هناك عدد هائل من أشكال وأنواع الاختبارات وجميعها تهدف بشكل أساسي إلى تقييم مهارة أو معرفة علمية أو مستوى جودة أو غير ذلك ، وقد ظهرت العديد من الاختبارات النفسية والمهارية والشخصية التي يُمكن من خلالها التعرف على نموذج شخصية كل شخص بسهولة وخلال دقائق معدودة دون الحاجة إلى قضاء أوقات طويلة من التعامل مع كل فرد من أجل اكتشاف جوانب وسمات شخصيته ، ومنها اختبار السمات .

تعريف اختبار السمات

من خلال إجراء اختبار السمات الشخصية ؛ يخضع المُمتحن إلى الإجابة على بعض الأسئلة التي يُمكن من خلاله تحديد أهم السمات والمزايا في شخصية كل ممتحن ، حيث أن هذا الاختبار يُساعد بشكل فعال وسريع في التعرف على قدرات الطالب ، ويُذكر أنه خلال هذا الاختبار يقوم الطالب بإجراء عدة مقابلات شخصية ويتم توجيه مجموعة من الأسئلة إليه من خلالها ، ومن ثم تقوم اللجنة الممتحنة بتقييم شخصيته بشكل متكامل ، وإذا لم يتمكن الطالب من اجتياز هذا الاختبار ؛ فلا يكون من حقه إجراء هذا الاختبار مرة ثانية ؛ لأنه قد تم بالفعل التعرف على قدراته وسمات شخصيته ولا حاجة لإجراء الاختبار مرة ثانية لأنه من المؤكد سوف يُعطي نفس النتيجة .

والجدير بالذكر أيضًا أنه عبر اختبار السمات يخضع الطالب إلى مجموعة من الاختبارات التي من شأنها أن تقيس مدى المهارة الحركية والحسية والجسدية والإدراكية والمعلوماتية أيضًا ؛ حتى يتم التعرف على جوانب شخصيته بشكل كبير ، وهنا يتم قبول الطالب قبولًا مبدئيًا .

وعندما يتم القبول المبدئي ؛ يخضع الطالب مرة أخرى إلى بعض الاختبارات العملية الإضافية التي يُمكن من خلالها إذًا اتخاذ القرار النهائي بشأن اجتياز الطالب لهذا الاختبار بنجاح من عدمه  وتحديد طبيعة المهمة المناسبة له أيضًا .

أهمية إجراء اختبار السمات

نماذج الاختبارات وخصوصًا الخاصة باكتشاف جوانب الشخصية لا تتم بشكل عشوائي ، وإنما يكون لها أهداف مُحددة وكل جزء منها يعكس بشكل مُقرب أهم صفات الشخصية التي تخضع إلى الاختبار ، وقد أشار الخبراء إلى أن أهداف وأهمية اختبار السمات الشخصية تتلخص فيما يلي :

-يسعى الاختبار بشكل أساسي إلى رفع درجة الإدراك والوعي الذاتي للطالب .

-كما أنها يُعتبر خطوة هامة في حياة من يخضع للاختبار وتجربة مختلفة تدفعه إلى الحرص على تنمية ذاته اكتساب المهارات وتنمية القدرات الشخصية قدر الإمكان ؛ وهذا بالطبع يعود عليه بالإيجاب في كل جوانب حياته .

-كما أنه يُعتبر وسيلة فعالة من أجل التركيز على جوانب القوة والمزايا في شخصية المُمتحن ، ومن ثَم ؛ العمل على تقويتها وتوجيهها التوجيه الصحيح واستثمارها بشكل جيد .

-إلى جانب أن هذا الاختبار يُساعد أيضًا على اكتشاف نقاط الضعف في الشخصية والعمل على معالجتها والتغلب عليها .

-يهدف اختبار السمات كذلك إلى تطوير المهارات وخصوصًا المتعلقة بالجانب الحسي والعاطفي وتنمية الذكاء والتفكير .

-يهدف إلى تعلم كيفية التخلص من المشاعر السلبية والتوتر والقلق ، والتعرف على طريقة الحصول على قدر كافي من الاسترخاء والقدرة أيضًا على ضبط النفس .

-غير أن اختبار السمات أيضًا يعمل على تكوين بعض فرق العمل المتوازنة وتحديد نقاط الضعف والثغرات في فريق العمل وتعزيز روح التعاون والتواصل بين أعضاء الفريق وبعضهم البعض .

شروط إجراء اختبار السمات

هناك بعض الشروط الواجب استيفائها ومن ثم التقديم على الاختبار مثل الشروط التي تضعها وزارة الدفاع بالمملكة  ومنها ما يلي :

  • أن يكون الطالب حاملًا للجنسية السعودية .
  • من الضروري أن يكون المُتقدم متمعًا بكامل قواه العقلية والبدنية وأن لا يكون لديه أي إعاقة جسدية أو ذهنية .
  • لا بُد أن يكون قد اجتاز شهادة الثانوية العامة بمجموع ونسبة مئوية يُعادل 75 % على الأقل .
  • لا بُد أيضًا أن يحصل الطالب على صحيفة حالة جنائية خالية من أي جرائم ، وأن يكون ذو سمعة مجتمعية طيبة .

