تصدر الأمم المتحدة تقرير سنوي يتعقب مستويات التنمية البشرية، والتي تقيس مدي قدرة الدولة على تمكين مواطنيها وتوفير فرص عمل مناسبة وتحسين مستوياتهم الاجتماعية، لأن البشر هم الثروة الحقيقة التي يجب على الحكومات تنميتها وليس النمو الاقتصادي فقط.

ويهدف تقرير مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، إلى تنبيه الدول التي تعاني من قصور في مجال تنمية الموارد البشرية، ولا يجب ألا تعتمد على الموارد الاقتصادية فقط، فهناك دول تتمتع بنفس القدر من المحلى الإجمالي لكنها تختلف في نتيجة المؤشر.

وهذا المؤشر هو يمثل ملخص لإنجازات كل دولة، فيما يتعلق ببعض المجالات منها الحالة الصحية للمواطنين، ومستوى التعليم، ومستوى المعيشة، بالإضافة إلى اتباع التقييم الأدق يعتمد على بعض المجالات الأخرى مثل معدلات الفقر والمساواة بين الجنسين والأمان الشخصي ومستوى التمكين للمواطنين وعدد أخر من المجالات التي تعمل على تحسين مستوى الشخص. [1]

مؤشر التنمية البشرية

ينقسم العالم إلى عدة أنواع من الدول ، منها المتقدمة التي تتوافر به العديد من المجالات التي توفر حياة كريمة لسكانها، في حين أن القسم الثاني هي الدول التي في طور النمو، وهي حكومات تحاول إصلاح اقتصاديات الدولة وتعمل على تحسين مستوى الفرد لكنها لا تزال تحبو، وأخيرًا دول العالم النامي أو الثالثة، وهي دول تفتقر إلى النمو الاقتصادي والتكنولوجي، رغم أنها تمتلك العديد المواد الخام، لكنها لا تتمكن من استغلالها بسبب ضعف الموارد.

ما هو مؤشر التنمية البشرية

وكان أول من بدأ مؤشر التنمية البشرية، هو عالم الاقتصادي الباكستاني محبوب الحق، بالتعاون مع أماريتا سين، والعالم البريطاني ماغاند ديساي ، وقد بدأ ظهور هذا التقرير في منتصف التسعينات.

وتستخدم الأمم المتحدة مؤشر التنمية البشرية Human Development Index والتي يرمز إليها باختصار (HDI)، وهي طريقة يتم من خلالها تحديد مستوى رفاهية الشعوب، ويتم إصدار التقرير سنويًا منذ عام 1990، وذلك بغرض مساعدة الدول وتحسين أوضاع المواطنين في الدول النامية، أو التي لديها مؤشر تنمية بشرية ضعيف. [2]

ويركز تقرير التنمية البشرية الذي تصدره مؤسسة الأمم المتحدة، كل عام على قضية، ففي عام 2015، شدد على أهمية العمل المستدام، موضحًا أن سوق العمل العالمي يعاني من تغيرات حادة، وأن على الحكومة أن تقوم باتخاذ إجراءات جادة من أجل تدريب وتأهيل الشباب للحصول على فرص عمل عادلة توفر لهم حياة كريمة.

وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الحديثة وفرت فرص عمل كثيرة، إلا أن تتدخل آلات الحديثة والذكاء الصناعي أدي إلى انتهاء العديد من الوظائف، بالإضافة إلى أن التغيرات المناخية أدت إلى اختفاء عدد من الوظائف، وتهدد باختفاء عدد من المحاصيل، مما يؤدى إلى تغيرات وضياع وظائف موجودة بالفعل.

مشكلة أخرى تواجه مؤشر التنمية البشرية، هو الارتفاع المتسارع، فوفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإن أعداد المسنين أو الذين تخطوا سن الستين، ستصل لنفس نسبة الفئة الأقل من 15% لأول مرة في تاريخ البشرية في عام 2050، ويتطلب الأمر وضع بعض الكثير من الخطط والبرامج لدمج تلك الفئات في العمل بعد سن التقاعد.

وطالب التقرير الحكومات ضرورة مواجهة التحديات لتوفير فرص مناسبة تناسب المحاور الجديدة ومنها زيادة التواصل المجتمعي بين الدولة والقطاع الخاص لتأمين ما يعرف باسم الأمان الاجتماعي والوظيفي.

