حرب أكتوبر المجيدة أو انتصار العاشر من رمضان ، هي حرب قام بها الجيش المصري والجيش العربي السوري لاسترداد الأراضي العربية التي احتلتها اسرائيل في عام 1976م .

كانت هزيمة 76 بمثابة ضربة قاسية للجيوش العربية ، فقد بدأ النزاع العربي الإسرائيلي منذ عام 1948م منذ إعلان قيام اسرائيل على أراضي الدولة الفلسطينية ، وقد استمرت اسرائيل في ارتكاب المذابح ضد الفلسطينين والعرب ، وقد وصل هذا الصراع زروته في عام 12 مايو 1976 عندما هددت اسرائيل بشن هجوم على دولة سوريا لأنها تدعم الفدائيين الفلسطينيين ، كما أنها ارتكبت عدد كبير من المجازر ضد الفلسطينين .

فكان من القوات المصرية والسورية ووفقًا لاتفاقية الدفاع المشترك بين الدولتين أن قامت بإعلان التعبئة العامة واستدعاء القوات المسلحة للدولتين ، وقام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بإعلان إغلاق مضيق تيران وخليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية ، وقد أعلنت اسرائيل أن هذا يعد اعتداء عليها .

وقد تسارعت الأحداث والتوترات في تلك الفترة حتى يوم 5 يونيو 1967م الذي شنت فيه اسرائيل على سيناء المصرية والضفة الغربية والقدس الشرقية وهضبة الجولان السورية ، ولأن القوات العربية لم تكن مستعدة ومجهزة جيدًا فقد استطاعت القوات الإسرائيلية أن تهزم الجيوش العربية في معركة أطلقت عليها اسم حرب الأيام الستة .

حرب الاستنزاف

كان وقع الهزيمة قاسيًا على الشعوب العربية بأكملها وخاصة أن القوات العربية قد انهزمت دون مقاومة تذكر بعد أن استطاعت اسرائيل أن تباغت مصر وسوريا والأردن وتدمر دفاعتهم الجوية بالكامل ، ولكن كان على الجيوش المهزومة أن تنهض من كبوتها وتتحمل مسئوليتها وتعيد بناء نفسها لتسترد كرامتها .

وبالفعل حدثت تغيرات جوهرية في الجيوش العربية ، فكان من أهم الأحداث التي تلت الهزيمة انتحار وزير الدفاع المصري والقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر في يوم 19 يوليو 1967م ، فتم تعيين شمس بدران كوزير مؤقت للحربية في مصر ، ولكنه لم يستمر طويلًا حيث تم اختيار الفريق أول محمد فوزي ليتولى تلك المسئولية الكبرى في عام 1968م .

على الفور قام الفريق محمد فوزي باستدعاء جميع القوات الاحتياط إلى التجنيد مرة أخرى ، وبدأ في بناء حائط الصواريخ ، كما يعود له الفضل في إدارة حرب الاستنزاف بكفاءة ، وهي الحرب التي بدأت بعد الهزيمة وكان الهدف منها هو استنزاف قوة العدو الإسرائيلي من خلال عمليات نوعية صغيرة ولكن مؤثرة حتى ينتهي بناء حائط الصواريخ ، ويكون الجيش مستعد لشن حرب شاملة ضد العدو .

خطة الخداع الاستيراتيجي

كان الرئيس جمال عبد الناصر قد توفي في عام 1970م ، وتولى من بعده الرئيس محمد أنور السادات رئاسة مصر ، ومنذ اليوم لوصوله بدأت الجماهير المصرية والعربية تطالب بشن حرب ضد اسرائيل لرد الكرامة العربية  وانهاء الفترة التي أطلق عليها “اللاسلم واللاحرب “، ولكن الرئيس السادات والذي عرف عنه الدهاء قرر أن ينفذ خطة خداع استيراجي محكمة لتضليل العدو ، فقام بعمل اجتماع مع المشير أحمد اسماعيل الذي كان قد تولى وزارة الدفاع عام 1972م ومجموعة من كبار القادة وأخبرهم بأن اسرائيل بسبب تفقها التكنولوجي تستطيع رصد تحركات الجيش وأنه يجب خداعهم من خلال وضع خطة محكمة استعدادًا للحرب .

