خمسون سنة لا تبدو مدة طويلة جدا عند النظر في المخطط الهائل للأشياء، لكن الوقت كافي لأن تتغير الأشياء بشكل جذري، الاختلافات بين أواخر الستينيات واليوم كبيرة، مثل التقدم التكنولوجي المدهش الذي تم إحرازه منذ ذلك الحين، كما كانت معايير الجمال مختلفة بشكل مثير للصدمة مما يعكس اضطراب العصر، وفيما يلي بعض الأشياء الأكثر إثارة للدهشة التي وجدها الرجال جذابة في النساء منذ خمسين عام مضت .

1- البشرة الفاتحة
كانت العنصرية متفشية في الستينيات، على الرغم من أن حركة الحقوق المدنية ساعدت على إحداث تغيير كبير بحلول نهاية العقد، وتم إبطال قوانين مكافحة التجاوز، التي منعت الناس في العديد من الولايات من الزواج من عرق آخر في عام 1967، وعلى الرغم من الإصلاحات التي تمت في الستينيات، كان التحيز العنصري سائدا، فبحلول الستينيات من القرن الماضي لم تسمح مسابقة ملكة جمال أمريكا بالسماح للمتسابقين من أصل إفريقي بالترشح، وفي عام 1968 أقيمت مسابقة ملكة جمال أمريكا السوداء في نفس اليوم كمسابقة ملكة جمال أمريكا ردا على التمييز الذي تعاني منه المنظمة، وكان ذلك قبل عامين من فوز امرأة من أصل إفريقي وهي شيريل براون، بلقب الولاية في مسابقة ملكة جمال أمريكا .

حتى داخل المجتمع الأمريكي الأفريقي، كان تفضيل البشرة الفاتحة واضحا، على الرغم من أن هذا بدأ يتغير ببطء في ستينيات القرن الماضي عندما كان الناس يحتضنون لون بشرتهم، الأمور أفضل قليلا اليوم بالطبع، لكن ما زال هناك تمييز ضد ذوي البشرة الداكنة، وقالت مجلة تايم في عام 2016 أنه حتى في العصر الحديث يتم إضفاء الشيطانية على البشرة الداكنة وتعطى البشرة الفاتحة الجائزة بسبب العنصرية الراسخة في الولايات المتحدة .

2- الصدر المسطح
عندما أصبحت الموديلات أرق أصبحت المنحنيات غير مرغوبة، كان في أواخر 1960 عندما بدأ الهوس بالقضاء على السيلوليت، كتبت ليندا في ” الفن المفقود في الملابس ” : المرأة التي جعلت أمريكا أنيقة فجأة أنه في هذا الوقت تم تمرير رشاقة النساء لصالح المراهقين الذين يعانون من نقص الوزن، فقد أدت الرغبة في النحافة إلى الانشغال بالوزن، خاصة بين الفتيات الأصغر سنا، وقبل عشرينيات القرن الماضي كان المراهقون يشعرون بالقلق من أن يصبحوا أشخاصا أفضل وزنا، حيث أنه بحلول الستينيات أصبح فقدان الوزن هو الهوس الأساسي .

3- المؤخرة المسطحة
ترتبط الرغبة في الحصول على صدر مسطح برغبة أكثر هوسا للحصول على مؤخرة صغيرة، حيث أن الخوف من السيلوليت جعل النساء يقمن بأي شيء في استطاعتهن للقضاء على ما وصفوه ” بالماء والنفايات والدهون المحصورة داخل الوركين والفخذين “، إحدى النساء التي كتبت في مجلة فوغ في أواخر الستينيات قالت أنها تمكنت من خفض مؤخرتها البالغة 39 بوصة إلى 34 بوصة من خلال التمرين .

الرغبة في فعل المزيد من هذه الحركات الصبيانية لم تكن كليا لإرضاء الرجال أو للتوافق مع الموضة، حيث ذكرت وسائل الإعلام التي حررها روبن أندرسون وجوناثان آلان غراي أن ” الشكل المتغير لجسد المرأة قد خدم في العديد من النواحي لتعكس القيم الثقافية الأكبر، فعلى مر التاريخ كانت الأشخاص نحيفة ومسطحة ” .

4- الأرجل المكشوفة
في الموضة وفي الفترة من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين، كتب أكيكو فوكاي أن ” الشباب وجدوا أن إظهار اللياقة البدنية هو أكثر الوسائل فعالية لإضفاء مزيد من التمييز على أنفسهم عن الجيل الأقدم “، وجاءت التنورة القصيرة في شكل رواج مثل الساقين العاريتين، والتي تطورت خلال مراحل مفاهيمية مختلفة في الستينيات ” .

وكان هناك اهتمام أكثر بطول وشكل ساقي المرأة في الستينات، وقد كتبت الكاتبة شيلا هاردي أن العديد من النساء شعرن أنهن ” لم يكن لديهن أرجل قصيرة “، وأثرت موضة التركيز التي تعود إلى ستينيات القرن العشرين على أرجل المرأة أيضا على أنماط الأحذية، وجاءت الأحذية الطويلة المدببة في الموضة متوقفة عن التنانير القصيرة للعصر .

5- مظهر لوليتا
أدى قمع منحنيات المرأة إلى شعبية أكثر مما يمكن تخيله، حيث أن الثقافة الأمريكية المعاصرة في الستينيات والسبعينيات والتي قام بتحريرها بيتر براونشتاين ومايكل ويليام دويل، والتي أطلق عليها ” نظرة ما قبل البلوغ “، قد هيمنت على أنواع الأزياء التي أطلق عليها مظهر لوليتا في عالم الموضة، وهذه النظرة المبالغ فيها عبرت عن الإحساس المرتبط بالنضج في اللباس أو السلوك، ووفقا لـ The Mancunion، فإن الستينات أصبحت اليوم ” رمزا للنزاع الاجتماعي بين القديم والجديد “، وجسدت ” نظرة لوليتا ” روح العصر الذي يمثل الشباب والنشاط .