إن تعظيم الله عز وجل هو أصل العبادة وعليها تقوم فإذا فسد ذلك فسدت سائر العبادات بل إن العبادات في جوهرها قائمة على تعظيم الله والخوف منه ومهابته والإيمان برسائله وبرسله

ما هو تعظيم الله

تعظيم الله عز وجل يكون بتعظيم مراقبته وعدم التخفي في المعاصي والذنوب خشية الناس دون خشية الله ،، كذلك تعظيم ذكره بأسمائه وصفاته ، وتعظيم استحقاقه للعبادة وتأدية الفروض من صلاة وصيام وزكاة على أكمل وجه وصورة ، وأيضا على تقديم محبة غيره وهوى النفس على محبته

مظاهر تعظيم الله

_ تعظيم الله تعالى بإثبات صفاته وأسماءه دون تحريفٍ أو تعطيلٍ أو تكييفٍ أو تمثيلٍ

_ الإيمان بأن الله تعالى عندما سن العقوبات كإباحة الشرك به عند الإكراه على ذلك أو عند الخوف من إلحاق الضرر بالنفس ، تشريع القتل للحفاظ على البشرية من الاستهانة بالأرواح ، وحفظ العرض بتشريع حدّ القذف، وحماية المال بإيجاب حدّ قطع اليد على السارق، وكذلك إسقاط جزءاً من الصلاة بسبب المشقّة

_ عدم إتباع الهوى أو تقديم محبة صديق وقريب على محبة الله تعالى والالتزام بأوامره والوقوف عند نواهيه

_ الإكثار من ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده وتمجيده

_ مراقبة الله عز وجل في كل فعل يفعله المسلم والحرص على أن يكون كما يحب أن يراه الله تعالى

_ التأمل في مخلوقات الله تعالى في الطبيعة والحيوانات والبشر للوقوف على مكانة الله وعظمته وقدرته

_ التوبة الصادقة عند الوقوع في زلة المعاصي وعدم الرجوع إلى ما تاب عنه

_ توظيف المسلم لجوارحه في عبادة الله وطاعته وشكره

أسباب عدم تعظيم الله

_الوقوع في الذنوب والمعاصي والتساهل في أداء العبادات وهذا إن دل على شيء فيدل على عدم توقير العبد لله .

_ عدم تدارس دين الله عز وجل وتلاوة آيات القرآن الكريم والوقوف على العذاب والوعيد والاكتراث لمعاني الآيات وفهم أسباب نزولها قال تعالى (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة ص الآية 29

_ ترك استشعار الله واستحضاره عند ذكره وعبادته والاكتفاء بترديد الذكر باللسان ، ويكون ذلك ناتج عن جفاء القلب وقسوته .

_ الاحتكاك بأهل الذنوب والمعاصي ومخالطتهم ومشاهدة تجرؤهم على الله سبحانه

علاج قسوة القلب

_ مُصاحبة أهل الخير والصلاح للأخذ بأيدينا إلى الطاعة وإلى التعرف إلى الله حق المعرفة .

_ قراءة سير المتقين من عباد الله الصالحين وأهل العلم والزهد

_ العمل على الاستعداد للقاء الله عز وجل فلن يمكن للمسلم استدراك ما قصّر فيه

_ استشعار أن أمورنا جميعا بيد الله ، فهو وحده القادر على إعطاءهم ما يتمنونه وبيده الأخذ والفقر ، وهو الذي يبكي ويُضحك ، وهو القادر وحده على إجابة الدعوات وتحقيق الأمنيات ودفع البلاء والمحن وجبر الكسور ، وليس من أحد قادر على منازعته أو غلبته والكون جميعًا في قبضته .

_ استشعار مراقبة الله -تعالى- في كل وقتٍ وحين، حتى في ظلمة الليل ، وإدراك رحمته فهو الذي يُضاعف الحسنات لعباده الصالحين ويتجاوز عن سيئاتهم

_ تخصيصي وقت يومي لطاعة الله تعالى وتقديم أداء فروضه على كل ما سواهما من أعمال الدنيا .

_  استحضار أنّ الله -تعالى- لا تنفعه أفعال عباده ولا يضره كفرهم ومعاصيهم ،، ففي الحديث القدسي :

” يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وأنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه “

_ التفكير في صور قدرة الله تعالى يوم القيامة، يوم تنسف الجبال وتتحول البحار إلى نار وتفزع الخلائق كلها إليه بنفخة في الصور وبالنفخة الثانية يُصعقون ، وبالثالثة يحشرهم الله تعالى إليه  فحينئذٍ يرُجّ الله الأرض رجّاً، وينسف الجبال نسفاً، وتفزع الخلائق كلّها بنفحةٍ في الصور، وبالنفخة الثانية يُصعقون، وبالنفخة الثالثة يحشرهم الله تعالى قال الله تعالى في ذلك :

{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ(105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ(106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) } سورة هود