كان رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد الدولة الأقوى في العالم، على عاتقهم مسؤولية كبيرة بالنسبة لدولتهم وبالنسبة للعالم كله الذي يتأثر بأي قرار من قرارات هذه الدولة المتمثلة في رؤسائها، إلا أنهم في النهاية هم بشر يخطئون، وينغمسون في نوبات من الغضب والانشقاق والانهيارات، فمنذ أن أقسم جورج واشنطن اليمين على الكتاب المقدس في عام 1789، والسياسية الأمريكية تختلف بشكل كبير على حسب كل رئيس، وقد تمر البلاد بالعديد من الأوقات الصعبة بسبب بعض القرارات على قدر قوة وكبر هذه الدولة إلا أنه أي خطأ ولو بسيط يكلفها الكثير.

بعض رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية

أندرو جاكسون

عندما تم انتخاب الرئيس أندرو جاكسون رئيساً في عام 1828، اعتبره كثير من الناخبين أنه قاسٍ وغير مخلص ، وغير لائق لمنصب الرئيس، ومع ذلك استمر في الحكم حتى عام 1835 في نهاية فترة ولايته الثانية، ومن الواضح أن قرر فعل شيء ما حيال الرئيس السابق للانتقام منه.

بينما كان جاكسون يغادر لحضور جنازة، حاول رسام عاطل عن العمل يدعى ريتشارد لورنس إطلاق النار عليه، لكنه لم يجد مسدسه كما لو أنه اختفى، وفي هذه المرحلة بدأ جاكسون البالغ من العمر 67 عاماً في الصراخ عليه وقام بضرب لورنس مراراً وتكراراً على رأسه بعصا للمشي، وبشكل لا يصدق، أصبح لورنس يعاني من كدمات ونزيف بسبب ما فعله الرئيس الأمريكي فيه، وتم القبض عليه، وتم تقديمة للمحاكمة بتهمة محاولة إغتيال الرئيس، وأنهى بقية حياته في مؤسسة عقلية.

أندرو جونسون

كان أندرو جونسون نائباً للرئيس من الناحية الفنية فقط عندما تم تنصيب أبراهام لنكولن لفترة رئاسته الثانية، ولكن منذ أن تولى الرئاسة بعد شهر واحد فقط ، أصيب الرئيس جونسون بحمى التيفويد، وأثناء خطابه الافتتاحي شرب ثلاثة أكواب من الويسكي، ويمكنك تخمين النتيجة، شحذ بكلمات لا يمكن أن يقولها شخص في مكانته، دعا نائب الرئيس الجديد بأمانة زملائه أعضاء مجلس الوزراء بالاسم، ولم يكن يستطيع التحدث بشكل جيد، على الرغم من هذا كان أحد أهم الخطابات الخاصة به، حتى أنه نسي من كان وزير البحرية في حكومة الرئيس لينكولن، وبعد أن أنهي هذا الخطاب تلقي عقاب مناسب على هذه الأمر.

ريتشارد نيكسون

لم يكن الفعل الأصلي الذي أجاز اقتحام مقر الحملة الديمقراطية في مبنى ووترغيت خلال السباق الرئاسي عام 1972 هو الجرم الوحيد الذي فعله الرئيس ريتشارد نيكسون، ولكن الأكاذيب والتستر الذي قام به على هذه الحادثة كانت السبب، في اتهامه بالاحتيال، وبدافع من الصحافة الاستقصائية الرائدة من الواشنطن بوست، أصبح نيكسون الأول، وحتى الآن هو الرئيس الوحيد الذي يجبر على الاستقالة من منصبه.

فضيحة ووترغيت كانت عرضاُ وليس المشكلة بحد ذاتها، فالجدير بالذكر أن يكسون كان سياسياً مكروهاً بشكل غير معتاد قبل فترة طويلة من Watergate، وكانت المشكلة الأساسية تتمثل في شخصيته غير الآمنة والنرجسية بجنون العظمة، ورأى الليبراليون نيكسون يستفيد من صدمات متختلفة بأواخر الستينيات مثل اغتيالات مارتن لوثر كينغ وبوبي كينيدي والانقسامات العميقة حول الحرب في فيتنام، ورأوه يكسب من خلال مناشدة مخاوف الناس.

كانت تهدف “الاستراتيجية الجنوبية” لنيكسون إلى كسب تأييد الحزب الجمهوري في الجنوب، حيث كان الناخبون البيض يخشون أعقاب الصراع على الحرية السوداء على الأميركيين من أصول أفريقية المحرومين من الحقوق التي كان يناشد بها الديمقراطيون.

