سنتعرف اليوم على واحدة من قصص النجاح الكثيرة لأشهر الشركات والماركات العالمية ، ولكن هذه المرة ، هي ليست قصة عادية ، بل قصة كفاح طويل وشاق لرجل عصامي ، اثبت للعالم كله بأن ليس هناك مستحيلا عند التحدي والإصرار على تحقيق الهدف المنشود ، هذا الرجل عاش بداية حياته في فقر معدم ، ومع ذلك استطاع أن يكون من أشهر المليارديارت في العالم ، من نتحدث عنه اليوم هو مصمم الأزياء العالمي ” رالف لورين Ralf Lauren ” الذي بنى لاسمه امبراطورية تتحاكى بها الأجيال ، واصبحت تصاميمه يرتديها كبار المشاهير من مختلف انحاء العالم . فمن هو رالف لورين ؟ وما هي قصة نجاحه ؟ ستجدون الإجابة في مقالنا أدناه .

نشأته
رالف ليفشيتشز ، أمريكي الجنسية ، ولد في عام 1939 في حي برونكس بولاية نيويورك  ، ينتمي لعائلة فقيرة ، فوالده كان يعمل صباغا ، وكانت عائلته مكونة من أربعة أولاد كان رالف أصغرهم .
عاش رالف لورين طفولة تعيسة إلى حد ما حيث كان محط سخرية زملائه وذلك يعود لاسم عائلته الذي كان الأطفال دائما ما يسخرون من اسمه ، فقرر هو وأخوه تغيير اسم عائلته ليصبح لورين بدلا من ليفشيتشز . كان لورين مولعا بالموضة والملابس ، منذ أن كان صغيرا ، حيث كان يعمل بعد المدرسة وهو في سن الثانية عشر ليوفر نقودا لشراء الملابس الجديدة ، وكان يهتم دائما في شراء الملابس ذات الجودة العالية ولهذا كان يدخر الكثير من المال من جراء عمله حتى يتمكن من شرائها ، وكان في هذا محط جذب زملائه وجيرانه في الحي .

تعلم رالف لورين في أكاديمية سالنتر ، ثم انتقل بعد ذلك إلى أكاديمية ام تي ايه في نيوورك ، وكان في ذلك الوقت يبيع لزملائه الطلاب ربطات العنق ، وعند وصوله إلى الثانوية العامة في عام 1955 انتقل إلى مدرسة ديويت كلينتون وتخرج منها في عام 1957 وطلب حينذاك أن يكتب تحت صورته في كتاب السنة ” اريد أن أصبح مليونيرا ” ومن هنا بدأت قصة كفاحه للوصول إلى هدفه في أن يصبح مليونيرا .

تخرج لورين من معهد باروش في نيويورك بعد تخصصه لإدارة الأعمال ، وكان في ذات الوقت يعمل بائعا في محلات بروكس براذرز للألبسة ، إلا أنه ترك الدراسة بعد عامين واستمر العمل في محل الملابس حتى عام 1962 ، ثم خدم في الجيش المريكي لمدة عامين .

قصة نجاحه
بعد إنهاء خدمته في الجيش ، انتقل للعمل في شركة ريفيتز للزياء ، التي كانت انطلاقته الأولى في عالم تصيمم الأزياء ، حيث كانت اولى تصميماته هي ربطات العنق ، فكان يقضي طيلة الليل وهو يقوم بتصميم ربطات العنق باحترافية عالية ، إلا أنه قوبلت تصميماته بالرفض من جانب المستثمرين في بداية الأمر .

وفي عام 1967 ، اتفق أخيرا مع شركة بو بروميل على تصميم ربطات العنق للشركة ، وفي تلك الفترة كانت قد درجت موضة ربطات لعنق ذات اللون الداكن ، إلا أن لورين أراد أن يرسم خطا خاصا بتصميماته ، فأحدث ثورة في عالم رطبات العنق ، وبدأ بتصميم عددا كبيرا من الكرافتات بألوان مزركشة وفاتحة ، مما أثارت إعجاب الكثير من الزبائن ، حيث كان يجني أرباحا من جرائها مابين 12 – 15 دولارا أمريكيا بينما ربطات العنق التقليدية التي كانت تباع بالأسواق كانت تباع فقط بخمسة دولارات .

بعد زواجه من ” ريكي لوبير ” ، أسس أول شركة له للأزياء ، وهي ” شركة بولو للأزياء ” وذلك بالمال الذي كان يجنيه من جراء بيع ربطات العنق مع بعض من القروض المالية من البنوك وبمساعدة شقيقه ، وقد اختار لورين شعارا للشركة على شكل رجل يلعب بولو على الحصان ، وقد اختار هذا الشعار واسم الشركة لأن لعبة البولو كانت خاصة بالملوك وكانت لعبة عالمية ومشهورة آنذاك .

