يمتلئ العالم السياسة والاقتصاد بوصف الدول بعضها البعض بمصطلحات غريبة وغير تقليدية إما من أجل الانتقاص من شأن تلك البلدان أو من أجل المدح أو غيرها من الأساليب والأغراض والأهداف السياسية الأخرى ، وقد ظهر مصطلح غريب تم وصف بعض الدول به ألا وهو مصطلح جمهوريات الموز .

تعريف جمهوريات الموز

جمهوريات الموز Banana Republic Countries هو عبارة عن مُصطلح يُطلق على الدول غير المستقرة سياسيًا أو الدول ذات الاقتصاد الضعيف التي تعتمد على عدد قليل جدًا من الصادرات لتنمية اقتصادها ، ويُذكر أن الكاتب ويليام سيدني الأمريكي هو أول من قام باستخدام هذا المصطلح حيث قد أطلقه على مجموعة من الروايات الخاصة به ، حيث قد قام بكتابة هذه الروايات تأثرًا بما قضاه من فترة زمنية في الهندوراس عندما فر من الولايات المتحدة بعد أن تم توجيه بعض اتهامات الاختلاس إليه .

وعلى الرغم من ذلك ؛ فإن مصطلح جمهورية الموز أصبح رمز و مصطلح سياسي يُطلق على الدول التي تطبق مبادئ الديكتاتورية والظلم والأنظمة الحكومية التي ينتشر بها الرشوة والفساد والمحسوبية وغيرها من الصفات السلبية الأخرى التي تتم بها بعض الأنظمة الحكومية السائدة في بعض الدول والدول التي تعتمد على منتج واحد في تنمية اقتصادها والتي قد تم تسميتها إثر ذلك باسم جمهوريات الموز [1] .

أسماء جمهوريات الموز

تم استخدام مصطلح جمهوريات الموز للمرة الأولى عام 1904م من أجل وصف بلدان أمريكا اللاتينية التي كان يعتمد اقتصادها بشكل كامل وأساسي على استيراد الموز ، ولكن أصبح هذا المصطلح أيضًا يستخدم لوصف بعض الدول الفقيرة التي تعتمد على تصدير منتج واحد فقط ، ومن أهم وأشهر جمهوريات الموز [2] ، ما يلي :

دولة الهندوراس

تُعتبر هندوراس جمهورية موز مثالية الوصف ، حيث أنها كانت أول دولة يتم إطلاق اسم جمهورية الموز عليها لأنها كانت تُعاني من الفساد الحكومي وانتشار الجريمة بها وانخفاض معدلات التنمية والتقدم بها ، وعلى الرغم أن الدولة تسعى بشكل حثيث إلى تطوير بعض القطاعات وتنميتها والقضاء على العوامل السلبية بها ؛ إلا أن الكثير من الأشخاص والسياح لا زالوا يخشون من السفر إلى هذه الدولة نظرًا إلى السمعة السيئة التي لا زالت ملتصقة بها .

دولة بوتسوانا

لقد ظلت دولة بوتسوانا لفترة زمنية طويلة جدًا معتمدة على اعتماد كامل في تنمية اقتصادها على الألماس ، كي يبقى على نفس القدر من القوة والمنافسة ، وعلى الرغم أيضًا أن الدولة قد عزمت على تنمية وتطوير بعض الصناعات والأنشطة الأخرى داخلها ، إلا أن معظم ثروات هذه الدولة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا لا زالت معتمدة بشكل كبير على استخراج الثروات المعدنية الثمينة ، وقد أشارت الإحصائيات إلى أن دولة بتسوانا تنتج ما يقرب من 25 % من الإنتاج العالمي من الألماس .

دولة جواتيمالا

تقع دولة جواتيمالا في أمريكا الوسطى ، وقد كانت هذه الدولة مشهورة بمزاع البن والموز والسكر وكانت هذه الصناعات مصدر فخر وتميز الدولة ، ولكن التوزيع غير المتكافئ لأراضي الدولة أدى إلى حدوث انخفاض كبير في معدل هذه المزارع ؛ حيث قد أصبح ما يقرب من 65 من مساحة الأراضي الزراعية بالدولة يتم إدارتها بواسطة 2 % فقط من المزارع ، مما يعني أن جزء كبير جدًا بات لا يُمثل فائدة للدولة ، ولكن على أية حال قد تم ضم دولة جواتيمالا إلى فئة جمهوريات الموز لأنها كانت تعتمد على مصدر تصدير واحد فقط في تنمية اقتصادها .

