متحف العصفور البحري الشهير الموجود على أرض مدينة الكويت هو من أجمل المتاحف الكويتية حيث أنه يقوم بتجسيد حياه الصيادين و البحارة و الغواصة أيضا و الذين هم منذ فجر التاريخ على أرض الكويت و الموجودين حتى يومنا هذا حيث أن مدينة الكويت لها تاريخ حافل و مميز في المجال البحري بشكل عام حيث أن حرفة الصيد كانت هي مصدر كسب الرزق الوحيدة لديهم إلى جانب صناعة السفن الشراعية و غيرها من الصناعات المتعلقة بالصيد و الرحلات البحرية حيث أن مدينة الكويت قد أصبحت الان  تتمتع بالعديد من الأسواق و المعالم السياحية المختلفة على عكس الصناعات القديمة التي كانت بها و التي من خلالها تدل على التطور الصناعي و العمراني في البلاد و الذي حدث بها من خلال عرض و تشييد مجموعة من أهم المعالم الحضارية المختلفة و المنتشرة حاليا على أرضها حيث أن مدينة الكويت واحدة من اهم المدن العربية و الخليجية و التي توجد على مقربة من الخليج العربي مباشرة و تحديدا من الجزء الجنوبي من منطقة جون الكويت الشهيرة و تتميز هذه المدينة دوما بوسائل المواصلات الرائعة الموجودة بها حيث مطار الكويت و ميناء الشويخ و من أهم المناطق الموجودة بها هي منطقة شرق و منطقة جبلة و منطقة المرقاب و منطقة دسمان و هذه المدينة هي المكان الذي يتجمع به غالبية سكان مدينة الكويت منذ القدم حيث أنها يوجد حولها سور كبير و الذي يعرف باسم سور الكويت الأول و لكن عند اكتشاف النفط بها و بداية تصدير شحنات النفط للخارج قد وصلت المدينة إلى مستوى متقدم جدا من التوسع العمراني و الذي تشهده اليوم على أرضها و من أجمل ما قد يرمز لهذا التقدم و التوسع العمراني المميز هو تشييد واحد من أهم المتاحف البحرية في الكويت و هو متحف العصفور البحري و الذي سوف نتحدث عنه اليوم

تعتبر المتاحف الموجودة في مدينة الكويت هي الأماكن التي تبرز و تجسد التاريخ الكويتي و تقدمه لجميع أهالي الكويت بالإضافة إلى الوافدين و الدارسين لحضارة الكويت و تاريخها القديم حيث أن لكل دولة يعتمد تاريخها على ثقافة أهلها و أصولهم و حرفتهم و أساليبهم لكسب الرزق و الحياة اليومية المتعلقة بهم و الكفاح و العطاء حيث أن كل هذا العناء و الجهد يظهر داخل جدران هذا المتحف العبقري و الذي قد تم تشييده على يد السيد نواف عبد الله حسين العصفور و الذي يعرف عنه شغفه و عشقه للتراث الكويتي و التاريخ القومي الذي تشتهر به هذه الدولة و هو الملاحة البحرية و الذي قد قال بنفسه ” غرس المرحوم والدي عشق البحر وتراثه في نفسي وروحي منذ طفولتي، وكان بحارا يصطحبني معه في رحلات الصيد، ويصنع لي سفنا من الصفائح المعدنية تسمى «العدال»، وما زلت احتفظ بتلك السفن الصغيرة التي كنت اللهو بها في البحر ترك لي والدي بعض المقتنيات الثمينة النادرة التي يصعب الحصول عليها أو مشاهدتها في متاحف الدولة، وأنا قمت ببناء بيت كويتي بنظام قديم لجمعها ووضعها فيه بما يليق بهذه المقتنيات التي كانت نسيا منسيا، ولكن بهذه الجهود أعيدت الى الاذهان ذكريات الاجداد، ونذكر عشاق التاريخ بتلك الجهود التي تدل على الحضارة نراها في هذا المتحف قطعا يعود تاريخها الى اكثر من مائة عام وبعضها لا يقدر بثمن لأنها صور تعبّر عن عالم الماضي والتراث “

يمتاز متحف العصفور البحري بأنه يقوم بإبراز الذوق الكويتي العريق و الذي يشتهر بالليوان المسقوف بالجندل و كراسي الحب و البرمة و الفراش و كل يخص التاري الكويتي العريق كما أنه قد حرص على وجود تنكة الكاز و البمبة و البطل منحاز و رحى و الكاشونة و الملالة و التي كانت تستخدم لغسل الملابس بالإضافة إلى المخللات الكويتية و مطارح و راديو قديم كان منتشر قديما في أنحاء الكويت و غيرها من المقتنيات التاريخية و الأثرية و التي تشتق من تاريخ مدينة الكويت العربية الأصيلة و يحتوي هذا المتحف متحف العصفور البحري الكويتي على العديد من المعالم الأثرية و الحضارية التي تتعلق بتاريخ المدينة حيث أنه قد وجد بعض المقتنيات الغير بحرية و التي من أمثلتها سطح خشبي و الذي يحمل ماكينة تعمل باليد حيث كانت قديما تستخدم لصنع الحلوة المثلجة أو كما تعرف أيضا بإسم البوظة بالإضافة إلى العديد من الأدوات الخاصة بالمطبخ الكويتي القديم و البيت الكويتي بشكل عام .