كيف يتم قياس مؤشر التنمية البشرية

كان مؤشر التنمية البشرية Human Development Index والتي يرمز إليها باختصار (HDI)، يعتمد على 3 معايير أساسية، الأول يعتمد المجال الأول على الحالة الصحية، التي تعتمد على مدي الوعي الصحي والطبي للأفراد، ويمكن قياس ذلك من خلال متوسط عمر الإنسان، بينما المجال الثاني هو قياس مستوى التعليم والذي يقاس من خلال حساب عدد السنوات التعليمية التي يتلقاها الأفراد حتى عمر 25 عام، بينما المجال الثالث، هو متوسط دخل الفرد بالنسبة إلى إجمالي الدخل القومي للدولة.

وفي 2015 رأت الأمم المتحدة ان المعايير الثلاثة لا يمكن أن تكون وحدها قادرة على تحديد مستوي معيشة المجتمع فقط، بل يجب أن يكون هناك معايير أخرى، مثل مستوى الفقر، وعمالة الأطفال، يصدر مكتب تقرير التنمية البشرية خمسة مؤشرات سنويًا: مؤشر التنمية البشرية (HDI) ، ومؤشر التنمية البشرية المعدلة لعدم المساواة (IHDI) ، ومؤشر التنمية بين الجنسين (GDI) ، ومؤشر عدم المساواة بين الجنسين (GII) ، ومؤشر الفقر متعدد الأبعاد (MPI). يتم توفير البيانات المستخدمة في هذه المؤشرات وغيرها من مؤشرات التنمية البشرية المدرجة هنا من قبل مجموعة متنوعة من المصادر الدولية العامة وتمثل أفضل الإحصاءات المتاحة لتلك المؤشرات في وقت إعداد تقرير التنمية البشرية.

التصنيف العالمي لمؤشر التنمية البشرية

وقامت الأمم المتحدة بتقسيم فئات الدول حسب مؤشر التنمية البشرية إلى 4 مستويات، وهي كالآتي..

المستوى الأولى التنمية مرتفع جدًا والتي شملت مراكز الدول من 1 – 49

المستوى الثاني التنمية المرتفعة والتي تحتوى على المراكز الدول من 50 إلى 105

المستوى الثالث التنمية المتوسطة من التي تحتوى على المراكز من 106 إلى 143.

المستوي الرابع التنمية المنخفضة من المركز 144 – 188 [4]

قائمة ترتيب الدول العربية من حيث مؤشر التنمية البشرية

من الملاحظ أن في السنوات الأخيرة تقدمت عدد من الدول العربية إلى المستوى الأول، وهي المرتفعة جدًا، وعلي رأسها المملكة العربية السعودية التي جاءت في المركز 39 عالميًا، والثاني عربيًا بعد دولة قطر، بينما جاء في المركز الثالث دولة الإمارات العربية، وفي المركز الـ 41 عالميًا.

وجاء في المركز الرابع دولة البحرين عربيًا وفي المركز الـ45، وفي المركز الخامس عربيًا الكويت وعالميًا المركز 48، وجاءت عمان في المركز السادس على مستوي الشرق الأوسط، والمركز 52 عالميًا، وجاء في المركز 7 دولة لبنان، والتي جاءت في المركز 67، بينما جاء في المركز الثامن الأردن، التي حلت في المركز 80 عالميًتا، وفي المركز التاسع دولة الجزائر التي حلت عالميًا في المركز 83، وجاء في المركز العاشر ليبيا والذي جاء عالميًا في المركز 94

الدول الأكثر ارتفاعًا في مؤشر التنمية البشرية

أعلى الدرجات على HDI هي 1.0. أعلى دولة في هذه القائمة هي النرويج برصيد 0.953. تحتل سويسرا المركز الثاني برصيد 0.944. أستراليا تحتل المرتبة الثالثة برصيد 0.939. [3]

الدول الأقل نموًا في مؤشر التنمية البشرية

أقل البلدان نمواً في العالم التي لديها أقل مؤشر للديمقراطية هي النيجر ، حيث بلغ مؤشر التنمية البشرية 0.335. يعاني الدولة الإفريقية من سوء التغذية على نطاق واسع ويعيش 44.1٪ من السكان تحت خط الفقر. [2]

المراجع