اهتمّ علماءُ النفسِ بالسّلوك في بدايات القرن العشرين، وذلك بعد ظهور نَموذج مشهور أُطلِق عليه في وقتٍ لاحق "السلوكية "، وكانت السلوكيّة ردّ فعلٍ ضدّ علوم النّفس الكليّة، والتي تهدف إلى معرفة أو فهم العقل البشري دون الاستفادة من التّجارب العلميّة، كما كانت السلوكيّة تُبنى على ما يُمكن أن يَرى وجهة النظر فقط، والذي أسّس هذا المجال هو العالِم "جون واتسون". وقد يكون السّلوك شائعاً، أو غير عاديٍّ، ومقبولاً أو غير مقبولٍ؛ حيثُ يَضعُ المجتمع أسساً لتقييم السّلوك باستعمال المعايير الاجتماعية وينظّمون سلوكهم وفقاً للتحكّم الاجتماعي، ويُعتبَرُ السّلوك في علم الاجتماع دون معنى، وغير موجّهٍ للأشخاص الآخرين؛ فبالتالي هو أبسط الأعمال الإنسانيّة، على الرّغم من أنّ السلوك يمكن أن يكونَ له دورٌ فعالٌ في تشخيص بعض الأمراض النفسيّة
المقصود بتعديل السلوك
يعرف تعديل السلوك بأنه هو محاولة لتغير سلوك الإنسان ،و ذلك بتركه لسلوك معين من أجل اكتساب سلوك أفضل و يعني أيضاً مساعدة الإنسان على التخلي عن سلوك ما و إرشاده نحو سلوك جديد و في مفهوم آخر يقصد بعملية تعديل السلوك أنها عملية تبديل سلوكيات الشخص ،و تقويمها بسلوكيات أفضل منها ،و أكثرها إفادة بالنسبة له ،و ينفذ ذلك من خلال الإعتماد على مجموعة من الطرق ،و الأساليب الفكرية ،و الاجتماعية التي تساعد الفرد على الإبتعاد عن سلوكه القديم ،و ترحيبه بالسوك الجديد.
سمات تعديل السلوك
تتميز عملية تعديل السلوك بعدة سمات يمكن إيجازها في النقاط التالية :
* القدرة على التوقع بطبيعة سلوكيات التي من الممكن أن تقع قبل حدوثها و يتحقق ذلك من خلال ربط كافة العوامل التي قد تتأثر بها شخصية الإنسان ببعضها و من هنا يتم التعرف على سلوكياته و درجة استجابته ،و تأثره بكل ما هو محيط به و بناء على ذلك يتم التوصل إلى السلوك الجيد الذي سيعين الفرد على التخلص من سلوكه القائم .
* التحكم ،و الضبط و يقصد بذلك القدرة على تنسيق الأحداث ،و ترتيبها بشكل جيد قبل أن تتم عملية إصدار السلوك و بالتالي ينجح القائم بتعديل السلوك في تجنب كافة السلبيات و تعديلها إلى إيجابيات .
* سهولة القياس ،و يعني ذلك أنه من الممكن التعرف على درجة استجابة الفرد ،و تأثره بالسلوكيات المراد تعديلها ،وهنا يقوم الشخص القائم على تعديل السلوك بجمع الأفكار ،و متابعة السلوك القائم ،و أخذ الملاحظات حتى يستطيع التوصل إلى رؤية سليمة ،و القيام بوضع الطرق ،و الأساليب المناسبة التي من الممكن الإعتماد عليها في تعزيز السلوك الجديد .
خطوات تعديل السلوك
حتى تتم عملية تعديل السلوك بنجاح يجب اتباع مجموعة من الخطوات يمكن إيجازها في النقاط التالية:
- يجب أن يقوم الفرد بتحديد السلوك المراد تعديله أو استبداله بسلوك آخر.
- وضع ،و تحديد الطرق المناسبة لتعديل السلوك و من أبرز الطرق التي يعتمد عليها في ذلك المتابعة الدقيقة لسلوك الفرد خلال الفترة التي سيتم خلالها تعديل سلوك الفرد لسلوك آخر.
- القيام بتحديد الأفراد الممكن الاعتماد عليهم لتعديل السلوك ،و في هذه الخطوة يتم تحديد الأفراد الممكن سؤالهم عن سلوك الفرد سواء إن كانوا من عائلته أو أصدقائه الذين من الممكن توجيه بعض الأسئلة إليهم بشأن السلوك المراد تعديله
- وضع خطة ،و يقصد بذلك القيام بتحديد خطة منظمة تشمل على خطوات العلاج التي ستتبع من أجل تعديل السلوك بجانب ذلك كافة الطرق ،و الأساليب التي سيتم الإعتماد من أجل تعديل السلوك بأسلوب دقيق.
- الالتزام بعملية تقييم الأداء ،و يقصد بذلك أن يتم متابعة و دراسة مستمرة لكافة الخطوات التي من المقرر اتباعها لتعديل السلوك و خلال هذه المرحلة يتم توجيه عدد من الأسئلة سواء للشخص نفسه المقرر تعديل سلوكه أو للفرد المحيطين بهذا الشخص ،و هنا للتعرف درجة تأثر الفرد بالأساليب ،و الطرق المتبعة لتعديل سلوكه.