ليوبولد يعتبر من أوائل الملوك البلجيكيين الذين يتخلون عن العرش، والده هو ألبرت آنذاك من بلجيكا ووالدته هي الاميرة اليزابيث بافاريا، وهو يعتبر اول أولادهم الثلاثة، وقد اهتم الابوين كثيرا بأولادهم الثلاثة ولكن قد كان ليوبولد هو الطفل المقرب الى والدته فهو وريث العرش القادم، وقد تربى وسط والديه هو واخواته على التربية الدينية وكيفية التفاني الديني.

الحرب العالمية الأولى

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى في عام 1914م، قد تم غزو بلجيكا من قبل الالمان، وقد كانت تلك اسوء ازمة تواجه بلجيكا منذ الاستقلال، فقرر الأمير ليوبولد ان يشارك في الحرب وقد كان في ذلك الوقت فتى صغير، وقد كان الملك والملكة في ذلك الوقت مترددان من مشاركة الأمير في تلك الحرب، ولكن هذه الفترة التي كان يشارك فيها كل البلجيكيين ويقومون بالكثير من التضحيات من اجل بلدهم، فلم يكن امام الملك والملكة ان يرفضوا، قام الأمير ليوبولد كجندي مع الفرقة 12، والتي تعرف اليوم بقرقة ليوبولد وهي تعتبر من اقدم الفرق البلجيكية التي لاتزال في الخدمة.

ثم في عام 1915م تم ارساله الى بريطانيا للالتحاق بكلية ايتون، وذلك بعد انتهاء الحرب والفوز فيها، ثم واصل الأمير الشاب تعليمه في كلية سانت أنتوني في سانتا باربرا، كاليفورنيا في الولايات المتحدة.

زواجه ومنصبه

بعد الانتهاء من تعليمه عاد الأمير إلى المنزل ثم بعد ذلك ببضع سنوات قابل الأميرة أستريد السويدية، وهي ابنة أخت الملك غوستاف الخامس، كانت مشهورة بعيونها الجميلة وقلبها الرقيق، وفي عام 1926م، تزوج الاثنان في احتفالات مدنية ودينية في ستوكهولم وبروكسل، وقد استولى الأمير الشاب الوسيم والأميرة الجميلة  على القلوب أينما ذهبوا، ثم تحولت الأميرة أستريد اللوثرية إلى الكاثوليكية بعد زواجهما.

وقد كان زواج سعيد أنجبوا من خلاله ثلاث أطفال هم، الاميرة جوزيفين شارلوت، والأمير بودوان، والأمير ألبرت، وقبل عام 1934م، توفى الملك ألبرت الأول في حادثة قاسية اثناء تسلق الجبال في أردن، ثم قام الأمير بأداء اليمين الدستوري بصفته جلالة الملك ليوبولد الثالث ملك بلجيكا، وقد وعد بان يكون من أفضل ملوك بلجيكا، ولكن في العام التالي قد توفت زوجته الملكة استريد في حادث سيارة اثناء اجازتها في سويسرا، وقد واجه الحياة كاب وحيد بعدما كانت حياته مثالية، وقد كانت فترة حكمه في ذلك الوقت عصيبة.

فترة حكمه

قد كان الملك يعاني من الكثير من مشاكل الدولة وذلك بعد ظهور بعض الأحزاب المتطرفة والثورية والتي ستؤدي فيما بعد الى الحرب العالمية الثانية، وقد حاول جاهدا ان يكون ملك مثالي ولكنه كان لديه القليل من الدعم وكثير ما اشتبك مع وزرائه، حيث أصبح هناك الكثير من التوتر بين المجتمعين اللغويين في بلجيكا، حيث كان السياسيون يفضلون النهوض بمهنهم الخاصة اولا، ولكن الملك كان يبحث عن رفاهية بلجيكا ككل.

الحرب العالمية الثانية

كانت الحرب العالمية الثانية هي أحد الأسباب التي عانى الملك ليوبولد الثالث من أكثر الانتقادات غير العادلة في ذلك الوقت، كان منزعجًا مثل أي شخص آخر من ظهور الحزب النازي العدواني في ألمانيا، وإعادة التسلح والتوسع، لكنه أدرك أيضًا أن الدول الحليفة الأكثر قوة، مثل بريطانيا وفرنسا لم تكن مستعدة لفعل أي شيء حيالها، وبمجرد أن أصبح هذا واضحا حاول الملك تجنب الكارثة بالعودة إلى سياسة الحياد البلجيكية الأصلية على أمل أن يتمكن بلده من تجنب تكرار عام 1914، ولكن لم يكن هذا هو الحال وكان على ملك البلجيكيين مرة أخرى أن تأخذ إلى الميدان في قيادة جيشه في محاولة لصد الغزو الألماني، لم تكن هذه هي قوات القيصر التي كانت بلجيكا تواجهها هذه المرة رغم أن جميع البلدان المنخفضة قد تم غزوها في حرب ساحقة والتي أتقنتها القوات الألمانية المخضرمة في غزو بولندا.