يبحث أي شاب الآن عن كيفية الوصول وبسرعة فورية إلى منصب كبير في أحد الشركات العالمية دون النظر إلى خبراته أو درجة تعليمه أو عمره فقط يفكر في هدف بعيد المنال وطالما أنه هو الهدف الوحيد في مخيلته فلن يستطيع أبدا ان يحقق أي أهداف أخرى حتى ولو كانت صغيرة طوال مشوار حياته ، فكل قصص النجاح بدأت من الصفر حتى وصلت إلى العالمية فلن نجد من وصل إلى القمة دون أن يعاني في رحلته ، ومن بين هؤلاء العصاميين هو لويس جيرستنر LUIES GERSENTER صاحب شركة IBM  ، فمن هو لويس جير سنتر ؟


ولد لويس في عام 1942 بمينيولا في نيويورك ، كان أبوه يعمل سائقا لشاحنة نقل الحليب ثم عمل موزعا للحليب بعد ذلك ، وكانت أمه تعمل سكرتيرة ثم تمت ترقيتها لتصبح مديرة ، تدرج لويس في السلم التعليمي حتى تخرج من كلية دار تماوث عام 1963 وحصل على البكالوريوس في العلوم الهندسية حيث انضم إلى الشركة الاستشارية ماكينزي وخلال فترة وجودة في هذه الشركة استطاع أن يصل إلى فهم أسس قوية تقوم عليها الشركات ، وبالفعل استطاع لويس من خلال ذلك الحصول على منصب مدير وهو لم يتجاوز سنه الثالثة والثلاثون عما حيث يعتبر هو المدير الأصغر في تاريخ الشركة وقام أيضا بنشاطات عدة حيث لعب دور الاستشاري لصنع القرارات فذلك كان هدفه الأول بدلا من أن يجلس على الكرسي دون أن يقدم شئ لنفسه ولغيره ، ثم انضم لويس إلى شركة أمريكان إكسبرس ليعمل نائب تنفيذي للرئيس حيث تولى مهمة رئاسة تجارة بطاقة الاعتماد بالشركة ثم تم ترقيته ليصبح رئيس الشركة والمسئول التنفيذي لأكبر الشركات التابعة لها وهي شركة إكسبرس ترافل ريلايتد سيرفسز ، وفي نهاية مشواره المهني تم تجنيده ليصبح رئيسا لشركة IBM والتي كانت في مأزق مادي ومشاكل كبيرة فكانت مهمة صعبة جدا في حين رفضها الكثيرون ممن هم في مناصب عليا .


فعندما تولي لويس هذا المنصب في شركة أي بي إم IBM رأي أنها تعاني من متلازمة النجاح وذلك يعني اضطراب يصيب الشركات التي ظلت ناجحة طوال فترة طويلة ثم فشلت وحققت خسائر كبيرة حتى ضعف اسم هذه الشركة التي كانت تعمل طوال عقود على انتاج وصناعة الحواسيب الآلية ولكن نجحت الشركات الأخرى كشركة ديل وكومباك وهيتاشي في السيطرة على إنتاج الحواسيب الشخصية حينها هبط سعر سهم آي بي إم إلى 12 دولار بعدما كان 43 دولار ، والمدهش أن هذه الخسارة لم تكن مقلقة للويس أبدا بل ظل يفكر في إيجاد حل للتخلص من هذه الأزمة واللحاق مرة أخرى بوكب التطور والتميز وهو جعل شركة IBM شركة واحدة بدلا من أن تكون مجزئة إلى عدة قطاعات لأن الكفاءة المميزة تحتاج إلى شركة مكاملة لتحقيق النجاح الفوري .


عكف لويس طوال الفترة الأولى من تولي منصبه على عقد لقاءات مباشرة مع الموظفين في الشركة لتحميسهم وحثهم على ضرورة العمل بروح الفريق لتخطي الأزمة الراهنة والوصول إلى أعلى معدلات النجاح في وقت قياسي وبذلك قد نجح لويس في تحفيز قدرات موظفيه حتى أعاد بناء الثقافة بحيث صارت تركز على الأداء وفي تلك الأثناء تخلى عن من لم يتكيف مع الثقافة الجديدة للشركة حتى يستطيع أن يغير كل شئ للأفضل وبالفعل نجح لويس كثيرا في تغيير مسار الشركة من الفشل إلى النجاح .
استطاع لويس في عام 2001 أن يحقق أرباح بالشركة تصل إلى 7.7 مليار دولار في حين أن الشركة في عام 1993 قد لحقت خسائر تقرب 8.1 مليار دولار وهذا الأمر يعني النجاح الكبير للويس في نجدة الشركة ومن ثم توالى ارتفاع نسبة الأرباح سنويا بمقياس الضعف حتى استطاعت الشركة أن توظف أكثر من مائة ألف موظف جديد على مدار سبع سنوات ، والجدير بالذكر أن الملكة إليزابيث الثانية قد منحت لويس جيرسنتر لقب فارس الإمبراطورية البريطانية بسبب ما قام به من مجهود لا يقدر بثمن في شركة IBM وحقل التعليم العام بالإضافة إلى الكثير من الإنجازات الأخرى .

استطاع لويس جيرسنتر أن يرفع شركة أي بي إم مرة أخرى بعد أن كانت على وشك الإنهيار ولكنه تقاعد في عام 2002 واستطاع أن يؤلف كتاب يتحدث فيه عن جهوده في إعادة هيكية الشركة وتخليصها من الإنهيار والكتاب يحمل عنوان ?WHO SAYS ELEPHANTS CANNOT DANCE ، ليستطيع من خلال هذا الكتاب أن يصل إلى كل شاب يريد أن ينجح وأن يقدم إنجازاته وفق خطط جوهرية تمت بعد تفكير عميق ودراسة جدوى لكل شئ .