قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم “الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض ” وقال أيضًا الدعاء هو العبادة فالدعاء أهمية كبيرة في حياة الإنسان فهو يصحبه من قبل ولادته إلى ما بعد موته حيث يستمر ذكره في الدنيا بولد صالح يدعو له ، وكذلك فالدعاء له الكثير من الفضائل والفوائد فهو يدفع الكرب والمكروه والبلاء وهو أنفع الأدوية في المرض وبه يرد القضاء وبه كان ينتصر الصحابة على الأعداء .

للدعاء أهمية كبيرة في الدين الإسلامي فهو مخ العبادة ولفضائله الكبرى وبسبب حاجة الإنسان الماسة للدعاء في حياته الخاصة في هذا العصر الذي تكالبت فيه الأمم على بعض المسلمين .

معنى الدعاء

يقال دعا بالشيء دعوا ودعوة ودعا ودعوي ويقال دعا الله رجاء منه الخير ، ودعا لفلان طلب الخير له ، ومعني الدعاء لله على ثلاثة أوجه :

-فضرب منه توحيده والثناء عليه كقولك يا الله لا إله إلا أنت وكقولك ربنا لك الحمد إذ قلته فقد دعوته بقولك ربنا، ثم أتيت بالثناء والتوحيد ومثله قوله تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} سور عافر الآية 60.

-مسألة العفو والرحمة وما يقرب منه كقولك : اللهم أغفر لنا .

-مسألة الحظ من الدنيا كقولك اللهم ارزقني وولدًا ومالًا، وإنما سمي هذا جميعه دعاء لأن الإنسان يصدر في هذه الأشياء بقوله يا الله يا رب يا رحمن يا كريم .

وأصل كلمة الدعاء مصدر من القول دعوت الشيء أدعوه ، والدعاء هو طلب الأدنى من الأعلى تحصيل الشيء يقال منه دعوت، أدعو دعاء، والدعوة المرة الواحدة .

معنى الدعاء اصطلاحًا : استدعاء العبد ربه عزوجل وحقيقته إظهار الافتقار إليه والتبروء من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية وفيه معنى الثناء على الله تعالى وإضافة الجود والكرم إليه .

معنى الدعاء عند المفسرين

ذكر أهل التفسير معنى الدعاء على سبعة أوجه .

-القول ومنه قول الله تعالى في سورة الأعراف {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} ، وفي سورة يونس { دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

-العبادة من قوله تعالى في سورة الأنعام {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا}.

-النداء مثل قوله تعالى في سورة الأنبياء {وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ}.

-الاستعانة كقوله تعالى في سورة يونس {وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ}

-السؤال كقوله تعالى في سورة الزخرف { ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ}

-الاستفهام كقوله تعالى في سورة الكهف { فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}

-العذاب منه قوله في سورة المعارج { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى }.

آداب الدعاء

حث القرآن الكريم على الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى والثناء عليه قال تعالى {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} سورة الأعراف الآية 180. كما أن الرسول صلّ الله عليه وسلم علمنا آداب الدعاء منها :

-الإخلاص فالإخلاص من الأمور المهمة والمطلوبة في كل العبادات وهو شرط لقبول العمل وعند الدعاء يتوجب على العبد الإخلاص والذلة والرهبة والخوف من الله تعالى .

-تحري وقت الإجابة ويتمثل ذلك في اختيار الأوقات إلي تُجاب فيها الدعوات وهي كثيرة ، منها الساعة الأخيرة من يوم الجمعة ، وقت السحر ، وقت الأذان ، بين الأذان والإقامة ، يوم عرفة ، وقت رمي الجمرات ، ليلة القدر ، دعاء الصائم حين يفطر ، دعاء المسافر ، دعاء المضطر ، الدعاء عند شرب ماء زمزم ، الدعاء أمام الكعبة ، دعاء ليلة الجمعة ، دعاء الجهاد ولقاء العدو ، دعاء التقاء الجيوش .

-خفض الصوت ينبغي خفض الصوت أثناء الدعاء بين المجاهرة وخفض الصوت .

-عدم استعجال الإجابة فالعبد لا يعلم الخير والشر ، وأحيانًا يكون عدم استجابة الدعاء استجابة في حد ذاتها في دفع الشر عن العبد .

-استقبال القبلة ، والوضوء ، وتكرار الدعاء ثلاث ، وعدم التكلف في الدعاء ، والإلحاح والتوبة ، وتحري الحلال والبدء بحمد الله و الثناء  عليه ثم الصلاة على النبي ثم الطلب ، وعدم الدعاء بشيء محرم وعدم الدعاء على النفس .