عرفنا أن أقدم الحضارات التي عرفت على سطح هذه الأرض هي الحضارة المصرية الفرعونية القديمة ، و كذلك الحضارة السومرية ، هذه الحضارات التي تمكنت من تخليد آثارها عن طريق الكتابة .

الحضارة الفرعونية و السومرية
– المصريين القدماء اقاموا حضارة واسعة الأطراف على وادي النيل ، كما أنهم تمكنوا من توحيد الأقطار المحيطة بنهر النيل ، و اقاموا حضارة عريقة امتدت على العديد من مناحي الإنسانية ، و تبين ذلك من المعابد و أنظمة الري ، و انتقلت الحياة في عصرهم من  الهمجية إلى التحضر .

أما عن الحضارة السومرية ، فقد كانت حضارة عظيمة ضاهت الحضارة المصرية القديمة ، و قد عرفت هذه الحضارة العريقة عند نهري دجلة و الفرات ، و قد تمكن السومريون من بناء مدنهم على هذه المنطقة على شكل حضارة عريقة ، و تمكنوا من سطر تاريخهم على الألواح .

تطورات الكتابة في سومر
– من أفضل ما تمكنت هذه الحضارات العريقة من التوصل له الكتابة ، ذلك الأمر الذي مكنهم من كتابة تاريخهم و ما توصلوا له ، ومن خلال هذه الكتابات التي اعتمدوا عليها تمكنا من التعرف على هذه الحضارات العريقة .

بالنسبة للكتابة السومرية فقد كانت نوع من الكتابة عبارة عن رموز كان من الصعب حلها ، و لكن تم التعرف عليها فيما بعد ، و قد استخدموا الطوب المجفف في الشمس لعمل ألواح يتم الكتابة عليها ، و لذلك حتى اليوم كتاباتهم محفوظة في عديد من الأماكن .

في البداية كانت الكتابة عبارة عن طريقة مختصرة من التدوين التصويري ، فقد كانوا يعتادوا على رمز ما يريدوا كتابته ببعض الصور ، و بذلك تمكنوا من تدوين عدد كبير من أحداث الصيد و الحملات الحربية ، و غيرها من الأمور التي توصلوا لها .

– و قد كانت رسومهم في هذه الفترة غاية في الوضوح ، و كانوا يعتمدون على بعض الرموز البسيطة في كتابة ما يريدوا تدوينه .

تطورات الكتابة في مصر
– أما بالنسبة للكتابة في الحضارة المصرية ، فقد شهدت تقريبا نفس درجات التطور عند الحضارة السومرية ، و لكن بديلا عن الألواح التي تم تصنيعها من الطين في الحضارة السومرية ، قام المصريون القدماء بكتابة تاريخهم على جدران المعابد وعلى شقائق نبات البردي ، و هنا تم التعرف على أول نوع من أنواع الأوراق .

أما عن الفوارق التي وجدت بين كلا النوعين من الكتابة ، فقد كانت تشمل أن الكتابة السومرية على سبيل المثال كانت تعرف بالكتابة المسمارية ، و ذلك لأنهم كانوا يستخدموا المسامير في الكتابة ، و لاحقا تم استخدام بعض الأقلام الخشبية القادرة على إحداث بعض الخدوش .

– كانت الحروف الكتابية المستخدمة في ذلك الوقت ليست إلا عبارة عن بعض الرسوم ، و هو ما يتضح جليا على حوائط المعابد الفرعونية ، و كانت اللغة تعرف باسم اللغة الهيلوغريفية ، و كانت هي كتابة الكهان ، و بعد ذلك تطورت هذه الكتابة لتصبح المرحلة الأبجدية ، و هي التي نستخدمها اليوم ، و ذلك مرورا بالصين و بعض الحضارات الأخرى .

أهمية الكتابة في هذه المرحلة
– التعرف على الكتابة في هذه المرحلة كان له أهمية كبيرة ، حيث أنه من خلال الكتابة تم تسجيل كيف كانت الاتفاقيات و القوانين التي عرفت عن هذه الحضارات ، و كان هذا الأمر هو سبيل التطور فيما بعد ، و قد كانت الكتابة في هذا الوقت قاصرة فقط على النبلاء و الكهنة ، و لاحقا تعرف عامة الشعب على الطرق التي يتم بها سطر التاريخ .

– الكتابة في هذا الوقت كانت معروفة بالعديد من المعادن و الطرق ، و كان من أشهر هذه المعادن استخدام البرونز و النحاس و الفضة و الذهب و غيرها من المعادن المعروفة ، و كذلك تم استخدام الحديد و بعض أجزاء من الحيوانات و عظامهم و جلودهم .