يعتبر مسجد السلطان في سنغافورة من أجمل المعالم الإسلامية في قارة آسيا، حيث تتسع قاعة الصلاة الرئيسية المؤلفة من طابقين لنحو 5 آلاف مصل.

وأمر بإنشاء المسجد السلطان حسين شاه، أول سلاطين سنغافورة، في قلب البلاد داخل منطقة كامبونج جلام أو شارع العرب، عام 1824.

ويحتوي المسجد على قبتين كبيرتين ذهبيتي الشكل على الطرفين الشرقي والغربي من قاعة الصلاة يعلو إحداهما بهو المدخل الرئيسي، فيما يتوج الأخرى ضريح السلطان علاء الدين علام شاه (حفيد السلطان حسين شاه) وغيرهم من أفراد العائلة المالكة المدفونين هناك، إضافة إلى عدد من القباب الأخرى، ويتزين المنظر الخارجي بظلال من الباستيل بألوان حيوية هي البرتقالي والأخضر والكريمي الفاتح، مما يجعله أكثر إشراقًا عندما تسطع عليه الشمس السنغافورية الاستوائية.

ويقع المسجد إلى جانب معبد أسنان بوذا في الحي الصيني المجاور، كدليل حقيقي على التعددية الثقافية في سنغافورة، وتغلق السلطات الطريق أثناء أوقات الذروة للسماح للمصلين بشغل الفضاء حول المسجد.

وبني المسجد في البداية من طابق واحد، وبعد مرور 100 عام، كان المسجد القديم في حاجة ماسة إلى الإصلاح، وفي عام 1924 وهو العام المئوي للمسجد وافق أمناء المسجد على خطة لإقامة مسجد جديد، وكان المسجد القديم في ذلك الحين في حالة يرثى لها.

وتم الانتهاء من المسجد بعد 4 سنوات في عام 1928، وظل مسجد السلطان دون تغيير أساسي منذ بنائه، ولكن الإصلاحات الوحيدة التي أدخلت عليه هي في القاعة الرئيسية في عام 1960 والمرفق الذي أضيف إليه عام 1993.

وتذكر المنطقة المحيطة بالمسجد الزائرين بعبق الشرق، فالشوارع الفرعية تحمل أسماء حواضن عربية وإسلامية من بينها شارع مسقط الذي تزينه لوحات مستوحاة من التراث العماني وجداريات ترمز إلى العلاقات التجارية القديمة بين سلطنة عمان ودول الشرق الأقصى.

أما الروابط التاريخية مع اليمن فتجسدها محلات عطور وبخور تحمل اسم تاجر حضرمي، وهو عمر بن علي الجنيد، الذي ازدهرت تجارته قبل قرنين ولا يزال بعض أحفاده يسيرون على خطاه.

وبحسب مؤرخين فقد وصل عمر بن علي الجنيد إلى سنغافورة عام 1818 واستقر بها وعمل في تجارة التوابل وقد أطلق اسم الجنيد على أحد شوارع المدينة وعلى محطة للمترو.