المواطنة كلمة انشقت من كلمة وطن ، وهي شعور فطري ، ولد مع الإنسان فطر الله الناس عليها كما فال في كتابه العزيز في سورة الروم آية 29 (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ) فالمكان الذي يولد فيه الإنسان ويكبر ويترعرع به ، ويرى النور  فيه لأول مرة ،ويعيش الحياة ،  ويحتضنه والديه وأهله ، ويأكل من خير هذا المكان ، ويشرب من مائه ، ويكون الأصدقاء والأحباب ، يصبح هذا وطنه.

ودائما لا يشعر الإنسان بشعور المواطنة والشوق واللهفة إلى تراب وطنه إلى إذا أغترب عنها فيزيد شعور الحنين إلى أرض الوطن ، ولنا في رسول الله (صل الله عليه وسلم) قدوة حسنة في المواطنة فهو عندما أشتد إيذاء كفار قريش له وأخرجوه من بلده الحبيبة مكة كان حزينا أشد الحزن وقال قولته المشهورة (ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني ما سكنت غيرك) فهو قدوتنا  في حب  الوطن

مفهوم المواطنة الصالحة

المواطنة الصالحة التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان ، فهي ليست شعور وإحساس بالانتماء فقط ، ولكنها إخلاص بالقول والعمل من أجل مصلحة هذا الوطن ، فالوطن له علينا حقوق وواجبات ، فيجب دائما أن نفكر كيف نكون أشخاص فاعلين لرفعة الوطن وليس معطلين له ، ونكون درع حصين به للأمن  والأمان ، نحمي الأرض ، نكون مطيعين لولي الأمر ، لا ننجذب  للأفكار الهدامة ولا للفكر  المتطرف الذي  يبث في عقول شباب الوطن ، ونكون  دائما مسلحون بالفكر والعلم  والعمل ، لبناء الوطن  ليكون في مصاف الأمم المتقدمة ، وأن نساعد في المحافظة على الممتلكات العامة للأوطان ، من إي تخريب وعبث ، وعدم الجر  إلى أفكار الانتماءات المعارضة لمصالح الوطن.

كيف تكون المواطنة الصالحة

كما ذكرنا سابقا ما يجب على المواطنة الصالحة من واجبات نحو الوطن هناك أيضا حقوق ومن أهمها

الحرية

في كل شيء خاص بالإنسان ، إعطاء حريته في التحرك ، والانتقال والسفر من مكان لأخر ، حرية الاعتقاد الديني ، وممارسة الشعائر الدينية ، ومن أهم الحريات حرية التعبير عن الآراء حول ما يوجد من مشاكل في  الوطن والمساعدة  في الحلول الممكنة ،

المشاركة

ومن الحقوق الواجبة المشاركة السياسية ، وإبداء  الرأي في قضية حتى لو كانت مخالفة للرأي الأخر ، المشاركة  في عمل المؤتمرات الاجتماعية والسياسية السلمية بما لا يخل ولا يعارض مصلحة الوطن

 الحقوق الاجتماعية

وهي تعني للمواطن تمتعه بجميع الخدمات الاجتماعية التي يجب أن توفر له ، مثل أن توفر له التعليم بما يتناسب مع قدراته ، توفر له  الرعاية الصحية والخدمات الطبية  على أعلى مستوي بأفضل الأطباء وأحدث الأجهزة الطبية ،   توفير مستلزمات المعيشة من ماء نظيف ، ومن كهرباء  ، من وسائل مواصلات عامة داخلية للتحرك بسهولة ويسر ، توفير الأسواق  ، توفير فرص عمل للشباب ، لتمكينهم من الزواج ، توفير السكن بأسعار مناسبة.

صفات المواطنة الصالحة

احترام القوانين

من أهم صفات المواطنة الصالحة ، لكل وطن له  قوانين وأنظمة تضعها لكي تنظم الحقوق والواجبات لكل فرد في المجتمع ، فعلى الجميع الالتزام بها حتى الوافدين إليها من أجل تحقيق العدالة للجميع ،  ومن أجل ضمان حصول الجميع على حقوقهم ، ويجب على الجميع تحمّل ما عليه من واجبات تجاه بعضهم البعض واتجاه الوطن  ، والقوانين كثيرة وتشمل القوانين الخاصة بالسكن والميراث ، والزواج ، وقوانين أخرى تشمل الأملاك ، و الحرية الشخصية ، والقوانين الخاصّة بأمن وأمان الوطن وسلامته ، والعمل على عدم الإخلال بالنظام العام مع المؤسسات المختلفة للمجتمع ، والجمعيات الأهلية ،

الانتماء

يجب تنمية الشعور بالانتماء إلى الوطن وذلك بالعمل على المحافظة على الممتلكات العامة من عمليات التخريب أو العبث أو الانجراف إلى الأفكار الهدامة التي من شأنها هدم الوطن ، وأن نكون دائما سباقون للعمل على حفظ النظافة في الأماكن العامة ، وعند الذهاب إلى المتنزهات والحدائق ، ونظافة الشوارع ، والمستشفيات ،

العمل والعلم والاجتهاد

هم السبيل  للنهوض بالأوطان  ، وتطوير كل مجالات الحياة  بأحدث الوسائل فلا يُمكن الارتقاء بالمستوى الاقتصادي ، ولا المستوى الاجتماعي ، ولا الثقافي لأي وطن  ، دون أن يتسلح أفراده بالعلم والمعرفة والثقافة ، وحديثا الوسائل التكنولوجية ، والأنظمة الحديثة الذي تمكن الوطن من تحقيق التطور والتقدم  وتقديم الصورة الحسنة وجعل  الدول في  صفوف الدول المتقدمة.