يمتلك الشخص الطبيعي حوالي 70 ألف فكرة في اليوم، من بينها الكثير من الأفكار النافعة والمفيدة مثل إتخاذ القرارات والتنظيم والتخطيط، وتنفيذ المهام اليومية.

ولكن في بعض الأحيان تراود الشخص بعض الأفكار السلبية، مثل التفكير في المواقف التي لاسيطرة أو سلطة له عليها، والتفكير في الماضي الذي لا يمكن تغييره.

وللأسف فإن مثل هذه الأفكار السلبية تقف حائلاً في سبيل التطور والنمو الذي يمكن أن يحدث للشخص.

والمشكلة الحقيقة هى أنه إذا لم يكن الشخص واعي تماماً لمثل هذه الأفكار الهدامة فمن الممكن أن تنشأ الكثير من العلاقات الإجتماعية،  والقرارت الغير سليمة بناءًا عليها.

كما يمكن أن يضيع الشخص المزيد من الفرص والنجاحات والإنجازات على نفسه بسبب بعض الأفكار السلبية التي تحد وتعيق تفكيره.

وهناك مثل يقول ” أنت ما تفكر فيه” وبناءًا عليه نقدم أربعة أساليب للتحكم في الأفكار والحياة بشكل إيجابي.

1-مراقبة الأفكار
على الشخص أن يكون واعياً للأفكار التي تدور في رأسه، إذ يمكنه التوقف في أي لحظة ليتعرف إلى أفكاره وينظر إليها بوضوح.

كما يجب على الشخص أن يتعرف على أفكاره ويتمكن من التعامل معها وخاصة في المواقف التي تحتاج إلى سرعة في التدخل وإتخاذ القرارات.

وهناك تدريب بسيط بإمكانه المساعدة في هذا الشأن وهو تمارين التأمل والذي يستطيع من خلاله الشخص التعرف إلى أفكاره وتحليلها وتفنيدها في هدوء تام.

2-التعرف إلى الأفكار البناءة والأفكار الهدامة
بمجرد أن يتعرف الشخص إلى أفكاره يتكون لديه قدرة على تمييز الأفكار البناءة والنافعة وتميزها عن الأفكار الغير نافعة والهدامة.

وللتميز بين الأفكار النافعة التي يمكن أن تساعد الشخص وسواها من الأفكار فقط كل ما يحتاج إليه أي إنسان هو أن يقوم بمراجعة هذه الأفكار بصدق ووضوح مع نفسه ويسأل نفسه هل تخدمني هذه الأفكار بأي شكل من الأشكال ؟  هل تجعلني هذه الأفكار شخصاً أكثر سعادة ؟ وعند الإجابة على هذه التساؤلات سيدرك إذا ما كانت هذه الأفكار نافعة أم لا.

3-إختيار الأفكار
ما لا يعرفه الكثيرون هو أن بإمكانهم إختيار أفكارهم، والتمسك ببعض الأفكار في مقابل التخلي عن البعض الآخر.

وأحياناً ما تظل الأفكار الغير مرغوبة في عقل الشخص لكنه هو من يقرر أن يصرف إنتباهه وتركيزه بعيداً عنها وأن يتجاهلها تماماً ليهتم بأفكار أخرى نافعة ومفيدة.

4-الحديث الإيجابي مع الذات
يعد الحديث الإيجابي مع الذات هو أحد الطرق المؤثرة والتي تساعد على رؤية التطور الإيجابي في أفكار الشخص.

ويعني ذلك توجيه الحديث الإيجابي للنفس، كأن يتحدث الشخص إلى نفسه ويخبرها بأنه يستحق الأشياء الإيجابية التي تحدث له، أو أنه ذكي وعملي وذلك على سبيل المثال.

قد يبدو الأمر غريباً بعض الأمر في البداية، ولكن عندما يعتاد الشخص على ذلك سيدرك قيمته  في دعم الأفكار الإيجابية المفيدة في حياته.

ويمكن القول بأن العقل نعمة كبيرة وسلاح ذو حدين، إذ يمكن للشخص أن يستخدمه لجعل حياته أفضل أو أسوأ، والأمر بإختياره.

ولذلك يمكن لكل شخص أن يبدأ يتدرب على الإضغاء جيداً لأفكاره والتعرف عليها، وأن يختار الأفكار الإيجابية النافعة ويركز عليها لإحكام السيطرة على أفكاره وتأثيرها على حياته.