تعتبر سورة المائدة السورة رقم الخامسة في المصحف الشريف، وهي مدنية، وعدد آياتها 120 آية وذكر الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت: إني آخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عنق الناقة، وذكرت بهذا الإسم لأن فيها قصة الحواريين الذين سألوا سيدنا عيسى بأن يسأل الله بأن ينزل عليهم مائدة من السماء .

تفسير سورة المائدة

اتسمت تلك الصورة باتساع نطاق المجادلة مع النصارى واختصار المجادلة مع اليهود، ويدل ذلك أن في وقت نزول السورة قد وهن أمر اليهود واشتد الصراع مع النصارى، وقد اشتملت تلك السورة على عدد كبير من التشريعات سنذكر بعضها.

وصايا وتشريعات سورة المائدة

1- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) آية رقم (1) وهنا يوجد أمر إلهي للمؤمنين بإيفاء العقود وعدم نقضها .

2- قال تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلامِ) آية رقم 3

وهنا ذكر الله تعالى تحريم أكل الحيوانات الميتة أي: التي ماتت غير مذبوحة بالطريقة الشرعية، وحرم الله الدم السائل من جسد الحيوان لقذارته وضررة على الإنسان ماعدا الكبد، وحرم الله أكل لحم الخنزير تحريم عام لكل جسمه لضرره البالغ على الإنسان من وجود جراثيم، وحرم الله ما ذبح لغير الله، وحرم الله أكل الحيوان الميت بالخنق و الميتة بقذف حجر وأي ميتة ليس عن طريق الذبح الشرعي، و حرم الله أكل  الحيوان المتردي أي: الميت عن طريق السقوط من مكان عالٍ،  وحرم الله أكل حيوان ميت عن طريق نطح حيوان آخر له، وحرم أكل الحيوان المقتول عن طريق الحيوانات المفترسة، واستثنى الله في قوله إلا ما ذكيتم بخصوص الْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ، ولكن لا تطبق التذكية على لحم الخنزير، وحرم الله ما ذبح قرباناً لغير الله، كما حرم الله اللجوء للقرعة في عمل الأشياء من فعل أو عدم فعل لما تقرره القرعة.

3- قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) آية رقم 6

يوضح الله هنا عند اقامة الصلاة والإنسان على غير طهر بأن يغسل وجهه ثم يديه إلى المرفق ومسح الرأس والرجل إلى الكعب، وأعطى رخصة وحل لإقامة الصلاة في عدم وجود الماء للطهارة من الجنابة أو السفر أو نجاسة البول والغائط أو الجماع  بالتيمم من صعيد طيب من تراب وحجر ومسح الوجه واليد .

4- قال تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) آية رقم 16

هنا أقر الله بأن من قال وآمن بأن الله هو المسيح قد كفر لأن من أركان الإسلام وهو الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله أي: أن نقر بوحدانية الله وأن ليس له ولد أو له شريك في الملك، ومن يقول غير ذلك فهو كافر.

5- قال تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) آية رقم 32

ذكر الله هنا تحريم قتل النفس، وتحريم قتل النفس ليس على بني إسرائيل فقط وإنما هو حكم عام،  ومن أحياها أي كف نفسه عن القتل عند الغضب فشبهه الله بأنه أحيا كل الناس.

 ملخص لأحكام الآيات السابقة المذكورة في سورة المائدة

1- حث الله على احترام العهود والعقود.

2- بين الله كيفية التفريق بين اللحم الجائز أكلة والمحرم أكلة.

3- بين الله كيفية فعل شريعة الوضوء، وفعل رخصة التيمم عند عدم وجود الماء.

4- إقرار الله بكفر من يشرك به .

5- تحريم الله القتل تحت أي ظرف، وترك القصاص في يد ولي الأمر.

لقد تم ذكر القليل من الأحكام التي اشتملت عليها سورة المائدة، وهي سورة عظيمة  فيها كثير من أحكام و شرائع الله عز وجل.