بعد إنهاء دراسته للحصول على درجة الدكتوراه والعمل كباحث في جامعة هارفارد ، نشر سكنر نتائج تجاربه في تكييف سلوكيات الكائنات الحية عام 1938 ، وقد تم وضع عمله في مقارنات مع أعمال العالم إيفان بافلوف ، لكن عمل سكنر كان يتضمن استجابات تم تعلمها أكثر من استجابات غير طوعية للمؤثرات .
أبرز أعمال سكنر اللاحقة
بينما كان يدرس سكنر في جامعة مينيسوتا ، حاول تدريب الحمام ليكونوا بمثابة مرشدين للقصف أثناء الحرب العالمية الثانية ، ولكن تم إلغاء هذا المشروع ، إلا أنه تمكن من تعليمهم كيفية لعب كرة الطاولة ، وبدأ سكنر يهتم أكثر بالأشياء المحلية أثناء الحرب ، ففي عام 1943 قام ببناء نوع جديد من سرير الأطفال لابنته الثانية ديبورا بناءً على طلب زوجته .
وكان هذا السرير مكون من صندوق شفاف يتم تسخينه بحيث لم يجعل الطفله بحاجة إلى بطانيات ، ولم يكن هناك شرائح في الجانبين أيضا ، مما منع من الإصابة المحتملة للطفلة ، وفي عام 1945 أصبح سكنر رئيس قسم علم النفس في جامعة إنديانا ، لكنه غادر بعد عامين للعودة إلى هارفارد كمحاضر .
حصل سكينر على استاذية في عام 1948 وبقى بها لبقية حياته المهنية ، ومع مرور الزمن ، أصبح مهتمًا أكثر بالتعليم ، فطور سكنر آلة تعليمية لدراسة التعلم لدى الأطفال ، وفي وقت لاحق قام بتأليف كتاب تكنولوجيا التعليم عام 1968 .
قدم سكينر تفسيراً خيالياً لبعض وجهات نظره في رواية “والدن تو” لعام 1948 ، التي اقترحت نوعاً من المجتمع المثالي ، فقد صار الشعوب في المجتمعات مواطنين صالحين من خلال تعديل السلوك ( نظام من المكافآت والعقوبات ) ، وفي أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، كتب سكنر العديد من الأعمال التي تطبق نظرياته السلوكية على المجتمع ، بما في ذلك ما وراء الحرية والكرامة عام 1971 ، كما قال أن البشر ليس لديهم إرادة حرة أو وعي فردي .
السنوات الأخيرة من حياة سكنر
قام سكنر في سنواته الأخيره بتأريخ حياته ، كما واصل نشاطه في مجال علم النفس السلوكي وهو مجال ساعد على تعميمه ، وفي عام 1989 ، تم تشخيص سكينر باللوكيميا ، وقد استسلم للمرض في العام التالي ، ومات في منزله في كامبريدج في ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الامريكية في 18 أغسطس عام 1990 .
في حين أن العديد من نظرياته السلوكية لم يعد يتم العمل بها ، إلا أن نظرية التعزيز تبقى اكتشافًا حاسمًا يُنسب إليه ، فقد أعرب عن اعتقاده بأن التعزيز الإيجابي هو أداة عظيمة لتشكيل السلوك ، وهي فكرة لا تزال تُقدّر في العديد من الظروف بما في ذلك المدارس اليوم ، ولا تزال معتقدات سكنر تروج من قبل مؤسسة بي. في. سكينر التي ترأسها ابنته جولي س. فارغاس .