من يطلب اختبار السمات الشخصية

اختبار السمات الشخصية من الاختبارات التي تطلبها الجهات الحكومية المختلفة من أجل إتمام مراحل التوظيف بها ، ومنها ما يلي :

-هو أحد أهم اختبارات القبول في الكليات العسكرية والحربية وكلية الشرطة .

-الالتحاق ببعض الوظائف مثل وظائف وزارة العدل ، وهنا يجب أن يقوم المتقدمين للوظائف بالدخول إلى الموقع الرسمي لوزارة العدل من أجل طباعة بطاقة دخول الاختبار  .

-كما أن بعض الجهات الرسمية والحكومية والمعاهد والكليات الأخرى قد تضع اجتياز اختبار السمات بنجاح أحد أهم شروط قبول الموظفين أو الطلاب .

اختبار السمات في التطوع

المقصود بالتطوع هنا هو رغبة بعض أبناء الوطن في الالتحاق بالقوات المسلحة وجيش الدولة ، وهذا بخلاف أداء الخدمة العسكرية الإلزامي ، وإنما يكون التطوع هنا من أجل العمل ضمن صفوف القوات المسلحة في مختلف الوظائف والمهام بشكل دائم .

ونظرًا إلى أن أفراد القوات المسلحة لا بُد أن يكونوا أصحاب شخصية متزنة وقوية ومعتدلة قادرة على مواجهة أي أحداث أو صعوبات بثقة وقوة نفس وثبات ؛ فلا بُد من القيام بإجراء اختبار السمات الشخصية لجميع المتطوعين في العمل التطوعي ، ومن ثم العثور على الشخصيات القادرة بالفعل على قيادة دفة الأمور والمهام المختلفة داخل المؤسسة العسكرية .

وهنا يتم قياس نسبة الذكاء والقدرات العامة ومعدل الإطلاع المعلوماتي والخبرة الحياتية إلى جانب الحس العاطفي لدى المتطوع ، غير أن هذا الاختبار يُساعد أيضًا عبر الجزء العملي به على اكتشاف المهارات البدنية للمتقدم .

وبالتالي ؛ إذا كنت تمتلك صفات بدنية قوية وشخصية متزنة نفسيًا تتميز بالثبات الانفعالي والتوازن والثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية مع توافر قدر عالي من الفطنة والذكاء والمهارة ؛ مع عدم وجود أي عوائق بدنية أو ذهنية ؛ فإن فرصتك في القبول تكون كبيرة ؛ أما الافتقار إلى تلك الصفات والسمات ؛ فهو يُقلل من فرصة القبول بشكل كبير .

كيفية الاستعداد الجيد لاختبار السمات

هناك بعض المفاهيم الخاطئة التي يعتمد عليها البعض عند الرغبة في اختبار هذا الاختبار ، وهي أخطاء قد تجعل الطالب يخفق في اجتياز هذا الاختبار حتى وإن كان يمتلك قدرات ومهارات متقدمة .

مما يُوضح أنه لا بُد من أن يخضع الطالب أو المتطوع إلى فترة إعداد تسبق وقت عقد الامتحان بفترة كافية يُمكنه من خلالها أن يطور مهاراته الخاصة وأن يتعرف على طرق الحفاظ على الهدوء النفسي والثبات الانفعالي وطريقة الخروج من المواقف الصعبة بأقل قدر من الخسائر وهكذا .

كما يجب أن يخضع المتطوع أيضًا إلى فترة إعداد بدني كافية تُساعده على تعزيز صحته وتقوية عضلاته وتعديل مظهره الجسدي ، كما يجب أن يوطن نفسه جيدًا على طريقة التعبير عن الذات وعن الأفكار وعن المشاعر بشكل متوازن وصحيح ، وهناك العديد من المراكز التي يُمكن من خلالها التعرف فعليًا على الطريقة الصحيحة لاجتياز هذا الاختبار ، كما يوجد بعض التدريبات العملية أيضًا التي تؤهل الطلاب لاجتياز هذا الاختبار سواء القبول المبدئي أو القبول النهائي .

وأخيرًا ؛ تُجدر الإشارة إلى أن الاهتمام بتنمية القدرات الذهنية والعقلية ورفع درجة الذكاء والتعرف على الطريقة الصحيحة للتعبير عن النفس بكلمات متناسقة ومرتبة وبديهية إلى جانب تقوية البنيان البدني بشكل جيد يُعد أحد أهم عوامل اجتياز اختبار السمات بنجاح .