الحرية هي حق فطري يتمتع به البشر منذ ولادتهم. الحرية ليست شيء يمكن لمسه أو رؤيته أو الشعور به أو الوصول إليه ، وتختلف آراء الأشخاص وتعريفهم وأفكارهم حول فكرة الحرية ، يتحدث البعض عن الحرية بالمعنى السياسي ، والبعض يتحدث عن الحرية الاجتماعية ، وبعضها عن الاستقلال الشخصي ، وبعضها يعرفه بالحرية الدينية ، لكن حقيقة أن كل شخص يريد أن يكون حراً ، صحيح في جميع الحالات .

تعبير عن الحرية 

الحرية هي اختيار الإنسان أن يعيش حياته بالطريقة التي يريدها ، وفي المكان الذي يرغب فيه، وتناول الطعام حسب اختياره ، وتعلم ما يريد أن يتعلمه ، وهذا يعني أن الحرية يمكن أن تنطبق على جوانب مختلفة من الحياة ، والحرية هي ضمان الاحترام وليس فقط العيش مجانا ، فكل المجتمعات تحدد الحرية في نطاقها الخاص ، حيث ترى الثقافات المختلفة الحرية في ضوءها ، وبالتالي يتمتع الناس الذين يعيشون في ثقافات مختلفة بالحرية بطرق يشعرون أنها مناسبة .

إن التمتع بحريتنا لا يعني أننا نتجاهل حقوق الآخرين ونعيش بالطريقة التي نشعر بها ، علينا أن ننتبه إلى حقوق ومشاعر الناس من حولنا عندما نعيش حريتنا ، وبالمثل لا يتعين على الشخص الحر أن يخاف عندما يعبر عن رأيه طالما أنه يحترم الآخرين ولا يؤذي مشاعر أحد ، وتعد المجتمعات التي تشجع حرية الرأي والأفكار والمعتقدات والتعبير والاختيار وما إلى ذلك هي المجتمعات التي تزدهر فيها العقول المبدعة .

والحرية بالتأكيد ليس لها تعريف معين ، فبينما يفكر البعض في أن الحرية هي فرصة للتصرف بحرية وتجسيد الأفكار ، يرى آخرون أن الأمر يتعلق بإمكانية القيام بما تريد القيام به بغض النظر عن التأثير على الآخرين .

بالنسبة للسجين ، فإن الخروج من السجن يعني الحرية ، ولكن من منظور اجتماعي ، فإن الحرية هي بالتأكيد شيء حر في أن يفعله الشخص بينما يلتزم بالعادات الاجتماعية وقانون البلاد ، و لا يمكن لأي مجتمع أن يضمن الحرية المطلقة لجميع المخلوقات الاجتماعية ، هذا لأنه ستحدث فوضى كبيرة إذا حاولنا فهم ما يريده كل فرد في المجتمع والقيام به .

وبالتالي ، فإن الحرية ليست حقاً مطلقاً ، كما أن لديها بعض القيود ، فالحرية التي تشكل تهديدًا للمجتمع والأمة التي نعيش فيها ليست الحرية بالمعنى الحقيقي ، لا يمكن للمرء أن يقتل الناس أو ينتهك القوانين أو يهرب المخدرات أو يفعل أي شيء يضر بالمجتمع ويطلق على ذلك حرية .

الحرية هي عدم إنكار حقوقنا الأساسية كبشر ، و بعض الحرية خاصة بالفئة العمرية التي نقع فيها ، حيث إن الطفل حر في أن يكون محبوبًا ويعتني به الآباء وغيرهم من أفراد العائلة ويلعبون معه ، لذلك قد تكون هذه الرعاية فكرة الحرية للطفل ، وإن العيش في مجتمع خالٍ من الجريمة في بيئة آمنة قد يعني حرية الطفل الصغير .

وبالمثل بالنسبة لصبي أو مراهق ، قد تكون حريته تشتمل على التسامر مع الأصدقاء والتمتع بالأنشطة الجماعية ، قد يرغب بعض المراهقين في المشاركة في الخدمة الاجتماعية والمساهمة بحرية في مشاكل الفقراء ، وقد يعني ذلك الحرية بالنسبة لهم ، ﻗﺪ ﻳﺴﻌﻰ اﻟﻤﺴﻨﻮن في الحصول على تأمين لحياتهم وصحتهم ، وقضاء وﻗﺘﺎً ﻃﻴّﻌﺎً ﻣﻊ اﻷﺣﻔﺎد والاشتراك ﻓﻲ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻳﻌﺘﻘﺪون أن ذلك ﺣﺮﻳﺘﻬﻢ .

وهكذا فإن الحرية ليست مجرد مفهوم بل هي تعني الإيمان بشئ ما والأمر يختلف من شخص لآخر ، إلا أن الأكيد هو أن حرمان أي شخص من الحرية هو بمثابة عقاب له .