حرب أكتوبر هي معركة دارت بين مصر وسوريا من جانب والعدو الإسرائيلي من جانب أخر لتحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1976م ورد الكرامة العربية بعد الهزيمة التي لحقت بالجيشين في عام 1976 .

تحديد موعد الحرب

دارت المعركة في يوم السبت الموافق السادس من أكتوبر / العاشر من شهر رمضان المبارك عام 1973م ، وقد بدأت الجيوش العربية في التحرك في الساعة الثانية الظهر ، وربما يكون موعد المعركة هو أحد أسباب النصر ، حيث أن أجهزة مخابرات العدو الإسرائيلي المحتل ، لم تكن تتوقع أن تقوم الجيوش العربية بأي تحرك لاستعادة أراضيها في تلك الفترة .

حيث أن الجنود كانوا صائمون وقد تم الهجوم في نهار رمضان ، كما سبق العبور أيضًا خطة خداع استيراتيجي طويلة المدى ، جعلت العدو يشعر بالاطمئنان  وخاصة أنهم كانوا يحتفلون في هذا الوقت بعيد الغفران اليهودي .

أسطورة خط بارليف

وكانت أول العقبات التي واجهها الجيش المصري وكان عليه أن يجد حلول لها قبل المعركة هي مشكلة خط بارليف والساتر الترابي ، والذي أنشأته اسرائيل على طول ساحل قناة السويس من جانب سيناء ، للمنع عبور الجنود إلى داخل سيناء .

وكان خط بارليف يتكون من مجموعة من النقط الحصينة ، وتم تغطيتها بالكامل بساتر ترابي ضخم يصل ارتفاعه لأكثر من 20 متر ليجعل من الصعب على الجنود الوصول إلى الساحل الشرقي للقناة بدون أن ترصدهم قوات العدو الغاشم ، بل إن العدو قد روج في العالم أجمع أن خط بارليف هو أقوى حصن دفاعي تم إنشاؤه في العصر الحديث .

كما قام العدو أيضًا بنشر مجموعة كاملة من الأنابيب المجهزة لصب النابالم فوق سطح قناة السويس بأكملها في حالة محاولة أي قوات مصرية عبور القناة .

التغلب على العقبات قبل المعركة

ولأن التجهيز الجيد كان ضروري حتى لا تتكرر الهزيمة ، فقد قامت القيادات المصرية والسورية بدراسة جميع العقبات التي قد تمنع الفوز في المعركة ومحاولة التغلب عليها بدون أن يشعر العدو ، فاستطاعت المخابرات العامة المصرية أن تتوصل لخرائط دقيقة تشرح أماكن أنابيب النابالم الموجودة أسفل سطح القناة ، وقد تمكن مجمعة من الغواصين من سد تلك الفتحات قبل العبور مباشرة .

كما استطاع مجموعة من المهندسين المصرين التوصل لفكرة للتخلص من الساتر الترابي بسرعة لم يكن العدو يتخيلها ، فاقترح المهندس باقي زكي يوسف على قيادة الجيش المصري أن يستخدموا مضخات كبيرة لضخ الماء من قناة السويس نحو الساتر الترابي تمهيدًا للعبور إلى الجانب الشرقي من القناة .

وبعد أن لاقت الفكرة استحسان القيادة العامة ، بدئوا في جلب مضخات المياه ، وقد روجت القيادة في وسائل الإعلام أن هناك خطة لاستصلاح الأراضي الصحراوية في مصر .

عبور قناة السويس

في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر ، بدأت الطائرات المصرية والسورية أولًا في ضرب دفاعات العدو الإسرائيلي ، وقد استطاع سلاح الجو المصري ، تدمير معظم النقاط الحصينة الموجودة داخل خط بارليف في تلك الضربة .

بعد الضربة الجوية قام الجنود بعبور قناة السويس ، وقامت المجموعة الأولى من الجنود باستخدام مضخات المياه لإزالة الساتر الترابي ، الذي انهار بالكامل في وقت قياسي ، ثم بدأت المجموعات الأخرى في العبور تباعًا واستطاعت أن تسيطر على معظم سيناء في ست ساعات فقط وهو زمن قياسي في تاريخ المعارك .

وعلى الجانب السوري كانت الدبابات السورية قد توغلت إلى منتصف منطقة الجولان تقريبًا ، قبل أن يستطيع العدو حشد قواته لمواجهة الهجمة العربية مما اضطر القوات السورية للتراجع .

نتائج حرب أكتوب

كانت حرب أكتوبر بمثابة ضربة قوية للعدو الإسرائيلي الذي روج لسنوات أنه جيش لا يقهر ، فكان من أهم إنجازات تلك المعركة أنها قضت على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم ، واستعادة القوات العربية كرامتها وثقتها في قدراتها مرة أخرى ، وكان من أهم نتائج حرب أكتوبر أن استعادت مصر معظم أراضيها التي احتلتها اسرائيل في عام 1976م ، كما استعادت سوريا جزء من أراضيها المحتلة .

الدروس المستفادة من المعركة

من أهم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر هي أهمية التعاون ، فلولا المساعدات الكبيرة التي قدمتها الدول العربية لمصر وسوريا في تلك المعركة ، فلما استطاعت مصر أو سوريا استكمال المعركة أو الضغط على إسرائيل لوقف القتال .

وأيضًا فإن من أهم الدروس التي استفادتها الشعوب العربية من تلك المعركة هي أهمية التخطيط والإعداد الجيد للمعركة ثم التوكل على الله ، فضعف التخطيط والإعداد كان هو السبب الرئيسي في هزيمة 76 ، أما التخطيط الطويل والدقيق ثم التوكل على الله فإنه مفتاح النصر .