توماس هاردي هو روائي وشاعر إنجليزي ، وكاتب واقعي من العصر الفيكتوري ( 2 يونيو 1840 – 11 يناير 1982م ) ، تأثر بالرومانسية ، وكل من الكاتب ويليام وردزورث وشارلز ديكنز بشكل خاص ، حيث اهتم توماس مثل تشارلز ديكنز بنقد أحوال المجتمع الفيكتوري ، ولكنه اهتم بالطبقة الريفية بشكل أكبر ، قام توماس هاردي بتأليف مجموعة من الأشعار في البداية ، ولكن لم تنشر هذه  الأشعار حتى عام 1898م ، ونال هاردي شهرته كروائي وكاتب في البداية ، ومن أبرز رواياته بعيدا عن صخب الحياة عام 1874 م ، عمدة كاستربريدج عام 1886م ، جود الغامض عام 1895م وغيرهم .

وخلال خمسينات القرن العشرين ، تم الإلتفات إلى أشعاره واعتبارها أشعار ذات جودة عالية تماما مثل رواياته ، والتي أثرت بصورة واضحة على حركة الشعراء في فترتي الخمسينات والستينات لهذا القرن ، ومن أبرز الشعراء الذين تأثروا به فيليب لاركن ، تدور معظم أعمال هاردي في ويسكس ، وهو إقليم من خيال هذا الكاتب ، تحدث فيه صراعات بين شخصيات مؤلفاته وظروف حياتهم وأقدرارهم .

نبذة عن حياة توماس هاردي

ولد هذا الكاتب عام 1840م ، في بوكهاميتون العليا ، بشرق دوركاستر في دورست بإنجلترا ، كان والده معمار وبناء محلي ، وكانت والدته جيميما هاردي ذات اطلاع فكري عريض ، والتي تولت مهمة تعليم هاردي حتى ذهب إلى المدرسة في الثامنة من عمره في بوكهاميتون ، وكان يذهب إلى أكاديمية سير لاسر للشبان الصغار طيلة حياته في دوركستر ، ولكنه توقف عن الدراسة في سن السادسة عشر لعدم قدرة عائلة على تحمل نفقات الدراسة الجامعية ، ولكنه قام بالتدريب لدى مهندس معماري محلي يدعى جايمس هيكز ، ثم انتقل إلى لندن والتحق بكلية كينجز عام 1862 م .

حصل هاردي على جوائز من المعهد الملكي البريطاني للمهندسين بعدها ، وأظهر اهتماما كبيرا بالإصلاح الإجتماعي وأعمال جون ستيورات ميل ، وهي صديقة من دورست ، وكان هوراس مول سببا لقيامه بالإطلاع على أعمال كل من أوغست كومت وشارلز فوربي ، وبعد الإقامة في لندن لمدة 5 سنوات ، رجع هاردي إلى دورست ومكث في بولماوت ، فلم يشعر بالراحة في لندن بسبب انتشار الطبقية وقتها ، وكرس نفسه للكتابة عام 1870م ، والتقى هاردي بإيما لافينيا غيمفورد خلال أعمال ترميم كنيسة القديس جوليو في كورنوول ، وتزوجها في عام 1874م ، ثم انتقل مع زوجته إلى ماكس غايت عام 1885 م ، وهو عبارة منزل صممه هاردي وبناه شقيقه .

حصل هاردي على وسام ميريت عام 1910 م وتم ترشيحه لجائزة نوبل للآداب ، توفيت زوجته عام 1912م ، ولكنه تأثر بوفاتها على الرغم من التوتر الذي كان يسود العلاقة بينهما ، فكان يقوم بزيارة الأماكن التي تذكره بها وكتب بعض الأشعار التي تعبرعن مشاعره بعد وفاتها بين 1912 و1913 م ، ولكنه تزوج مجددا من سكرتيرته فلورنس ايميلي دوغلايد عام 1914م ، والتي كانت أصغر منه بحوالي 39 عام ، وتوفي في 11 يناير 1928م ، وأقيمت جنازته في دير وستمنستر ، ووضع رماده في نفس الدير بزاوية الشعراء.

قامت زوجته بنشر كتاب بعنوان “الحياة المبكرة لتوماس هاردي 1841-1891م ” ، والذي كان يتضمن العديد من الرسائل ، اليوميات والملاحظات وغيرها من المعلومات ، ثم صدرت سيرته الذاتية بعنوان “وداعا لكل شيء” ، وأصبح منزله ماكس غايت ملكا لمؤسسة التراث القومي .

أبرز رواياته

أول رواياته “الرجل البائس والسيدة النبيلة ” عام 1867م ولكنه لم يجد لها ناشر ، “العلاجات الميؤوس منها” عام 1871م ، “تحت الشجرة الخضراء” عام 1872م ، وتم نشرهما تحت اسم مجهول ، “زوج من العيون الزرقاء ” الذي تحكي علاقته بزوجته الأولى ، ” بعيدا عن الحشد الصاخب ” عام 1874م ، “عودة الموطن ” عام 1878م ، “إثنين من البرج” عام 1882م وغيرهم