عند التحدث عن المخترعين دومًا ما نفكر في أشخاص مثل إديسون ، أو بيل ، أو دافنشي ، وهناك بعض المخترعين الذين نادرا ما نفكر بهم أمثال جوزيف اسبن الذي جعل البنية التحتية الحديثة ممكنة في جميع أنحاء العالم ، حيث أنه اخترع الاسمنت الذي تم بناء المباني ، والأرصفة ، والطرق السريعة والجسور به ، ويعتبر اختراع جوزيف اسبن من الاختراعات الأكثر أهمية ، حيث أنه اخترع أول أسمنت صناعي حقيقي عن طريق حرق كل من الحجر الجيري والطين معاً ، واستطاع أن يغير الخواص الكيميائية للمواد ، واختراعه ما زال يهيمن حتى الآن.

حياة جوزيف اسبن المبكرة

جاء جوزيف اسبن من عائلة ليدز وكانت عائلته تعيش في برينسيس ستريت في هونسلت ، وكان والده توماس هو المنشئ المسئول عن بناء السفن واتبعه كل من ابنه جوزيف وجميع إخوته في التجارة ، وكان جوزيف اسبن هو الأبن الأكبر من بين أخوته ، وتعمد في كنيسة أبرشية ليدز يوم عيد الميلاد عام  1778 ، وعندما توفي والده كان على جوزيف أن يرعى إخوته وأخواته الأربعة الصغار.

بداية حياة جوزيف اسبن المهنية

بدأ اسبن طريقه عن طريق تجربة التحسينات على الأسمنت “الروماني” الشائع في الاستخدام العام في ذلك الوقت ، ولم يكن هناك نقود وقتها لشراء أي معدات خاصة ، ولكن هذا لم يجعل اسبن يشعر باليأس ، وبعد العمل قام بإعداد تجاربه في المطبخ ، ولقد كان بحاجة إلى الحجر الجيري كمكون أساسي ، وكما أوضح في براءة اختراعه أخذ جوزيف ببساطة كل ما يحتاجه من الطرق التي كانت تطفو على السطح من الحجارة مكسورة ، ودفع أكثر من غرامة بسبب اتهامه بالسرقة ، وبدأ يعمل من تلقاء نفسه ، ولم يكن جوزيف اسبن لديه خلفية علمية ، ولكن كان لديه خبرة عملية والكثير من روح الإبداع والتصميم.

جوزيف اسبن واختراع الأسمنت البورتلاندي

في عام 1824 حصل جوزيف أسبن ، على براءة اختراع بريطاني تحديدًا في 21 أكتوبر 1824 وأطلق عليه اسم ” أسمنت بورتلاند ” لأن الاسمنت المحدد يشبه الحجر الجيري الأول في بورتلاند في إنجلترا ، وكانت مواصفات الأسمنت الجديد غامضة إلى حد ما ، وكان من الضروري حرق الحجر الجيري النقي جداً ثم خلط الجير بكمية محددة من الطين ، والخرسانة المبللة ، وقام بتجفيف الخليط الرطب وسحقه ثم تحميصه في فرن عمودي ، وأخيراً يجب أن يكون المكون عبارة عن مسحوق ، ولم يذكر اسبن في براءة الاختراع نسب الجير والطين التي يجب استخدامها ، ولم يذكر أيضًا درجة الحرارة التي يجب فيها حرق الخليط ، وبدأ تصنيع أسمنت بورتلاند في إنجلترا ، وفي القارة بعد وقت قصير من إصدار براءة الاختراع ، ومع ذلك كان يستخدم فيه الأسمنت الطبيعي على نطاق واسع ، وبما أنه يمكن تصنيعه بسعر أرخص من أسمنت بورتلاند ، فقد كان نمو الصناعة الأخيرة بطيئًا للغاية .

وبعد ذلك مباشرة تقريبًا في عام 1825 دخل جوزيف اسبن في شراكة مع وليام بيفيرلي وأنشأ مصنعًا لإنتاج هذا المنتج في كيركجيت ، ويكفيلد ، وبقي بيفرلي في ليدز لكن جوزيف اسبن وعائلته انتقلوا إلى ويكفيلد ،وحصل جوزيف اسبن على براءة اختراع ثانية وهذه المرة كانت براءة الاختراع لطريقة صنع الجير ، وفي عام 1825 تم إغلاق مصنع كيركيت في عام 1838 بعد الشراء الإجباري للأرض من قبل شركة مانشستر وليدز للسكك الحديدية ، وتم تطهير الموقع بالكامل ، وتم نقل معداته إلى موقع ثانٍ قريب في كيركيت.

حياة جوزيف اسبن الشخصية

كان في الثالثة والثلاثين من عمره عندما تزوج من ماري فوثربي ، في عام 1811 في كنيسة أبرشية ليدز ، أقام جوزيف اسبن زواجه حفل مشترك مع أحد إخوته ، وبعد ذلك بفترة وجيزة أقام منزلًا وأعمالًا تجارية أخرى كقناة بناء في أحد الممرات الضيقة القديمة في وسط المدينة مباشرةً .

الأيام الأخيرة في حياة جوزيف اسبن

في الأيام الأخيرة من حياة جوزيف اسبن كان ابنه الأكبر جيمس يعمل كمحاسب في ليدز ، وكان ابنه الأصغر ويليام يدير المصنع الذي قاموا بإنشائه ومع ذلك ، في عام 1841 ، دخل جوزيف في شراكة مع جيمس ، ونشر إشعارًا أخر بأن وليام قد غادر المصنع ، وأن الشركة لن تكون مسؤولة عن ديونه بعد الآن ، ويمكن افتراض أن وليام قد بدأ في تطوير تعديلاته الخاصة وأنشأ مصنع خاص به بتركيبة خاصة وفريدة من أسمنت بورتلاند ” الحديث ” وفي عام 1844 تقاعد جوزيف اسبن ، وترك نصيبه من العمل لأبنه جيمس وأصبح هو المسئول عن كل شيء وانتقل جيمس إلى موقع ثالث في شارع إنج في عام 1848 ، واستمر هذا المصنع في العمل حتى عام 1900 وتوفي جوزيف أسبن في 20 مارس 1855، في منزله في ويكفيلد .

ارث جوزيف اسبن

وبحلول الوقت الذي توفي فيه في منزله في هاريسون تيراس في عام 1855 كان جوزيف اسبن يبلغ من العمر 76 عامًا ، ولم يجلب له اختراعه الكثير من الشهرة ولا الحظ في ذلك الوقت ، ولكن مع تقدم القرن حيث تم تطوير وتحسين الاسمنت والخرسانة لتصبح مادة البناء الأساسية للعالم الجديد ، تم الاعتراف بأهمية براءة اختراع جوزيف اسبن عام 1824 ، وفي عام  1924، قام وفد من جمعية أسمنت بورتلاند الأمريكية بزيارة ليدز مع زملائهم البريطانيين للاحتفال بالذكرى المئوية لتزويد المدينة بلوحة برونزية جميلة في ذاكرته ، ولا تزال هذه اللوحة موجودة على جدار الممر المظلم في قاعة المدينة حتى الآن ، والذي زعمه ويكفيلد أيضًا حيث أقام في عام 1938 لوحة وبوابة تذكارية في كنيسة سانت جون ، حيث دُفن هناك.