يعتبر علم النحو من أهم ما يميز اللغة العربية ويسمى بعلم الإعراب ، كما يعرف من خلاله ضعف أو صحة التراكيب في اللغة العربية، كما يمكن من خلاله معرفة تركيب الألفاظ مما يساعد بشكل كبير في القدرة على الفهم ومن خلاله يمكنك تجنب جميع الأخطاء في التأليف .

علم النحو والإلمام باللغة العربية

يرى الكثير من علماء اللغة العربية ومنهم ابن جني في مؤلفه الذي سماه بالخصائص ، أن علم النحو هو أسلوب المحاكاة لجميع العرب في طريقة كلامهم ، ويتمكن من خلاله الكاتب تمكين المعربين في الوصول للمرتبة العربية كما يساعد على تجنب اللحن وسلامة اللغة العربية المتحدث بها .

نشأة وبداية علم النحو

عند بداية الفتح الإسلامي وزيادة الفتوحات في العصر الأموي وأصبحت للغة العربية مكانة كبيرة عند مختلف الشعوب ، وقد ظهر الخطأ واللحن عند المسلمين، وقد اختلطت الشعوب ببعضها وكان من الأهداف الرئيسية هو الحفاظ على القرآن الكريم والسنة النبوية ، ولكن تم ضبط جميع كلمات القرآن على يد أبو الأسود الدؤلي وكان يتم وضع نقط مخالفة للون الكتابة الموجودة من أعلى الحرف.

ومن خلاله يتم وضع نقطة أعلى الحرف ليدل على الفتحة و نقطة من أسفل الحرف للدلالة على الكسرة والنقطة الموجودة على شمال الحرف تدل على الضمة ، ونقطتين من فوق أو عن شمال أو أسفل الحرف للدلالة على التنوين ، وعند ترك الحرف خاليا من النقاط يدل ذلك على السكون .

وبذلك النظام المحكم أصبح أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع قواعد علم النحو ، وقد قيل في ذلك بأن الخليل الفراهيدي هو من وضعه وقيل أيضا سيبويه وقيل بأن الإمام علي بن أبي طالب هو من أرسى قواعد علم النحو .

وقيل عن أسباب نشأة هذا العلم بأن أحد السلف كان يقرأ الآية الكريمة ” إن الله برئ من المشركين ورسوله” وعند مرور الدؤلي سمعه يقرأ رسوله مجرورة ، وبذلك يكون عطف الرسول الكريم في تلك الكلمة على المشركين واختلف المعنى الحقيقي لتلك الآية .

مع أن كلمة رسوله في الآية السابقة كانت مبتدأ مرفوع جملة محذوفة تقديرا لأن المحل المقصود له ورسوله كذلك أيضا ، وعندما سمع ذلك أصبح على علم تام بأن اللغة العربية في خطر فذهب للإمام على وشاوره في ذلك ، فكتب الإمام علي بعد تناوله رقعة ( بسم الله الرحمن الرحيم) الكلام اسم وفعل وحرف ووضح جميع الفروقات بينهما، وأرسى عدد من القواعد المهمة للغة العربية .

وقد قام جميع العلماء مع بداية القرن الثاني بالحفاظ على جميع القواعد النحوية ولن يكل جهدا عن ذلك ولكن يعتبر العالم سيبويه أيضا من أكثر العلماء ، الذين وضع قواعد علم النحو وقد أبدع في ترتيب جميع ما يتعلق بتلك القواعد .

أهداف علم النحو

يهدف علم النحو إلى هدفين رئيسيين وهما التعمق في جميع علوم الشرع كما يمكن منه أن تتعلم جميع العلوم

التعمق في علوم الشرع

حيث يمكن منه أن تتعلم وتفهم جميع الأحاديث النبوية الشريفة ، وكذلك جميع الآيات القرآنية في الكتاب العزيز وذلك كله من خلال تمكنك في هذا العلم كما ستفهم جميع العلوم المرتبطة بالشرع ، وكذلك ستعرف علم الفقه وأصوله ، ومعرفة سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

وكذلك فهم ودراسة القرآن الكريم وكذلك معرفة الصحابة وتعلم جميع المعاملات الدنيوية و تعمقك في كل تلك العلوم سيعتمد بصورة كبيرة على تعلم علم النحو ، ومن خلاله سيتسع أفقك كثيرا وتبحر به كوسيلة للاستمتاع بجميع فروع اللغة العربية وفروعها المتنوعة .

