من الشائع عن المهندس المدني مثلاً أنه يبذل جهداً بدنياً كبيراً، أما الطبيب فيقابل جميع أصناف الناس و هكذا لكل مهنة صفات عامة، لذا قبل أن تضع نفسك في مكان ربما لا ترغب أن تضع نفسك فيه حُقّ لك أن تعلم ما هي الصفات المميزة للعمل بهذا المكان، لذا أقدم لك أهم عشر صفات في مجال علوم الحاسب عشتها و تعايشت معها و التي ستقابلك حتماً إذا ما اقتحمت هذا المجال الجميل

  1. العمل المكتبي: قبل أن يكون الحاسب في هذه الأيام جهازاً لا غنى عنه في جميع المجالات فإنه بما لا يدع مجالاً للشك ستجلس إلى الحاسب دوماً في عملك، لا فكاك من هذه القاعدة، فإن الأعمال الحركية في مجال علوم الحاسب لها نسبة ضئيلة جداً مقارنة بالعمل المكتبي، و حتى نتائج هذه الأعمال لا بُد أن تذهب إلى الحاسب، فللطبيب سماعته و للمهندس مسطرته و لك حاسبك.
  2. تغيرات و تحديثات بصورة مهولة: من أكثر المجالات تغيراً و تحديثاً المجالات التقنية، لن تسلم بأي حال من الأحوال من هذه التحديثات. تعمل اليوم على نسخة لإحدى البرامج و غداً تستخدم نسخة أخرى مختلفة و ربما يأتي برنامج جديد بخصائص أفضل من برنامج الحالي فتفضل الإنتقال إلى الجديد، هذا شئٌ مُستمر دائم في هذا المجال.
  3. القراءة الكثيرة: و ماذا تتوقع مع هذا الكم الهائل من التغييرات و التحديثات؟ يجب أن تواكب التحديثات و إلا ستصبح ديناصوراً لن يستطيع أداء مهامه لأن التقنية قد سبقته في وقت يجب أن يكون هو قائد سفينة عمله!.
  4. العمل كفريق: العمل في مجال علوم الحاسب ليس عملاً فردياً بتاتاً، سواءً كان عملُك بحثياً أو تطبيقياً ستكون ضمن فريق ما لم تُخالف القواعد الإحترافية للعمل، و هذا عادة ما يفرق بين من يعمل في مجال علوم الحاسب كهاوٍ و من يحترف العمل، فغالب الهواة يعملون لوحدهم، و لكنك كمُحترف فلن تكون وحيداً.
  5. تركيز حتى الثمالة: إقترن شُرب القهوة بمجال علوم الحاسب، و خاصة مجال البرمجة، هل تدري ما هو السبب؟ سأخبرك أنك ببساطة يُطلب منك ربط عدد كبير من الأفكار و الأعمال المتشعبة و المتشابكة من مجالات مختلفة بصورة تُصبح صحيحة 100%، عقلك سيعمل كما لم يعمل من قبل و لكن لن تصل لدرجة الكمال هذه، فسيقبل الجميع نسبة 99.99% لا بأس بها.
  6. تحديات كبيرة: في عصرنا هذا أصبح كُل شئ يعمل بنظام حاسوبي، فخوارزميتك التي إدعيت صحتها رُبما تُستخدم في جهاز في غرفة العناية المركزة، أو أن يُستخدم برنامجك في منصة لإطلاق الصواريخ و بلا شك لن يُعجبك أن يهبط عليك صاروخ أُطلق إلى الفضاء – حفظك الله- فنتائج أعمالك لها آثار كبيرة تصنعُ تحديات و مسؤوليات كبيرة.
  7. موت المجال: هذا الحدث مما يؤرق الكثير من مُختصي مجال علوم الحاسب، و يحدث دائماً، أن يكون المجال الذي بذلت فيه جهدك و حياتك لا داعي له بعد الآن، مثلاً إذا تم إكتشاف نظام يؤدي دور المبرمج فما هي نسبة موت مجال العمل بالنسبة للمبرمجين؟ لكن لا تقلق، عادة من يُحافظ على القراءة و الإطلاع يُحول تخصصه إلى مجال قريب ببعض القراءة و كثير من المواكبة للتطورات و لن يُعاني إلا من يُدعى بـ “الديناصور”.
  8. الطوارئ: مثلُك مثلُ الطبيب. تُستدعى أو تُجبرك الحاجة إلى أداء الأعمال خارج أوقات العمل، مثالُ ذلك أن تكُن الأنظمة التي تعمل عليها توقفت لسبب ما ليلاً، و هي أنظمة حرجة يجب أن تعمل صباحاً، أذكرُ إحدى الشركات المتوسطة كان توقف النظام لمدة ساعة يؤدي إلى خسارتها آلاف الدولارات، أفلا تتوقع أن تعمل كطبيب طورئ في هذه الحالة؟ و على ذلك قس.
  9. المهام المزدوجة: بلا شك أنك تستطيع أن تؤدي مهمة واحدة في اللحظة الواحدة، و لكن لن تكون في قائمة مهامك مهمة وحيدة إطلاقاً، و لا تتوقع أن عدم إكمالك لمهمة يعني أن المهمة الأُخرى تنتظر، كثيراً ما ستعمل على أكثر من مهمة، ربما خمس أو ست في نفس الوقت و لم تُكمل أياً منهم، و ذلك وفقاً لمُتضى العمل و تحديثات العمل و إدارتك لمهامك و طلبات مدرائك أيضاً.
  10. طلبات خارج التخصص: من الأشياء المرحة، و لكن لا أدري لماذا كثيرٌ من الناس يتضايق من ذلك، تأتيك تلك الطلبات من قبل المعارف و الأصدقاء ربما، إذا كُنت محللاً للنظم يطلبُ منك شخصٌ ما تحميل نظام الويندوز بما أنك قد درستَ علوم الحاسب، فهو لا يعلم عن هذه التخصصات! و لكن ما أقوله لك و أنصحك به إن وضعك خطاك في هذا المجال أن لا تغضب و لا تترفع على أحد، إن إستطعت فافعل و إن لم تستطع فاعتذر بلباقة، فإن الله قد وهبك علماً و لم يهب سائلك فلا تُسيء شُكر هذه النعمة.