يلعب الآباء دورًا في حياة كل طفل لا يمكن للآخرين شغله، هذا الدور يمكن أن يكون له تأثير كبير على الطفل ويساعد في تشكيله في الشخص الذي يصبح عليه في المستقبل .

تعبير عن أهمية دور الآباء تجاه أطفالهم

الآباء، مثل الأمهات، هم أعمدة في تطوير الرفاه العاطفي للطفل، ينظر الأطفال إلى آبائهم لوضع القواعد وتنفيذها، كما أنهم ينظرون إلى آبائهم ليوفروا شعورًا بـالأمان، جسديًا وعاطفيًا، حيث يريد الأطفال أن يجعلوا آباءهم فخورين، ويشجع الأب النمو الداخلي والقوة في طفله، وأظهرت الدراسات أنه عندما يكون الآباء ودودين وداعمين، فإنه يؤثر بشكل كبير على تطور الطفل المعرفي والاجتماعي، كما أنه يغرس الشعور العام بالرفاهية والثقة بالنفس .

الآباء لا يؤثرون فقط على الأطفال من الداخل، بل على كيفية علاقتهم مع الناس أثناء نموهم، إن الطريقة التي يعامل بها الأب طفله سوف تؤثر على ما يبحث عنه في الآخرين، وسيتم اختيار الأصدقاء والمحبين والأزواج على أساس كيف ينظر الطفل إلى معنى العلاقة مع والده، والأنماط التي يضعها الأب في العلاقات مع أطفاله، سوف تملي كيف يرتبط أبناؤه بأشخاص آخرين في حياتهم .

وتعتمد الفتيات الصغيرات على آبائهن من أجل الأمن والدعم العاطفي، فكل أب يظهر لابنته ما هي العلاقة الجيدة مع أي رجل آخر، إذا كان الأب محبوبًا ولطيفًا، ستبحث ابنته عن تلك الصفات عند الرجال عندما تكبر بما فيه الكفاية، لتبدأ في التفكير بالزواج، وإذا كان الأب قويًا وشجاعًا، فسوف ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرجال من نفس الشخصية، لذا إذا كان الأب يعتني ويعامل الناس باحترام، فإن الطفل سوف يكبر بنفس القدر، وعندما يكون الأب غائباً، ينظر الأولاد الصغار إلى شخصيات ذكورية أخرى لتحديد ” القواعد ” لكيفية التصرف في العالم والبقاء على قيد الحياة .

وتشير الإحصائيات إلى أن الأطفال في البيوت غير الخاضعة للوالد، هم أكثر عرضة الى الفقر، ووفقًا لمكتب الإحصاء الأمريكي، فإن 44 % من الأطفال في العائلات التي تقوم فيها الأم فقط بالتربية، كانوا يعيشون في فقر، مقارنة بـ 12 % فقط من الأطفال الذين يعيشون في منزل يرأسه زوجان، وقد أبلغت وزارة الصحة الأمريكية عن إحصائيات مشابهة تربط بين الآباء الغائبين والفقر، وفي تقرير عام 2012، وجدوا أن الأطفال الذين يعيشون في أسر معيشية ترأسها نساء بدون رجال، لديهم معدل فقر بنسبة 47.6 %، أي أكثر من أربعة أضعاف معدل العائلات المكونة من زوجين .

وقد أظهرت دراسة أجرتها وزارة التعليم عام 2001، أن الطلاب الذين كان آباؤهم يشاركون بشكل كبير في المدرسة، كانوا أكثر عرضة بنسبة 43 % لتلقي تقدير ممتاز، على الجانب الآخر، كان الطلاب الذين يعيشون في منازل غير متواجد الأب فيها، من المرجح تكرار نفس الصف الدراسي مرتين، وتفيد إحدى الدراسات أنه عندما يقرأ الآباء لأطفالهم، يقرأ أبناؤهم أكثر ويحصلون على درجات أعلى، من الأولاد الذين لم يقم آباؤهم بالقراءة لهم، ويواجه الشباب في الأسر التي ليس لها أب، احتمالات سجن أعلى بكثير من الشباب في الأسر المكونة من الأم والأب، وكان هذا صحيحًا حتى بعد التحكم في مستويات الدخل المختلفة، وشهد الشباب الذين لم يكون لديهم أبًا في المنزل أبدا، أعلى الاحتمالات في السجن .

وبينما تميل الأمهات إلى التركيز على سلامة أطفالهن ورفاهيتهم، فمن الأرجح أن يقوم الآباء بتشجيع المخاطر والتفكير المستقل في أطفالهم، مما يعود بالنفع عليهم في مرحلة البلوغ، وكما لاحظ البروفسور براد ويلكوكس باحث الأسرة والزواج، وجد الباحثون أن الآباء أكثر عرضة من الأمهات لتشجيع أطفالهم على التحدث إلى الغرباء، ومواجهة التحديات، والتفكير بأنفسهم، والأطفال مع الآباء يحصلون على العديد من الفوائد الإضافية للصحة والسعادة، وقد وجدت دراسة، تعد أطول دراسة طولية أجريت على حياة الرجال، أن والد الرجل قد أثر في حياته بطرق عديدة حصرية على علاقته بأمه، وأن الآباء المحبة ينقلون لأبنائهم ما يلي :

– تعزيز القدرة على اللعب
– مزيد من التمتع بالعطلات
– احتمالية أكبر للتمكن من استخدام الفكاهة كآلية مواجهة صحية
– أفضل تكيف ورضا مع الحياة
– أقل نسبة من القلق وأقل الأعراض الجسدية والعقلية تحت الضغط في سن الرشد

أعلم أنه في بعض الأحيان قد يكون الأبوة والأمومة غير مشجعة، قد تعتقد أنك لا تملك تأثيرًا كبيرًا على أطفالك، آمل أن تظهر لك هذه الدراسات والتقارير خلاف ذلك، دورك كأب أمر مهم للغاية، لذا ركز على كونك أفضل أب يمكن أن تكونه، لا يكفي أن تكون هناك فقط، اقرأ لأطفالك، وقم بالانخراط في مدرستهم، وشجعهم على المجازفة، وحافظ على لياقتك، هذه الأشياء الصغيرة لها عائد ضخم على الاستثمار من أجل رفاهية أطفالك.