هناك العديد من القيم التي حث عليها الدين الإسلامي و أمر باتباعها ، تلك القيم التي تحلى بها نبينا الكريم ، و تحدثت به شخصيته الكريمة ، و كان من بينها الحياء .

الحياء
الحياء هو ذلك الخلق الذي ينهي صاحبه عن ارتكاب الرذائل و القبائح ، و يدعوه لفعل كل ما هو راقي ، و هذا ما حث عليه الدين الإسلامي تماما ، تلك الصفة التي تمنع عن التقصير و تقرب من كل ما هو له علاقة بديننا الإسلامي الحنيف ، الحياء هو تلك الصفة التي ذكرت عن نبينا الكريم ، بل و عن الله عز وجل .

فضل الحياء
الحياء مفتاح الخيرات
ذكر رسولنا الكريم أن الحياء هو الخير بل و كل الخير ، و ذلك لأنه باعث للأفعال الخيرة و ناهي عن المعاصي و الكبائر ، و ذلك لأنه يمنع صاحبه عن الهم بارتكاب السيئات و الفواحش ، و قيل أن الشخص الذي يمنعه حيائه عن ارتكاب السيئات ، هو صاحب خلق حميد بل أن نفسه تحمل أصل الدين ، و ذلك لأن الحياء هو الدين كله ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم عَنْ قُرَّةَ – ابنِ إِيَاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ – قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم، فَذُكِرَ عِنْدَهُ الحَيَاءُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الحَيَاءُ مِنَ الدِّينِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «بَل هُوَ الدِّينُ كُلُّهُ» . لِعُلُوِّ مَنزِلَتِهِ، وَجَلِيلِ قَدْرِهِ، وَسُمُوِّ مَحَلِّهِ، وَرِفعَةِ شَأنِهِ، وَعَظِيمِ نَفعِهِ .

الحياء إيمان
اقترن الحياء بالإيمان في عدة مواضع عن لسان نبينا الكريم ، حيث اقترنت الكلمتين في العديد من الأحاديث الشريفة ، و التي تحدثت عن قوة الإيمان ، ربما لقدرة الحياء على منع الشخص من ارتكاب الفواحش ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ : عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ : « الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، وَالـحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ » .

الحياء أبهى زينة
تحدث الكثيرين عن أن الحياء هو زينة المرأة ، و لكن الدين الإسلامي حينما تحدث عن الحياء قال أنه زينة الإنسان بوجه عام ، لدرجة أنه وصف الوجه المزين بالحياء بالجواهر و أجمل الزينات في الدنيا ، و ذلك اعتمادا على قوله صلى الله عليه وسلم « مَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ » .

الحياء صفة يتحلى بها الله و يحبها
كانت من بين الصفات التي تحدث عنها نبينا الكريم ، و قال أنها صفات يحبها الله جل وعلى الحلم و الحياء ، و قد ذكر هذا في العديد من المواضع ، حتى أن أحد صحابته جاء له ليحكي له عن رجل يغتسل بالبراز ، فبعدما صعد نبي الله على المنبر و بدأ في خطبته ، قال حديث شهير و هو « إِنَّ اللَّـهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّـيـرٌ ، يُـحِبُّ الـحَيَاءَ وَالسَّتـرَ ، فَإِذَا اغتَسَلَ أَحَدُكُم فَلـيَستَتِـر » .

الحياء يقود إلى الجنة
هناك حديث تحدث به نبينا الكريم عن تلك السلسلة ، التي تقودنا إلى دخول الجنة و الاستمتاع بالنعيم المقيم فيها ، و كان على رأس هذه السلسلة صفة الحياء ، تلك الصفة التي تقودنا إلى الجنة و النعيم فيها ، و هذا الحديث كان قوله صلى الله عليه وسلم « الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ ؛ وَالبَذَاءُ مِنَ الجَفَاءِ ، وَالجَفَاءُ فِي النَّارِ » .

الحياء من الله
حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن نستحي من الله ، و ذلك في قوله الكريم « استَـحيُوا مِنَ اللَّـهِ حَقَّ الـحَيَاءِ » ، و هذا الحياء الذي تحدث عنه النبي يظهر في حفظ الإنسان لحواسه ، فلا يسمع الفواحش و لا ينظر إلى المحرمات .