تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من المزارات السياحية التي تمتلئ بالآثار الغير تقليدية والتي تعبر عن حقبة زمنية تعود إلى آلاف السنون قبل الميلاد بالإضافة إلى عبق التاريخ و سلسة الحضارات المختلفة التي مرت بأراضي المملكة عبر العصور ، و الآثار التي خلفتها هذه الحضارات هي الشاهد الرئيسي على أصالة المملكة و عراقة تاريخها ، و نستعرض اليوم من خلال هذا المقال نبذة مختصرة عن جزيرة تاروت التي تعد مهد للعديد من الحضارات المتعاقبة على المنطقة الشرقية من المملكة و الخليج العربي على حد سواء . 

نبذة عن جزيرة تاروت

تاروت أو ( جزيرة تيروس ) هي أحد الجزر السعودية و تقع في الخليج العربي ، و تعتبر أحد مكونات واحة القطيف بالمنطقة الشرقية ، و تعد جزيرة تاروت أحد المناطق التابعة إداريا لمحافظة القطيف و التي تقع في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ، و تاريخيا ترتبط جزيرة تاروت بمنطقة الخليج العربي و بالأخص البحرين ، و هي تعتبر المنطقة مابين البصرة في العراق و مضيق هرمز بعمان ، و من الجدير بالذكر أن جزيرة تاروت تعد من أقدم الأماكن التي عاش بها الإنسان بشبه الجزيرة العربية ، حيث أن تاريخ جزيرة تاروت يرجع إلى ما يزيد على 5000 آلاف عام قبل الميلاد . 

تاريخ الجزيرة

تاريخا تعد الجزيرة أهم مركز لمملكة دلمون ، ناهيك عن دورها الجلل في صنع تاريخ المنطقة الشرقية لشبه جزيرة العرب على مدار ما يزيد عن 3000 آلاف عام قبل الميلاد ، حيث أن إستقر بها الإنسان و مارس كافة نشاطاته البشرية بقوة و جدارة و هذا إتضح في العديد من الآثار التي تم العثور عليها و التي أوضح الباحثين عودتها إلى هذه الجزيرة و الحقبة الزمنية ذاتها ، ناهيك عن دورها العظيم في النشاط التجاري بمنطقة الخليج معتمدة على العراق ( بلاد الرافدين ) و الخليج العربي ، حيث أنها كونت علاقات تجارية قوية مع عدة مناطق متحضرة بشبه الجزيرة العربية بالنسبة إلى تلك الحقبة الزمنية . 

موقع الجزيرة

6 كم فقط من ساحل الخليج العربي ( خليج كيبوس قديما ) تفصلك عن جزيرة تاروت الخلابة ، حيث جغرافيا تم تحديد موقعها على دائرة عرض ستة و عشرون درجة من الجهة الشمالية و خط طولي خمسون درجة من الشرق ، و تقع تبعا للمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية ، و من الجدير بالذكر أن تاروت تعتبر أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد مملكة البحرين الشقيقة .

مساحة الجزيرة و تعدادها السكاني

تبلغ مساحة جزيرة تاروت تقريبا سبعون كيلو متر مربع ، بينما يبلغ تعدادها السكاني إلى حوالي ثمانية و سبعون ألف نسمة تقريبا ، و يتميز المجتمع السكاني بجزيرة تاروت أنه يتكون من أربعة أصناف و هم فئة الصيادين ، و الفلاحين ، و التجار ، و الموظفين الإداريين التابعين للحكومة و المؤسسات التبعة للقطاع الخاص ، حيث أنه يعمل شباب الجزيرة بالعديد من الشركات و المؤسسات الكبري مثل الهيئة الملكية للجبيل و ينبع ، و شركة أرامكوا ، و شركة سابك ، و غير ذلك من الشركات العملاقة بالمملكة . 

نبذة عن مناخ الجزيرة

يتشابه مناخ الجزيرة مع العديد من مناطق الخليج العربي نظرا للقرب الجغرافي ، فهو مناخ تشتد به الرطوبة صيفا ، و معتدل شتائا ، و من الجدير بالذكر أن درجات الحرارة تتراوح ما بين ثمانية عشر درجة و إثنى و عشرون درجة نهارا ، و ثمانية و ثلاثة عشر درجة ليلا .

نبذة عن آثار الجزيرة

نظرا لقدم الجزيرة تاريخيا ، فإنه قد مر بها العديد من الحضارات الإنسانية المختلفة على مر الأحقاب الزمنية المنقضية منذ زمن بعيد ، و لقد خلفت هذه الحضارات العديد من الآثار التي تدل على مكانة هذه الجزيرة تاريخيا ، حيث تم العثور على العديد من الآثار التي إستدل منها على حضارات مندثرة مرت بها الجزيرة كالحضارة الفينيقية ، و الساسانية ، و الإسلامية ، و لقد عثر أهل الجزيرة على العديد من الآثار القديمة التي تعود لآلاف السنون قبل الميلاد كالآواني القديمة ، التماثيل الطينية و من أهم التماثيل التي عثروا عليها هو تمثال الخادم العابد ، ناهيك عن قلعة تاروت الشهيرة .