تعلم جميع العلوم

حيث يعتبر علم النحو وسيلة مهمة للغاية فلا يمكنك الاستغناء عنه حتى تدرس العلوم الأخرى وتبلغ مستوى متقدم من العلى بها ، فمن يجهل بعلم النحو يفتقر في اللغة العربية وفروع العلم ، أما من بلغ درجة علمية متقدمة في النحو فقد علا قدره لنفسه وعلمه فيقال عن هذا العلم على لسان الفقيه الشافعي من تمكن في علم النحو فقد تعرف على جميع العلوم .

علماء علم النحو

أبو الأسود الدوالي

طالم بن عمرو بن سفيان الدوالي الكناني المتوفى سنة 69 هـ. اشتهر بالبلاغة ، واتفق المؤرخون واللغويون بالإجماع على أنه كان أول من وضع علم القواعد.

خليل بن أحمد الفراهيدي

توفي سنة 170 هـ من بين أئمة اللغة والأدب ، ومؤلف علم العروض  وقيل أنه اجتاز صفارات وأخذه من إيقاع المطارق ، عمل على قراءة قصائد العرب ، ودرس الإيقاع والأنظمة ، ثم رتب هذه الآيات حسب نغماتهم ، وجمع كل المجموعات المتشابهة ووضعها معا ، حتى تمكن من التحكم في أوزان خمسة عشر بحرا.

سيبوبه

عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البصري المتوفى سنة 180 هـ. ساد أهل عصره في اللغة  ، وله كتاب “العظيم” ، أو كما يعرف بـ “كتاب الصباوية” ومات في الثلاثينات من عمره.

المؤلفات النحوية القديمة

فهناك عدد كبير من المؤلفات النحوية القديمة وهي تناولت بدرجة كبيرة علوم النحو منها الأتي.

  1. شرح ابن عقيل
  2. شرح قطر الندى لابن هشام
  3. شرح التصريح على التوضيح للأزهري
  4. أوضح المسالك لابن هشام

مؤلفات ومراجع نحوية حديثة

  1. معاني النحو للدكتور فاضل السامرائي
  2. النحو الواضح للأستاذين مصطفي أمين وعلي الجارم
  3. النحو الوافي للأستاذ عباس حسن
  4. جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني

معلومات عن علم النحو

يعد علم النحو ضروريا للغاية في اللغة العربية فهو ليس تكليفا أو شيئا هامشيا كما يكون مفهوما ، عند بعض الناس فهو ليس تزينا ويعد الفهم ذلك يضعف مفهوم جميع اللغات ولا يتفق مع العلم فجميع اللغات المنتشرة في مختلف العصور ، له قواعدها وأصولها الثابتة التي تحكمها .

وقواعد علم النحو فهي ليست شيئا جديد ومختلف عما هو موجود في اللغات الأخرى ، فجميع الأمم له قواعد في لغتها تنظمها والجدير بالذكر على جميع علماء اللغة العربية في الوقت الحالي ، عدم ترك قواعد لغتهم بل عليهم الافتخار بها وأن يعلموا جيدا بأن تلك القواعد هي من تعمل على تحسين لغتهم وقوتها وعدم ركاكته ، مما قد يكبد الأمة خسائر كبيرة مستقبلا يصعب تعافيها سريعا.

بل على الجميع العلم بأن القواعد النحوية ليس من قبل الشكليات أو المهمشات التي يمكنهم الاستغناء عنها بل عليهم الاهتمام بها ، وتمعن مواضيعها بشيء من التفصيل والنحو هو طريقة الإشباع والكمال في اللغة العربية بل يمكننا طرح عدد من الأمثلة العملية التي توضح أهمية علم النحو .

مميزات علم النحو

  • يعمل علم النحو على عدم تكرار الكلمات في اللغة العربية والبعد عن الاختزال في اللغة .
  • الاستفهام فيها هو من ضمن ما يغلب دائما في النفس البشرية ، وعلامات الاستفهام لا يمكن الاستغناء عنها في مختلف حياتنا اليومية
  • فالفاعل هو من ينسب الفاعل الحقيقي لمن قام بتلك الأعمال
  • التوكيد هو من يعمل على تأكيد ما جاءت به الكلمات والثقة فيها ويعمل على بث الثقة في النفس لجميع الألفاظ التي تم التحدث بها
  • أما عن الفعل فهو يقوم بوصف تفصيلي لجميع الأمور التي يطرأ عليها كل ما هو جديد وارتباطها بالأوقات الزمنية
  • أما عن الاسم فقد فرضته الضرورة على نحو لا يمكننا الاستغناء عنه، فجميع الناس دون الاسم لا يتمكن من التعرف على دلالة الألفاظ.