من المعروف أن المادة تتألف بأشكال ثلاث ، هي العناصر والمركبات و المخاليط ، والجسيمات وهي الجزيئات والذرات أو الأيونات ، حيث ترتبط الجسيمات بعضها بعض من خلال قوى متفاوتة القوة ، فنجد أن هذه القوة كبيرة في الحالة الصلبة وتكون متوسطة في الحالة السائلة ، وضعيفة في الحالة الغازية ، ويمكن الربط بين هذه القوى التي تربط جسيمات المادة بقوى الترابط بين الجزيئات ” Intermolecular Forces ” ، ولذلك يمكننا أن نميز بين الروابط الكيميائية Chemical Bonds، والترابط بين الجزيئات .
الهليوم والهيدروجين وثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى ، غير قطبية ، فقوى التجاذب بين الجزيئات موجودة ، بالرغم من حالة الضعف ، ولكنها يمكن قياسها ، وأول من فسر ذلك هو عالم الفيزياء الدنماركي فان دير ، وأعطى عالم الفيزياء الإنجليزي Fritz London، التفسير النظري لها عام 1928م ، لذلك سميت بقوى فان لندن.
و هي عبارة عن تجاذب ضعيف ، بين الجزيئات غير القطبية ، كنتيجة لحركة الإلكترونات على السطح ، فتصبح قطبية ، مما يجعل الجزيء القطبي يؤثر على الجزيء المجاور له ، فينتج بالتأثير شحنة ولكنها مخالفة لشحنته ، و لذلك يتولد بين الجزيئات قوى تجاذب ضعيفة لحظية ، لا تدوم طويلًا ، وسرعان ما تختفي ، وتتولد عندما يحدث تغير في توزيع الشحنات الكهربائية بين بعض الجزيئات ، وتبلغ قيمة المواد الصلبة 1\20 إلى 1\10 ، من قيمة الرابطة الأيونية ، وتكون ضعيفة في السوائل ، و من الممكن أن تتواجد هذه القوى بين جزيئات الغازات النبيلة ، وفي الهالوجينات ، ويحدث ارتفاع درجة الغليان بزيادة الكتلة الجزئية.
ثانيًا قوى التجاذب بين الجزيئات ثنائية القطب:
و هي عبارة عن تجاذب بين الجزيئات القطبية ، بسبب تجاذب الأقطاب المتعاكسة بالشحنة ، فتنشأ قوى ثنائية القطب بين الجزيئات، فمثلا عند اقتراب الجزيئات ثنائية القطب HCL بعضها من بعض فتظهر التأثيرات المتبادلة بينهما ، وينتج ذلك بسبب مواجهة القطب الموجب للجزيئات للقطب السالب ، لجزيئات أخرى ، فيؤدي لظهور قوى التجاذب الكهربائية بين الأقطاب المتشابه ، وبالطبع تكون تلك القوة ، أضعف من قوى التجاذب الكهربائي في الرابطة الأيونية ، وبالرغم من حالة الضعف ولكن يؤدي ذلك لتماسك الجزيئات القطبية معا ، فيؤدي إلى ارتفاع درجة الغليان.