كان سقراط فيلسوفاً وهو احد مؤسسي الفلسفة الغربية ، وذو شخصية غامضة عرفت عن طريق الكتاب الكلاسيكي ، وخاصة لكتابات تلاميذه أفلاطون وزينوفون ومسرحيات أريستوفانيس المعاصرة ، وحوارات أفلاطون بإعتبارها من أكثر العبارات شمولا عن سقراط منذ العصور القديمة .
ولد سقراط في عام 470 قبل الميلاد ، في أثينا باليونان . نحن نتعرف علي حياته من خلال كتابات تلاميذه ، بما في ذلك أفلاطون وزينوفون ، حيث نجد له “الطريقة السقراطية” ، التي وضعت الأسس للأنظمة الغربية في المنطق والفلسفة ، وذلك عندما تحول المناخ السياسي في اليونان ، وحكم سقراط بالموت بالسم على الشوكران في 399 قبل الميلاد ، وقال انه يقبل هذا الحكم بدلا من الهروب إلى المنفى .
السنوات الأولى :
منذ مولد سقراط في أثينا باليونان ، وترخت حياة سقراط من خلال عدد قليل من مصادر حوارات أفلاطون وزينوفون ومسرحيات أريستوفانيس ، لأن هذه الكتابات كانت لها أغراض أخرى من التقارير عن حياته ، ولكنها بشكل جماعي ، لكي تعطي صورة فريدة من نوعها وحية لفلسفة سقراط وشخصيته .
كان سقراط ابن سوفرونيسكوس ، وهو الأثيني ، ربته فيناريت لأنه لم يكن من عائلة نبيلة ، ولكنه حصل على التعليم الأساسي اليوناني وتعلم حرفة والده في سن مبكر. تزوج سقراط من Xanthippe ، والتي أنجبت له ثلاثة أبناء ، امبروكليس ، سوفرونيسكوس ومينيكسينوس ، ولا يعرف إلا القليل عنها إلا لوصف زينوفون ل Xanthippe بأنها لم تكن سعيدة بمهنة سقراط الثانية ،بسبب عدم اهتمام سقراط بتربية أبنائه ، بينما أعرب الكثير عن مصلحتة في التنمية الفكرية من أثينا للأولاد الصغار .
القانون الأثيني يطلب من جميع الذكور أن تكون لديهم قدرة جسديه قويه لجميع المواطنون الجنود ، وتدعوهم للعمل من سن 18 حتى 60 ، ووفقا لكتابات أفلاطون ، نجد أن سقراط خدم في هوبليت باستخدام الدرع ، والرمح الطويل وقناع الوجه المعروف بمدرعة المشاة ، حيث شارك في ثلاث حملات عسكرية خلال الحرب البيلوبونيسية في ديليوم ، وأمفيبوليس ، وPotidaea ، حيث أنه أنقذ حياة السيبياديس ، وهو جنرال الأثيني الشعبي ، وكان سقراط معروفا بشجاعته في المعارك وعدم الخوف ، وهي السمة التي بقيت معه طوال حياته حتي بعد محاكمته .
الفيلسوف
سقراط هو رجل الفلسفة الذي حقق نتائج عملية لأكبر الرفاهيه في المجتمع ، وعمل علي إنشاء نظام أخلاقي يقوم على العقل البشري ، وأشار إلى أن اختيار الإنسان ينبع بدافع الرغبة في السعادة ، والحكمة تأتي من معرفة الذات . أن أكثر شخص يعرف قدرة هو الذي له القدره علي اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تجلب له السعادة الحقيقية .
ويعتقد أن سقراط له أفضل سياسة لأشكال الحكومة الغير طاغيه والغير ديمقراطية ، وبدلا من ذلك ، عملت الحكومة على أفضل وجه عندما يحكمها الأفراد الذين لديهم القدرة والمعرفة والفضيلة ويمتلكون فهماً كاملاً لأنفسهم .
ومن خلال حياة سقراط في أثينا أنه مر بتحول جذري من الهيمنة في العالم الكلاسيكية إلى تراجعه بعد الهزيمة المذهلة التي كتبها سبارتا في حرب البيلوبونيسية ، حيث حلت علي الأثينيون خلال فترة عدم الاستقرار والشك حول هويتهم ومكانهم في العالم ، ونتيجة لذلك ، تمسكوا بأمجاد الماضي ، ومفاهيم الثروة ، وتثبيت الجمال الجسدي ، فهاجم سقراط هذه القيم مع التركيز الأكبر على أهمية العقل .