دولة بنغلاديش

كما أن دولة بنغلاديش تعتمد أيضًا على نبات الجوت (القنب الهندي) والأرز في تنمية الاقتصاد الخاص بها من خلال تصدير كميات كبيرة من هذه النباتات ، ولا سيما أن بنغلاديش تقع تحديدًا بين بورما والهند وتطل على دلتا نهر الغانج ، وبالتالي ساعدت الظروف البيئية في الدولة على زراعة أجد محاصيل الجوت والأرز وعمل بها معظم سكان الدولة وكانت تعتبر هي المصدر الرئيسي لاقتصاد الدولة ، والان ؛ أصبحت الدولة تتجه أيضًا إلى صناعة الغزل والنسيج بكميات هائلة ، ولكن لا زال نبات الجوت يُمثل حوالي 51 % من اقتصاد الدولة .

دولة لاوس

تُعرف دولة لاوس أيضًا باسم جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية ، وقد اشتهرت هذه البلد عندما فر إليها عدد كبير من الأشخاص وخصوصًا قدامى المحاربين في حروب فيتنام وغيرهم ، وتقع لاوس بين الصين وتايلاند ، وقد اشتهرت الدولة بصناعة الخشب حيث أن الأخشاب تمثل 76 % من اقتصاد هذا البلد ، وعلى الرغم أن كل من الدول المجاورة لها قد تمكنت من تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية ؛ إلا أن العزلة التي تفرضها الحكومة الشيوعية داخل الدولة حرمتها من التطور أو التقدم في أي مجالات أخرى ، ولذلك لا زالت الدولة تعتمد على الأخشاب فقط في تنمية اقتصادها .

دولة نيجيريا

دولة نيجيريا هي واحدة من أهم الدول الأفريقية ، وتقع تحديدًا في غرب القارة ، وهي تضم عدد كبير جدًا من أغنى أغنياء القارة لأنها تعتمد بشكل أساسي على النفط والزيوت في اقتصادها وهذا ما جعلها من أغنى الدول ، وتغيب العدالة الاجتماعية داخل الدولة ؛ حيث يوجد ها طبقة فقيرة فقر مضجع وأخرى غنية ببزخ ، ولا يوجد أنشطة اخرى تعتمد عليها الدولة بقدر اعتمادها على الزيوت والنفط ، ويرى الخبراء أن نيجيريا بصدد التعرض إلى كارثة اقتصادية إذا ما نفذت كمية النفط لديها في أي وقت .

دولة زامبيا

تشتهر العديد من دولة قارة أفريقيا بالتعدين وخصوصًا النحاس ، أما دولة زامبيا وحدها ؛ فهي تمتلك نسبة ضخمة من صناعة النحاس بالقارة ، حيث أن صناعة النحاس في نيجيريا تمثل حوالي 87 % من اقتصاد الدولة ، وعلى الرغم من جهود الدولة في تنمية المجال السياحي ؛ إلا أن السياحة لم تصل إلى مستوى إنتاج النحاس داخل الدولة حتى الان .

دولة كوبا

على الرغم من الصراع الذي كان قائمًا بين الدولة والولايات المتحدة ؛ إلا أن كوبا قد تمكنت من الاعتماد بشكل كبير على صادرات السكر إلى بعض الدول الغربية الأخرى من أجل تنمية اقتصادها ، ولا زالت تعتمد كوبا على صناعة وتصدير السكر حيث أنه يُمثل حوالي 77 % من اقتصاد الدولة .

دولة غانا

كانت دولة غانا تعتمد في البداية على تعدين الذهب بشكل كبير في تنمية اقتصادها ، ولكن عندما نفذت الثروة المعنية أصبحت تعتمد بشكل أساسي على زراعة وصناعة وتصدير الكاكاو إلى مختلف الدول الأخرى وينتشر بها عدد كبير جدًا من مزارع الكاكاو المتفرقة ، حيث أن صناعة الكاكاو بها تُمثل 80 % من اقتصاد الدولة .

دولة توفالو

وأخيرًا ؛ فإن دولة توفالو Tuvalu أيضًا تعتبر واحدة من جمهوريات الموز ، حيث أنها عبارة عن دولة صغيرة وهادئة وعندما حصلت على الاستقلال لم يكن لديها أي صناعات تعتمد عليها في تنمية اقتصادها ، ولكنها اعتمدت على استخدام الإنترنت وتسجيل نطاق .tv ، وقد قامت توفالو بتأجير استخدام نطاق الإنترنت الخاص بها إلى بعض البلدان الأوروبية والأمريكية لتشغيل شركات التليفزيون مقابل 50 مليون دولار أمريكي لمدة 12 عام ، وهذا ما قد ساعد الدولة على النمو والتقدم ، ولذلك ؛ تُعتبر دولة توفالو من أكثر الدولة المثيرة للاهتمام ضمن جمهوريات الموز .

المراجع