علم النحو هو أحد أهم العلوم الشائعة بين دارسين اللغة العربية ، و هو علم يعد صعب إلى حدا ما دراسته لأنه يختص بقواعد هذه اللغة ، كما أنه يعتمد عليه في فهمها و ترتيب جملها بطريقة صحيحة.

علم النحو العربي

علم النحو هو أحد أهم العلوم الموجودة باللغة العربية ، ذلك العلم الذي يتم من خلاله تنظيم قواعد اللغة و فهمها ، و على الرغم من أن البعض يظن أن هذا العلم هو أحد العلوم الصعبة إلا أنه ليس كذلك ، فهو يعتمد على بعض القواعد اللغوية التي تسهل الدراسة و الفهم.

سبب تسمية النحو بهذا الاسم

أما عن السر في تسمية النحو بهذا الاسم ، فهو لأننا ننحو محنى العرب في كلامهم ، و المعنى من هذه الجملة هو اننا نتبع الطريقة التي تكلموا بها و نقلدهم ، و يعمل النحو على البحث في طريقة تكوين الجمل و قواعد الإعراب ، هذا بالإضافة إلى أنه يهتم ببعض الأمور الأخرى ، و التي تشمل معاني بعض الكلمات و الحروف و أسباب تقديمها و تأخيرها و غيرها ، أما عن السبب الأسمى في العمل على الحفاظ على هذا العلم ، فهو إجادة قراءة القرآن الكريم الذي أنزل من رب العالمين باللغة العربية.

نشأة علم النحو

بعد أن انتشرت الفتوحات الإسلامية في العصر الأموي على وجه التحديد ، كانت اللغة العربية هي اللغة الأولى بالنسبة للشعوب الإسلامية ، وقتها ظهرت العديد من الألسن المختلفة و التي جعلت اللغة العربية تبدو ضعيفة أو مختلطة ، و هنا كان من الضروري البحث في قواعد علوم اللغة و وضع قواعد لها ، حتى يتمكن غير العرب من قراءة القرآن و التعرف على السنة النبوية المشرفة ، فكان هناك ضرورة لضبط عدد من الكلمات ، و هنا كان على أبو الأسود الدؤلي وضع طريقة فريدة يتم بها ضبط الكلمات ، تعمل على وضع نقاط فوق الأحرف يدل بها على الفتح و أخرى تحت الأحرف ليدل بها على الكسرة و هكذا ، كذلك عمل على وضع التنوين و علامات السكون و غيرها ، حتى يتمكن القارئ من قراءة اللغة العربية بالطريقة الصحيحة.

واضع علم النحو

هناك العديد من الدراسات التي تقول أن واضع علم النحو لأول مرة كان الخليل بن أحمد الفراهيدي ، في حين أن البعض قالوا أنه كان علي بن أبي طالب و قيل أيضا أنه سيبويه ، و لكن الرواية الأنسب أن واضع علم النحو هو أبو الأسود الدؤلي ، ذلك الرجل الذي قيل عنه أنه في يوم ما مر بأحد قراء القرآن الكريم ، وقتها سمعه و قد اختل المعنى نتيجة اختلال نطق الكلمات ، فشعر أنه من الواجب وضع طرق يحتذى بها في قراءة اللغة العربية تمنع هذا الخلل ، و وضع قواعد ثابتة يحتذى بها في دراسة اللغة العربية ، و بعد ذلك تولى العلماء على دراسة اللغة العربية ، و درس و تعلم النحو و تجويده في القرن الثاني من الهجرة ، و قد عمل العديد من العلماء على ترتيب قواعد علم النحو ، فكان من أشهرهم سيبويه صاحب الأصل الفارسي.

أبو الأسود الدؤلي

هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني ، و هو أحد الفقهاء و الشعراء في العالم العربي ، و قد عرف عنه أنه أهم من وضع قواعد لعلم النحو في اللغة العربية ، و كان أول من شكل أحرف المصحف في القرآن الكريم ، و ذلك عن طريق الاعتماد على النقاط و التشكيل ، و قد ولد أبو الأسود الدؤلي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، و على الرغم من إيمانه بالدين الإسلامي ، إلا أنه لم تتسنى له الفرصة بمقابلة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، لذلك قيل عنه أنه من التابعين و لكنه كان من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقد كان أميرا على ولاية البصرة و له العديد من المواقف التاريخية الهامة ، كان من أهمها واقعة صفين و الجمل و كذلك كان من أهم من شاركوا في محاربة الخوارج.