فكان يتم الإعلان عن قرب الحرب ويتم استدعاء الجنود إلى جبهة القتال ولكن كان يذلك ينتهي سريعًا حتى اعتقد الجميع بمن فيهم جهاز الموساد الإسرائيلي وحتى الشعوب العربية أن قرار الحرب لن يأتي أبدًا ، كما تم نشر أخبار عبر وسائل الإعلام المحلية عن سوء الوضع الاقتصادي المصري وتم ترويج فكرة أن مصر لا تستطيع خوض أي حروب في ظل تلك الظروف .

كما أعلنت حالة التأهب القصوى في المطارات المصرية عدة مرات ، كما أجريت عدة مناورات ، وكانت القيادة تحرص على وصول تلك المعلومات إلى الموساد الإسرائيلي ، وقد تم عقد اجتماع بين القادة المصريين وقادة الجيش العربي السوري في شهر أغسطس عام 1973م ولكنهم جميعًا حضروا بملابس مدنية ، ليبدوا أنهم أتوا إلى مصر في نزهة ، كما تم السماح لمجموعة من القادة المصريين بالذهاب لأداء فريضة العمرة في شهر رمضان المبارك .

وفي صباح يوم السادس من أكتوبر عام 1973م وهو اليوم المحدد للحرب كان الجنود في حالة استرخاء تام ، وكان هذا اليوم يوافق عيد الغفران لدى اليهود فانشغلوا باحتفالاتهم واستبعدوا أن يكون هذا اليوم هو المحدد للحرب .

عبور القناة في أكتوبر 1973

وفي يوم السبت السادس من أكتوبر عام 1973  م والموافق يوم العاشر من شهر رمضان المبارك ، وفي الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت القاهرة ، بدأت كل من القوات المصرية والقوات السورية بالتحرك لاستعادة الأراضي المحتلة ، وتمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس بأقل الخسائر ، وتوغلت داخل سيناء لمسافة 20 كم شرق قناة السويس .

وعلى الجبهة السورية توغلت القوات السورية داخل أراضي هضبة الجولان ، ولكن وبسبب خطأ في حساب وقت إعادة التعبئة الخاص بالجيش الإسرائيلي وسرعة الدبابات الإسرائيلية التي تفوق سرعة الدبابات السورية ، قام الجيش السوري بالانسحاب مرة أخرى من الجولان .

وفي الأيام الأولى للحرب استطاعت القوات المصرية تحقيق انتصار كبير ، حيث قامت بتدمير جميع النقط الحصينة داخل خط بارليف الذي أنشأته اسرائيل على طول ساحل قناة السويس لمنع القوات المصرية من عبور سيناء وأحكمت سيطرتها على الأرض حتى منطقة الجبال الاستيراتيجية في سيناء .

دور الدول العربية في حرب أكتوبر

ساهمت الدول العربية في حرب أكتوبر المجيدة بعدة طرق أولها كانت المملكة العربية السعودية والتي قررت قطع امدادات النفط عن بعض الدول التي تساند إسرائيل في الحرب وأولها الولايات المتحدة الأمريكية ، مما ساهم بشكل كبير في الضغط على الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على وقف العدوان كما أمدت مصر بمساعدات عسكرية لتتمكن من استكمال الحرب .

كما ساهمت دولة العراق بإرسال إمدادات عسكرية وطائرات ، كما ترجح بعض المصادر مشاركة عدد من الطيارين العرب مع القوات الجوية المصرية ، كما شاركت مجموعة من القوات الأردنية والمغربية على الجبهة السورية ، وساهمت أيضًا بعض الدول بإمدادات عسكرية منها ليبيا والإمارات العربية المتحدة والكويت .

نتائج الحرب

كان لحرب أكتوبر نتائج كبيرة بالرغم من عدم استرداد العربية التي تم احتلالها في عام 1967 م بالكامل ، ولكن من نتائجها :

استرداد مصر لقناة السويس وأجزاء كبيرة من سيناء .
استرداد سوريا لمدينة القنيطرة .
استعادة الشعوب العربية الشعور بالكرامة والقضاء على أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر .