يتم دفع الموارد البشرية لكي تأخذ دور كبير في مساعدة المنظمات لكي تصبح رقمية، و العملية تبدأ بالتحول الرقمي في الموارد البشرية، حيث تستكشف قادة الموارد البشرية طرق عمل جديدة.

الموارد البشرية الرقمية
تعني  كيف يمكن أن تتغير وظيفة الموارد البشرية نفسها في المنظمات لتعمل بطريقة رقمية، واستخدام الأدوات الرقمية والتطبيقات لتقديم حلول، والتجربة و الابتكار بشكل مستمر، وفي احدى الاستطلاعات البحثية وجد أن حوالي ستة وخمسون في المئة من الشركات قد تم إعادة تصميم برامج الموارد البشرية فيها من أجل الاستفادة من الأدوات الرقمية والمحمولة.

و حوالي 51 في المائة من الشركات تقوم بإعادة تصميم مؤسساتها لتلائم نماذج الأعمال الرقمية، بينما يستخدم ثلاثة وثلاثون في المئة من فرق الموارد البشرية بعض أشكال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتقديم حلول لمشاكل الموارد البشرية، و 41 في المئة يعملون على تصميم انشطة تطبيقات للجوال لتقديم خدمات الموارد البشرية.

نشأة الموارد البشرية
الموارد البشرية الرقمية تبني على سنوات من الجهد، ففي الستينيات والسبعينات كانت قد ركزت الموارد البشرية على العمليات التي تتعلق بالموظفين، وأتمتة المعاملات والحفاظ على سجلات الموظفين سليمة، و في الثمانينات تم إعادة تصميم الموارد البشرية كمنظمة خدمية، ثم بدأت مراكز الخبرة لإدارة ممارسات المواهب الأساسية.

 ومراكز الخدمة التعامل مع الاحتياجات الفردية وبد الموارد البشرية لتكون جزءا لا يتجزأ من الأعمال التجارية، وفي التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين تم إعادة تصميم الموارد البشرية مرة أخرى حول إدارة المواهب المتكاملة، وكثيرا ما يكون ذلك مصحوبا بتنفيذ نظم جديدة للتجنيد والتعلم وإدارة الأداء والتعويض.

إعادة كتابة قواعد الموارد البشرية الرقمية
في الوقت الذي فيه المسؤوليات السابقة للموارد البشرية قد ذهبت بعيداً، فادراة الموارد البشرية حاليا تحت ضغط، من أجل إعادة كتابة القواعد عن طريق إعادة تصميم الممارسات و المواهب، عن طريق تجريب التطبيقات الرقمية و بناء على تجربة الموظف المقنعة.

و كل هذا يجب أن يتم مع التركيز على إعادة تصميم المنظمة لفرق العمل، و تنفيذ التحليلات و تحليل الشبكة التنظيمية، و يقود التركيز العالمي الاتجاه الى التنوع و الثقافة و التنوع.

دروس من الخطوط الأمامية
الشركة العالمية ibm تتعامل مع 400000 شخص يقودون مرحلة التحول إلى الموارد البشرية الرقمية، و هذا باستخدام مجموعة كبيرة من التجارب لكي يتم الدفع بحلول الموارد البشرية الرقمية الجديدة، و قامت الشركة بإعادة اختراع عملية إدارة الأداء عن طريق بناء حاجز، و هي عملية ردود الأفعال الجديدة التي تزيد بشكل كبير من المشاركة و المحاذاة و إدارة الهدف.

 و لكي يتم دفع التعلم المستمر أوقفت ibm نظام ادارة التعليم التقليدي و العمل على استبداله بمنصة تعليمية رقمية جديدة، فالنظام الجديد يتيح للموظفين نشر أي محتوى يشعرون بأنه مهم، و يوصى و ينظم بالتدريب على أساس الدور و الخبرة و دمج التعليم الخارجي من خلال الانترنت.

كيفية تطبيق الموارد البشرية الرقمية
الموارد البشرية حاليا لابد أن تحدد دورها كفريق مساعد للإدارة و الموظفين للتحول بسرعة و التكيف مع طريقة التفكير الرقمية، و التعرف على هياكل التنظيم الشبكي و العمل على تحليل الشبكة التنظيمية و نماذج القيادة الرقمية، و استبدال الأنظمة القديمة مع منصة سحابة متكاملة للبنية التحتية الرقمية السليمة، و ترقية الأدوات القديمة للتعلم و التجنيد و ادارة الأداء و جلب النظم سهلة الاستخدام للموظفين.

و بناء فريق الموارد البشرية الرقمية التي تكرس فرص من أجل استكشاف حلول البائعين الجديدة و بناء الاخرين، و النظر في حلول منظمة العفو الدولية من أجل تحسين تقديم الخدمات، مثل شركة رك و دويتشه تليكوم التي يوجد لديها فرق التصميم الرقمي في الموارد البشرية، و التي تعمل مع تكنولوجيا المعلومات لتصميم النموذج الأول و نشر التطبيقات الرقمية.

و يمكن لفرق الموارد البشرية جلب المتحدثين الخارجيين، و الانضمام إلى برامج عضوية في البحث، و البحث المستمر عن أفكار جديدة من أجل تعزيز الابتكار، و اليوم تأتي الممارسات الرائدة من أفكار مبتكرة تم وضعها حول ثقافة المنظمة و احتياجات العمل، و حاليا يوجد الكثير من المنظمات التي تستخدم ممارسات ادارة الاداء الجديدة.

 و هي التي تم بنائها حول جلسات التصميم و التحقق في الابتكارات الجديدة في العمل، و من ضمن هذا استخدام البيانات للعثور على الناس الذين يشبهون الأداء العالي في العمل، كما يتم تدريب الشباب في مهنة الموارد البشرية، و تدوير الأفراد من رجال الأعمال بانتظام من داخل و خارج الموارد البشرية، و استخدام فرق الابتكار لعكس مواجهة كبار القيادة، و العمل على جلب الناس مع مهارات التحليلات في هذا المجال.

التطور السريع
الموارد البشرية التي لها فرص حاسمة للمساعدة في قيادة التحول إلى المؤسسة الرقمية، و هذا في السنوات القليلة القادمة و فرق الموارد البشرية التي تتبنى المنصات الرقمية، التي تقوم بمواجهة التحدي المزدوج الذي يتمثل في تحويل عمليات الموارد البشرية من جهة.

و تحويل القوى العاملة و الطريقة التي من خلالها يتم العمل من جهة أخرى، و قادة الموارد البشرية و التكنولوجيا الجديدة و طرق العمل و المنصات، و هم الذين يستكشفون و يستثمرون في تمكين سهولة الحركة عن طريق التجديد المستمر، و الذين سوف يقوموا في وضع قوي ليصبح له تأثير على نتائج الأعمال.