تحتوي اللغة العربية على عدد كبير من القواعد والمفردات والمعاني والمصطلحات أيضًا التي تُساعد على صياغة الجمل والعبارات والنصوص بطريقة لغوية ونحوية صحيحة تُبرز المعنى وتوضحه ونظرًا إلى مدى قوة وبلاغة اللغة العربية فقد أصبحت منذ القدم واحدة من أهم وأقدم اللغات على مستوى العالم ، ومن أهم دروس وقواعد اللغة العربية هي قاعدة التمييز .

تعريف التمييز

معنى التمييز في اللغة يُعني فصل شيء عن غيره ، أما معنى التمييز اصطلاحًا فهو يعني اسم نكرة منصوبًا يتم ذكره من أجل بيان المقصود من الاسم الذي يسبقه ؛ حيث قد يُعبر عنه العديد من المعاني ويراد به أشياء كثيرة ما لم يُوضع له تمييز مُحدد .

وبمعنى اخر ؛ يمكننا القول أن التمييز هو عبارة عن اسم نكرة يذكر تفسير للكلمة المُبهمة التي تسبقه ، ومثال على ذلك :

-اشتريت عشرين هاتفًا .
-طاب إبراهيم نفسًا .
-بعتُ أربعين قلمًا .
-في الفصل أربعون تلميذًا .
-القرية أفضل من المدينة هواءً .
-شربت كأس ماء

وهنا يكون كل من (هاتفًا ، نفسًا ، قلمًا ، تلميذًا ، هواءً ، ماء) هو التمييز ، بينما ما قبلهم يُسمى (المميَّز) .

انواع التمييز

يوجد أكثر من نوع من التمييز في اللغة العربية ، وهي :

التمييز الملفوظ

هو الذي يتم النطق به بشكل صريح في الجملة وهو يأتي في أربعة مواضع ، ومن الأمثلة على ذلك ، ما يلي :

-بعد أسماء الوزن : مثل ( اشتريت كيلو عنبًا ) .
-بعد أسماء الكيل : مثل ( بعتُك 2 ليترًا لبنًا ) .
-بعد أسماء الأعداد : مثل ( ركب السيارة اثني عشر رجلًا ) .
-بعد أسماء المساحة : مثل : ( بعتُك فدانًا أرضًا ) .

التمييز الملحوظ

وهو الذي يتم ملاحظته من قراءة الجملة ولا يكون مذكورًا بشكل صريح ، ومن الأمثلة على ذلك :

-فاض القلب فرحًا .
-طاب المكان هدوءً .
-طابت الساحة هواءً .

وإذا تأملنا الأمثلة السابقة فسوف نجد أن المميز في هذه الجمل ليس مذكورًا ، ولكننا نفهمه ونلاحظه فقط عندما نستمع إلى هذه الجمل ، فمثلًا ؛ عندما نستمع إلى كلمة ” طاب المكان ” سوف نلاحظ أن ما طاب هو شيء من الأشياء المنسوبة إلى هذا المكان ، ولكننا لا نعلم ما هو هذا الشيء ؛ هل هو تربته أم هواؤه أو ماؤه ، وهكذا .

وبالتالي يمكننا تعريف التمييز الملحوظ على أنه ما يُستخدم لتوضيح معنى مجمل أو ما يُفهم من الجملة دون أن يُذكر ويُطلق عليه أيضًا اسم (تمييز الجملة) أو (تمييز النسبة) .

اعراب التمييز

يتم إعراب المميز حسب موقع في الجملة ؛ بينما التمييز يتم إعرابه بحركات النصب المختلفة والأمثلة التالية توضح ذلك :

بعتُ قيراطًا أرضًا

-بعتُ : فعل ماضي مبني على السكون (والتاء في محل رفع فاعل) .
قيراطًا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة .
أرضًا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة .

قرأ مُحسن عشرين كتابًا

-قرأ : فعل ماضي مبني على الفتحة الظاهرة .
-محسن : فاعل مرفوع بالضمة .
-عشرين : مقعول به منصوب (بالياء) لأنه (جمع مُذكر سالم) .
-كتابًا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة في اخره .

ركب السيارة خمسة وستون رجلًا 

-ركب : فعل ماضي مبني على الفتحة .
-السيارة : مفعول به منصوب بالفتحة .
-خمسة : فاعل مؤخر مرفوع بالضمة .
-الواو: حرف عطف .
-تسعون : معطوف مرفوع (بالواو) لأنه (جمع مذكر سالم) .
-رجلًا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة .

امثلة التمييز في القران الكريم

-قال تعالى : { وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا } سورة مريم [اية : 4 ] .

شيبًا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة .

-قال تعالى : { إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا } سورة يوسف [اية : 4] .

كوكبًا : تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة .