تشغل المملكة العربية السعودية أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية، بواقع 2,000,000 كم مربع، وتمنحها هذه المساحة الشاسعة تضاريس متنوعة فيوجد فيها الأودية كوادي تثليث ونجران، والسهول كسهل تهامة، وسلاسل جبلية كسلسلة جبال السروات، والصحراء مثل صحراء الربع الخالي، يحد المملكة من الشمال العراق، الكويت، الأردن، واليمن وسلطنة عمان من الجنوب، ويحدها من الشرق الإمارات، قطر، الخليج العربي، بينما يحدها من الغرب البحر الأحمر.

 وتوجد في السعودية عشر مدن رئيسة هي الرياض، مكة، جدة ، الطائف، المدينة المنورة، الخبر، بريدة، الهفوف، الدمام، خميس مشيط، وتمثل الحدود الشمالية للمملكة بوابة للجزيرة العربية، كما إن بها عبق التاريخ حيث تزخر بالعديد من المعالم التاريخية والأثرية، إضافة إلى أنها وموئل الصقور والمتنزهات الرائعة.

1 – مدينة عرعر

 مدينة عرعر من المدن الواقعة على الحدود الشمالية للمملكة وتحديدا على الحدود العراقية، وهي العاصمة الإدارية لمنطقة الحدود الشمالية، ومركزها التجاري و الحضري.

تعود نشأة عرعر إلى العام 1950م ، حيث بعد أن تم إنشاء خط أنابيب الزيت، وإقامة محطة لضخ الزيت، تم بناء سكن خاص بالعاملين بالمحطة ، وبعدها تم بناء مستشفى، ثم بدأت المدينة بالتوسع  وشكل المواطنين الذين توافدوا عليها المواطنين من الأحساء، الجوف، نجد، الوجه، نواة المجتمع  الجديد لهذه المدينة، وكان لمنح الأراضي بالمجان أن توجه إليها البدو من أجل الإقامة الدائمة فيها.

وتتميز عرعر بأنها الطريق الرئيسي المؤدي لكل من العراق، وسوريا، والأردن، إضافة للعديد من الطرق البرية الهامة التي تربط مدن الكبيرة في المملكة ببعضها البعض، وساهم هذا الموقع الاستراتيجي في أم جعلها مركزا هاما للتنقل من وإلى المملكة، حيث يعبرها الألاف من المسافرين إلى  الأردن وسوريا والعراق وتركيا وإيران والدول الخليجية، كما يعبر منها آلاف الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من خارج المملكة والخارجة منها.

ويعتمد  معظم النشاط السكاني في مدينة عرعر على الرعي حيث يقوم العديد من السكان برعي الإبل والأغنام.

2 – مدينة رفحاء

تعد رفحاء ثاني أكبر مدن منطقة الحدود الشمالية بعد مدينة عرعر، وتقع رفحاء على الطريق   الذي كان يربط بين بغداد ومكة المكرمة، وعلى الطريق الذي يربط دول الخليج العربي وشرق المملكة بالشام وتركيا وأوروبا، ويحد رفحاء من ناحية الشمال الجمهورية العربية العراقية، ومن الغرب مدينة عرعر، ويحدها من الشرق مدينة حفر الباطن، بينما يحدها من الجنوب منطقة حائل.

 تعتبر رفحاء ثاني أكبر مدينة من مدن المنطقة الشمالية من حيث عدد السكان، حيث ساهم وقوع مدينة رفحاء على الطريق الدولي الذي يربط بين المملكة العربية السعودية والعديد من الدول المجاورة لها في منح رفحاء ميزة فريدة وأهمية كبرى.

يوجد في مدينة رفحاء العديد من المواقع الأثرية في القرى والهجر، ويعد درب زبيدة من الدروب المهمة أثرياً لأنه الدرب الذي كان يتم من خلاله نقل الحجاج من العراق والدول المجاورة لها  حتى يصلوا إلى الأراضي المقدسة، ويزخر درب زبيدة بالعديد من البرك التي بنتها  زبيدة بنت جعفر العباسية زوجة الخليفة هارون الرشيد العباسي، ويبلغ عدد تلك البرك ثماني عشرة بركة.

3- مدينة طريف

تقع مدينة طريف قرب الحدود السعودية الأردنية، وتعتبر آخر نقطة حدودية مع حدود الممكلة مع العراقية، ويمر منها الطريق الدولي الذي يربط بلاد الشام وتركيا مع الحدود الشمالية والغربية للمملكة.

 تتميز طريف بطقسها الحار صيفا، وبرودتها الشديد التي تصل أحيانا لتساقط الثلوج شتاء، حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى ما دون الصفر المئوي، لدرجة أن مواسير المياه تتكسر من شدة التجمد.

وترتفع طريف عن سطح البحر لمسافة 845 م ، ويوجد في طريف العديد من  الوديان والشعاب، والتي يعد أشهرها وأكبر أوديتها وادي شعيب الجراني، الذي يقع بالقرب من الحدود الأردنية، ومن شعابها الشهيرة شعيب الردعانية، القبر، المرا.

تأسست مدينة طريف نتيجة لاحقة لاكتشاف البترول في المنطقة الشمالية حيث تم توطين العديد من البدو في المدينة بعد إنشاء خط بترول التابلاين التابع للمحطة الثالثة لضخ البترول بشركة أرامكو ، بعد ذلك بدأت حركة عمران كبيرة وتوسع في مشاريع البنية التحتية، وما صاحبها من إنشاء تجمعات سكنية، والعديد من المرافق الحكومية والمراكز الخدمية، والفنادق.

تعتبر مدينة طريف من المناطق الغنية بآبار الغاز الطبيعي، والمعادن مثل الفوسفات الذي يوجد في أم الوعول وحزم الجلاميد، والذي يتم نقله عبر خط سكة حديدية لنقله  إلى مدينة رأس الخير في المنطقة الشرقية.

4- مدينة العويقلية

 تعتبر محافظة العويقيلة رابع أكبر مدن شمال المملكة، بعد عرعر ورفحاء وطريف، وتوجد العويقلية وسط  مدينتي عرعر ورفحاء، وترتفع مدينة العويقيلة عن سطح البحر بما يقرب من 500 متر، وهي من المدن التي نشأت نتيجة لاكتشاف البترول حيث تم نموها بعد إنشاء خط التبلاين التابع لشركة أرامكو السعودية، حيث تقع العويقلية على امتداد هذا الخط، وأيضا على الطّريق الدولي الذي يصل دول الخليج العربي ببلاد الشام.

تنفرد العويقلية بجمال الطّبيعة حيث يوجد بها الكثير من المساحات الخضراء، وخاصة عندما تكتسي باللون الأخضر في فصل الربيع ما يجعلها وجهة ومقصدا سياحيا مهما في ذلك الفصل.

وتتنوع تضاريس هذه المدينة ما بين السهول والجبال المتوسطة الارتفاع التي يحتوي بعضها على كهوف صخرية مثل جبل أبو رواث الذي يرتفع عن سطح البحر بارتفاع يقرب من 355 متر، كما توجد بها منطقة الرعن أكثر المناطق الصحراوية وعورة بالعويقيلة.