هربرت هوفر

تم انتخاب هربرت هوفر، الرئيس الحادي والثلاثين عشية الكساد العظيم، وجاء إلى المكتب بمهارات فني ومدير بارع، أجرى المهندس الأصلي من ولاية أيوا عمليات إغاثة ضخمة إلى أوروبا أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها، وكان وزيراً للتجارة في حكومة كلاً من هاردينغ وكالفين كوليدج.

بمجرد بدء الكساد، تم خفض الضرائب والبدأ بمشروعات الأشغال العامة لخلق فرص عمل، لكنه قاوم بثبات، ربما كان أكبر خطأ فادح في سياسته هو دعم قانون التعريفة الجمركية والتوقيع عليه، الذي أذكى حروب التجارة الدولية وجعل الكساد أسوأ، وعلى الرغم من كل صفاته الجيدة، فمن الإنصاف القول إن هوفر فشل في الارتقاء إلى مستوى التحدي الكبير الذي كان في عصره.

وارن جي هاردينغ

ومثل نيكسون، يتمتع هاردينج بسمعة تاريخية شابتها الفضائح التي حلت بإدارته، لكن هاردينغ كان شخصية مختلفة تماماً، لقد كان مشمساً أنيقاً مصمماً على التواصل مع الجميع، لقد كان فساده نتيجة لتطويق نفسه بأصدقائه القدامى وعدم قدرته على مواجهة أي شخص.

إدارة وارن هاردنغ كانت تعاني من فضائح عديدة، وعادةً ما كانت تحدث بسبب ثقة هاردينغ غير المحدودة في أصدقائه السياسيين، في عام 1921 عين هاردينغ تشارلز فوربس مديراً لمكتبه المخضرم الجديد، حيث بدأ فوربس في موجة مبهرة من الكسب غير المشروع والفساد، واختلس ملايين الدولارات، وباع الإمدادات الطبية لتحقيق مكاسب شخصية، وتجاهل عشرات الآلاف من الطلبات للمساعدة من الجنود الأمريكيين الذين أصيبوا في الحرب العالمية الأولى.

بعد استقالته من منصبه في وصمة عار، قام فوربس بزيارة هاردينغ في البيت الأبيض، وفي هذه المرحلة أمسك به الرئيس من الحلق وحاول خنقه حتى الموت، تمكن فوربس من الهرب بحياته، وذلك بفضل تدخل الزائر آخر كان قادماً للرئيس.

هاري إس ترومان

كان لدى هاري إس ترومان الكثير للتعامل معه أثناء رئاسته، مثل الحرب الكورية وتدهور العلاقات مع روسيا، وتمرد دوغلاس ماك آرثر، لكنه احتفظ بواحدة من أسوأ نوبات الغضب له على دوغلاس هيوم الناقد الموسيقي لصحيفة واشنطن بوست، الذي انتقد أداء ابنته مارغريت ترومان في قاعة الدستور.

حينها كتب ترومان رسالة إلى هيوم، قال فيها (لقد قرأت للتو مراجعتك الرديئة لحفل مارجريت، يبدو لي أنك رجل مسن محبط أتمنى لو كان من الممكن أن تكون ناجحاً)، وكانت هذه الرسالة التي تحتوي على نقد ورد لا يليق برئيس أمريكيا أن يقوله السقطة الوحيدة له.

ليندون جونسون

كان الرئيس ليندون جونسون يوجه مضايقات وصياح ويخوف موظفيه جسدياً ومعنوياً بشكل يومي تقريباً، كل ذلك بينما كان يتحدث معهم بألفاظ نابية أحياناً، وكان جونسون مولعاً أيضاً بالتقليل من شأن المسؤولين، حتى أفراد الأسرة، والزملاء السياسيين.

جيمس بوكانان

كانت التداعيات السياسية المترتبة على قانون كانساس في نبراسكا دراماتيكية كبيرة لدرجة أنها ساعدت على تدمير حزب سياسي وهو حزب الويغز، وخلق حزب آخر وهو الحزب الجمهوري المناهض للعبودية.

كان بوكانان من ولاية بنسلفانيا التي تناهض العبودية ذو علاقات وثيقة بالجنوبيين الذين كانوا يؤيدون العبودية، لقد تظاهر بأنه الرجل الذي يمكن أن يشفي الجروح ويستقر بسفينة الدولة في بر الأمان، إلا أن كل القرارات التي اتخذها جعلت الأمور أسوأ، لقد تواطأ مع قرار دريد سكوت المرعب الصادر عن المحكمة العليا في عام 1857 والذي قضى بأن الكونغرس لا يملك سلطة لاستبعاد العبودية من أي إقليم أمريكي لأنه سيكون بمثابة مصادرة الممتلكات الشرعية من أصحابها والتي تتمثل في العبيد، ثم دعم أولئك الذين أرادوا الاعتراف بكنساس كدولة عبودية، على الرغم من أن الانتخابات في الإقليم الذي دعم العبودية كانت مزورة بشكل واضح.