تاريخية
وجد بعض المؤرخون مثل ميريفال وسميث أن المبدأ الوحيد الذي أعطى لحياة أوكتافيوس الهدف هو الثأر من قتل عمه ووالده بالتبني، وكان هناك توفق بين كل التناقضات الظاهرة في السلوك، حيث كان في أوقات مختلفة يتصرف بطريقة متناقضة ما بين القسوة والرأفة، وعلى الرغم من ذلك يؤكد المؤرخون أنه كان قاسياً وله نظرة ثاقبة وأكثر عمقا في السياسة، كما أنه شديد الحرص في المحافظة على كرامته ، وله روحا لا تقهر ويحمل شخصيته الكثير من المثابرة ولا يمكن لأي تقلبات أن تهزه.
وتصف ميريفال حالته الذهنية في نهاية الحياة قائلة “لقد صنع السلام مع نفسه حيث كان يشعر أنه وحده مسؤولاً، وأنه لم يكن لأحد أي سلطه عليه” ، وعندما كان في التسعة عشر من عمره لم يكن يعاني من الغرور أو ادعاء الحكمة، ولم يكن يعاني من الشعور أن هناك شيء يعرقله في تحقيق أغراضه.
يعتبر أوكتافيوس من الشخصيات القوية إنه رجل قوي والمتناقضة فحتى بعدما شن الحرب ضد أنطونيوس وكليوباترا وانتصر عليهما وأصبح المسيطر على روما، حاول إقناع كليوباترا بعدم الانتحار، ولا أحد يعرف هل لأنه كان يرغب في إذلالها بعد هزيمة أنطونيو أم لأنه لا يحب فكرة الانتحار، ومع ذلك بعد وفاة كليوباترا اعترف أنه كان يحترمها هي وأنطونيوس كخصوم أقوياء ومشرفين وأمر بدفنهما معا، وخطيط لحضور جنازتهما قبل عودتة إلى روما بجيشه المنتصر.