بدا لورين توسعاته في التصميم ن فاتفق مع متاجر ” بلومنغديل ” لتقوم ببيع منتجاته من ربطات العنق ، ولكن الشركة اشترطت بألا يضع علامته التجارية ” بولو رالف لورين ” على ربطات العنق ، إلا أنه رفض العرض تماما وكاد أن يبحث عن شركة أخرى لبيع منتجاته ولكن الشركة مالبثت أن وافقت على شروطه بعد أن عرفت نجاح مبيعات ربطات العنق التي يصممها لورين .

وفي عام 1968 بدأ لورين في توسعة مصنعه ، ليصبح خط تصنيع للألبسة الرجالية ، وكانت تتميز تصاميمها مابين الطابع البريطاني والامريكي الكلاسيكي ، ونجح لورين في بيع منتجاته وأصبح لديه زبائن كثيرة تتهافت على منتجاته .

وفي عام 1971 ، بدأ لورين في تصميم أول خط تصنيع للألبسة النسائية ، ونتيجة للتوسعات التي يعملها لورين قرر دخول مجال البيع بالتجزئة ، وفي نهاية عام 1971 ، قام بافتتاح أول محل لبيع الملابس في بيفرلي هيلز ، وقد حقق المحل نجاحا باهرا ، مما خوله لتوسعة أعماله فأسس العديد من المحلات التجارية الخاصة به في الولايات المتحدة.

الشهرة
دخل رالف لورين إلى عالم الشهرة من أوسع أبوابه في بداية عام 1973 ، حيث قام بتصميم أزياء أبطال فيلم ” ذي غريت غاتسبي ” وقد أعجب بها المشاهير وملايين المشاهدين .

بعد النجاح الباهر الذي حققه رالف لورين بعد تصميمه أزياء أبطال الفيلم ، قرر توسعة نشاطاته فبدأ بتصنيع النظارات في عام 1974 ، ثم بعد ذلك انتقل غلى تصنيع العطور في عام 1978 ، وبدأ في إنتاج ملابس الأطفال في عام 1981 ثم تصنيع الأحذية في عام 1982 .

 قام رالف لورين بشراء منزل المصورين الأمريكيين ادغار دي ايفيا وروبرت دينينغ في عام 1984 ، ليحوله إلى متجر رئيسي لأزياء بولو رالف لورين ، وقد صور دي ايفيا المنزل ونشرت في مجلة هاوس اند غاردن ، مما زاد من شهرة لورين وانتشار تصاميمه بشكل واسع .

ولم يكتفي لورين إلى هذا الحد من النجاح ، فليضمن الاستمرارية والمنافسة خاصة بعد ظهور الكثير من العلامات التجارية ذات الشهرة العالية وخاصة دار ارماني التي ظهرت في التسعينيات ، مما جعله يتنوع أكثر في خط إنتاجه ، فقرر تصنيع التيشرتات والقمصان الرجالية ، كما بدأ أيضا في تصنيع المجوهرات والساعات والملابس الجلدية . ثم انطلق بعد ذلك بإصدار خط إنتاج جديد وهو اكسسوارات ومستلزمات المنزل كالمناشف والأثاث وغيرها .

وقد تم إدراج الشركة في سوق نيويورك للأوراق المالية في عام 1994 ، وطرحت أسهمها للاكتتاب العام في سنة 1997 ، واصبحت اليوم امبراطورية رالف لورين مكونة من 200 مصنع وأكثر من 420 متجرا موزعين في أنحاء العالم .

الجوائز والتكريمات :
حصل رالف لورين على العديد من الجوائز والتكريمات بسبب نجاحاته المتواصلة ، حيث حصل على ثمان جوائز من منظمة كوتي ، وتم إدخاله في رواق كوتي للمشاهير في عام 1986 ، وحصل على جائزة أفضل إنجاز فيي الحاية من اتحاد مصممي الأزياء في الولايات المتحدة في عام 1992 ، واننتخب ليكون مصمم سنة 1996 في الاتحاد .

حياته الخاصة :
لدى رالف لورين ولدان وابنة واحدة ، اندرو ولد في عام 1969 يعمل الآن في إنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ، ديفيد 1979 ، يعمل في الإدارة التنفيذية لشركة بولو رالف لورين ، ودايلان 1974 تمتلك متجرا للحلويات في مانهاتن .