خصائص وحركات الكتل الهوائية مسئولة عن جميع أنماط الطقس التي نواجهها في حياتنا اليومية ، ويتشارك معها في هذه المسئولية الجبهات الهوائية ، فتغير درجة حرارة أي منهم له عامل بارز مؤثر على الطقس الذي نحياه يوميا .

الكتلة الهوائية

هي كمية كبيرة من الهواء ، بدرجة حرارة ورطوبة ومحتوى متماثل طوال الوقت ، يمكن أن تكون الكتل الهوائية صغيرة ، أو يمكن أن تكون ضخمة لتغطي مئات الآلاف من الأميال ، تسمى كتل الهواء فوق الماء كتل الهواء البحرية وتحتوي على الكثير من الرطوبة ، وتسمى كتل الهواء فوق الأرض كتل الهواء القارية وهي أكثر جفافا بكثير ، وهناك الكتلة الهوائية الباردة الجافّة والتي تتكون فوق المناطق الباردة الجافة كسيبيريا ، والكتلة الباردة الرطبة وتتكون فوق المحيطات القريبة من القطبين ، والكتلة القطبية شديدة البرودة والمتكونة فوق القطبين .

الجبهة الهوائية

وهي الحد الفاصل بين الكتل الهوائية ذوات الخصائص المختلفة ، فهناك أربعة أنواع رئيسية منها : الباردة والدافئة والمعتدلة والمقفلة ، وهي الفاصل الطبيعي بين الكتل الهوائية المختلفة في نسبة الرطوبة ودرجة الحرارة والكثافة ، وهذه العوامل هي المسبّبة لنشوء الجبهات الهوائية المتحكمة في عددٍ من الظواهر الطبيعية كالمنخفض الجوي والمرتفع الجوي وتكون الأعاصير وأضداد الأعاصير.

ولقد قسّمها علماء الأرصاد والطقس الجوي إلى أربعة أقسامٍ رئيسيةٍ : بناءا على نوعي الكتل الهوائية المتلاقية ، فهذا يفرق كثيرا ولعله هو السبب الرئيسي في تنوع الجبهات لكونها مرحلة انتقالية بين كتلتين وهي كالتالي : الجبهة الهوائية الباردة والتي تتكوّن نتيجة تلاقي كتلة هوائية باردة مندفعة نحو كتلةٍ هوائيةٍ دافئةٍ في منطقةٍ ما بحيث يحلّ الهواء البارد مكان الدافئ الأقل كثافةً ليرتفع نحو الأعلى ومن خصائصها : تكون الغيوم الرعدية ، وارتفاع الضغط الجوي ، وتدني درجة الحرارة ، وزيادة نشاط الرياح ، وتساقط الأمطار الرعدية الغزيرة .

الجبهة الهوائية الدافئة وهي مرحلة انتقالية بين كتلتي هواء أحدهما دافئة مندفعة والثانية باردة ، وهنا سيعلو أقلهم كثافة وهو الدافئ ليحل محله الهواء البارد ، ومن سيماتها تكون السحب على ارتفاع من عالي لمتوسط ، وتكون الغيمات المطيرة فضلا عن انخفاض الضغط الجوي وارتفاع درجات الحرارة ، وقد يتكون الضباب ، أما الجبهة المعتدلة فهي تتكوّن كمنطقةٍ فاصلةٍ بين كتلتين هوائيتين إحداهما باردة والأخرى دافئة في منطقةٍ ما دون أن تندفع إحداهما باتجاه الأخرى ، وتتميز بعدم استقرار الطقس في تلك المنطقة ، وتشكُّل السحب الرعديّة أو المتوسطة أو العالية في بعض الأحيان ، والتحضير لمنخفض أو مرتفع جويٍّ في حال تقدمت إحدى الكتلتين الهوائيتين باتجاه الأخرى .

أما الجبهة المقفلة فهي لا تعتمد على كتلتي هواء فقط كسابقاتها وإنما تتكوّن نتيجة انحباس كتلة دافئة بين كتلتي هواء باردتين ومن سيماتها تكون الغيوم وعلو الهواء الدافئ المحبوس وسط الكتلتين مما يتسبب في أمطار غزيرة ويؤدي ذلك لنهاية المنخفض الجوي

أنماط الطقس

الحركات وتصادمات الجبهات الهوائية هي السبب الرئيسي لأنماط الطقس ، بما في ذلك المطر والثلج ، عندما تسقط جبهة باردة على كتلة هوائية رطبة ودافئة ، سيرتفع الهواء الدافئ ، مما ينتج السحب المطيرة أو حتى العواصف الرعدية ، وإذا كان الهواء الدافئ جافًا ، فسوف يستمر الهواء في الارتفاع ، ولكن لن تتشكل أي غيوم .

تتحرك الجبهات الباردة أسرع من الجبهات الدافئة ، وتميل إلى إحداث العواصف ، ويحدث هذا لأن الهواء الدافئ يُجبر فجأة للإرتفاع إلى الأعلى على الهواء البارد ، مما يشكل غيومًا عملاقة.

عندما تقترب الجبهات الدافئة ، يشيع الضباب ويصبح هطول الأمطار أكثر حدة ، ولكن الجبهات الدافئة تتحرك ببطء ، مما يؤدي إلى مطر متواصل وسماء ملبدة بالغيوم ، فإذا كانت الجبهة الدافئة غير مستقرة ، فقد يؤدي ذلك إلى عواصف رعدية ، لكنها خفيفة نسبياً .