التنفيذ :
عندما تولت هيئة المحلفين الدفاع عن سقراط ، أدين له بالأغلبية من 280 إلى221 فرد ، وربما كانت اللهجة التي تحدث بها دفاعه ساهمت في الحكم عليه وجعلت الأمور أسوأ خلال المداولات حول عقوبتة ، ليسمح القانون الأثيني لمواطن أدين لاقتراح عقوبة بديلة لتلك التي دعت إليها النيابة العامة وهيئة المحلفين أن تقرر بدلا من ان يتم نفيه ، اقترح سقراط انه سيتم تكريم المدينة لمساهمته في تنويرها وأن تدفعه للحصول على خدماته ، ولكن لجنة التحكيم قررت الحكم عليه بالإعدام عن طريق شرب خليط من سم الشوكران . وقبل تنفيذ الحكم على سقراط ، عرض أصدقائه رشوة للحراس لانقاذه حتى يتمكن من الفرار إلى المنفى . فرفض ، مشيرا إلى أنه لم يكن خائفا من الموت ، وشعر بأنه لن يكون أفضل حالا هناك في المنفى ، وقال انه لا يزال مواطن مخلص في أثينا ، وعلى استعداد للالتزام بقوانينها ، حتى تلك التي حكموا عليه بالإعدام ، ووصف أفلاطون إعدام سقراط في حوار له سجل فيدو : سقراط وهو يشرب الخليط الشوكران دون تردد ، فخدره وتسلل ببطء في جسده حتى وصل إلى قلبه ، وقبل أن تنفذ أنفاسه الآخيره ، وصف سقراط وفاته في بيان خروج الروح من الجسد .
و أصبح من خلال تصويره في حوارات أفلاطون لسقراط الشهير لمساهمته في مجال الأخلاق ، وهذا هو سقراط الأفلاطوني الذي يرجع اسمه إلى مفاهيم السخرية السقراطية والمنهج السقراطي ، كما قدم سقراط لأفلاطون أيضا مساهمات هامة ودائمة في مجال نظرية المعرفة ، وقوة تأثير أفكاره ونهجه الذي لا يزال مؤثراً قوياً لكثير من الفلاسفة الغربيين .
الفلسفة
طريقة سقراط :
ولعل أهم مساهمة لسقراط هو فكره الغربي هي الطريقة الجدلية له للتحقيق ، والمعروفة باسم طريقة السقراطي أو طريقة “elenchus” ، التي ساعدت في دراسة المفاهيم الأخلاقية الأساسية مثل الخير والعدالة ، وقد وصفت لأول مرة من قبل أفلاطون في الحوارات السقراطية .
وتعد هذه الطريقة في حل المشكلة ، من خلال تقسيمها إلى سلسلة من الأسئلة ، والأجوبة والتي من شأنها تساعد على استخلاص الجواب تدريجيا ، للتأثير علي هذا النهج الأكثر مع استخدام المنهج العلمي ، والتي أصبحت فرض أساسي في المرحلة الأولى ، وتطوير وممارسة هذه الطريقة بإعتبارها واحدة من مساهمات سقراط الأكثر فاعليه ، وكعاملا أساسيا في الفلسفة السياسية ، والأخلاق أو الفلسفة الأخلاقية .
ولتوضيح استخدام الطريقة السقراطية ، فإنها تشكل سلسلة من الأسئلة لمساعدة شخص أو مجموعة لتحديد المعتقدات الكامنة وراءها ومدى معرفتهم بها ، وطريقة السقراطي هو منهج سلبي من قضاء الفرضية ، حيث وجدت أن الفرضيات أفضل طريق للتحديد بشكل مطرد ، وللقضاء على هذا الشكل الذي يؤدي إلى تناقضات ، وقد صمم هذا البرنامج للإجبار علي فحص معتقدات المرء وصحة هذه المعتقدات .
المعتقدات الفلسفية
يصعب تمييز معتقدات سقراط لعدم وجود أدلة ملموسة ، بينما تعرض كتب أفلاطون لعروض مطولة للأفكار الواردة في معظم الحوارات التي قد تكون مشوهة ، وبعض العلماء يعتقدون أن أفلاطون يتكيف مع النمط السقراطي للطابع الأدبي وللفيلسوف نفسه الذي يصعب تمييزه . ويرى آخرون أنه لم يكون له نظريات أو معتقدات خاصه ، ومع ذلك ، هناك الكثير من الجدل حول ذلك . ونظرا لصعوبة الفصل بين سقراط و أفلاطون وصعوبة تفسير حتى الكتابات الدرامية المتعلقة بسقراط ونتيجة لذلك ، أصبح التمييز بين المعتقدات الفلسفية لسقراط من تلك المعتقدات لأفلاطون وزينوفون ليست سهلة ، فيجب أن نتذكر أن ما ينسب إلى سقراط قد يعكس الاهتمامات المحددة لهذه المفكرين .