يعرف البعض العائلة بأنها الأسرة، وهم مجموعة من الأفراد الذين يعيشون معا، بينما يعرف الآخرين الأسرة على أساس القرابة، والأسرة هي مجموعة من الأشخاص الذين يتشاركون في أسلاف مشتركة، أو وحدة اجتماعية أساسية تتألف من الآباء وأطفالهم، ويؤكد البعض أن القرابة البيولوجية هي العنصر الأساسي للعائلة، بينما يؤكد المعارضون أن العائلات يمكن أن تكون مجموعة مختلطة من الأفراد، تتعلق بالزواج أو التبني أو الشراكة أو الصداقة .

مفهوم العائلة

شكك أصحاب النظريات الاجتماعية في طبيعة الأسرة منذ العصور القديمة، وشهد العصر الحديث تحولات عديدة لمفاهيم الأسرة السائدة في المجتمع، فإن مفهوم سيغموند فرويد عن الأسرة يقول أنها وحدة اجتماعية شاملة، تتشكل من الضرورات المادية والبيولوجية والعاطفية والاقتصادية، ويقدم ” أسطورة العائلة المثالية ” الأسطورة الثقافية للعائلة المثالية، ثم يقاوم هذه الفكرة من خلال مسح للمنشآت العائلية المتنوعة، إن الأسرة المخلوطة وغيرها من العبارات الملطفة الأخرى، تقدم رواية شخصية عن إعادة تشكيل وخلط الأسر على نحو متزايد، من خلال الطلاق والزواج مرة أخرى، كما تقدم هنا معلومات ديموغرافية حول ما تبدو الأسر المعيشية والأسر المعاصرة .

كيف يتأثر الأفراد بتصور العائلة بالثقافة والدين والقانون والسياسة، إن مفاهيم الأسرة متنوعة، إن فهم المفاهيم المختلفة للأسرة تكون بناءا عدة أسئلة أساسية، ما الذي يجعل العائلة عائلة ؟ كيف يتم إنشاء الأسر وصيانتها ؟ من هم أفراد الأسرة ؟ ما هي أدوار الأعضاء داخل الأسرة ؟ ما هو دور الأسرة في المجتمع ؟ كيف تكون الأسر ضرورية للمجتمع ؟ ما هي القوى الاجتماعية التي شكلت تصوراتنا للعائلة ؟ من الأسر الأولية والعائلات الممتدة ؟، ما يسمى العائلات التقليدية للأسر المختلطة ؟ .

وظائف العائلة

الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الأكثر عالمية والأساسية، التي تؤدي مجموعة متنوعة من الوظائف في المجتمع البشري، وقد قام علماء اجتماع مختلفون تصنيفات عديدة لوظائف الأسرة حسب أنواعها المختلفة، وبعض الوظائف الهامة للعائلة هي كما يلي :

1- الرضا والاستقرار في الاحتياجات الجنسية

هذه هي أهم وظيفة أساسية للأسرة، كانت الأسرة تؤدي هذه الوظائف منذ ظهور الحضارة الإنسانية، ومن الحقائق المعروفة جيداً أن الرغبة الجنسية هي أهم غريزة وقوة وضرورة طبيعية للإنسان، وهذا هو الواجب الأساسي للعائلة لتلبية الرغبة الجنسية لأعضائها بطريقة مستقرة ومرغوبة .

2- الإنجاب وتربية الأطفال

وهي وظيفة مهمة أخرى للأسرة، حيث أدى الاستقرار الجنسي إلى الإنجاب، حيث توفر الأسرة الأساس الشرعي لإنجاب الأطفال، إنها مؤسسية لعملية الإنجاب، ومن خلال أداء هذه الوظيفة، تساهم العائلة في استمرارية الأسرة والجنس البشري في نهاية المطاف، حيث أن استمرار الجنس البشري هو أهم وظيفة في الأسرة .

3- توفير المنزل

تؤدي الأسرة وظيفة أخرى مهمة في توفير مسكن للعيش المشترك لجميع أفرادها، وهو في المنزل الذي يولد فيه الأطفال ويتربوا، حتى لو كان الأطفال يولدون في المستشفيات في العصر الحديث، لا يزالون يعتنون ويتغذون بشكل صحيح في المنزل فقط، لأن العائلة والمنزل لا بديل لهما، ففي المنزل، يعيش جميع أفراد العائلة معًا، وينشأ طفل تحت يقظة صارمة لجميع أفرادها، ويوفر المنزل الدعم العاطفي والنفسي لجميع أفراده، ويحصل الإنسان على السلام بالعيش في منزل .

4- التنشئة الاجتماعية

إن التنشئة الاجتماعية هي وظيفة أساسية أخرى مهمة للأسرة، يقال إن الإنسان لا يولد بشري بل يصنع الإنسان، فقد أصبح المولود البشري الجديد إنسانًا بعد أن أصبح اجتماعيًا، وتلعب الأسرة دورًا مهمًا في عملية التنشئة الاجتماعية .

أنواع العائلة

1- الأسرة النووية

الأسرة النووية هي النوع التقليدي من العائلة، ويتكون هذا النوع العائلي من اثنين من الآباء والأطفال، وكانت العائلة النووية تحتكر المجتمع منذ فترة طويلة باعتبارها مثالية لتربية الأطفال، ويحصل الأطفال في العائلات النووية على القوة والاستقرار، ويكون لديهم المزيد من الفرص بشكل عام بسبب السهولة المالية التي يتمتع بها شخصان بالغان .

2- عائلة بأحد الوالدين فقط

تتكون عائلة الوالد الوحيد من أحد الوالدين، لرعاية واحد أو أكثر من الأطفال بنفسه، ففي كثير من الأحيان، تكون العائلة وحيدة الوالد أمًا مع أطفالها، على الرغم من وجود آباء أحاديين أيضًا، وقد يكون من الصعب العثور على رعاية الأطفال في هذا النوع، حيث أنه لا يوجد إلا أحد الوالدين فقط، ويكون دائما في العمل، وهذا يحد من الدخل والفرص في كثير من الحالات، على الرغم من أن العديد من الأسر ذات الوالد الوحيد، لديها دعم من الأقارب والأصدقاء .

3- الأسرة الممتدة ” العشيرة “

يتكون هيكل الأسرة الممتدة من شخصين بالغين أو أكثر من ذوي الصلة، سواء بالدم أو الزواج، الذين يعيشون في نفس المنزل، وتضم هذه العائلة العديد من الأقارب الذين يعيشون معًا، ويعملون لتحقيق أهداف مشتركة، مثل تربية الأطفال ومواكبة الواجبات المنزلية، والعديد من الأسر الممتدة تشمل أبناء العم والعمات والأجداد الذين يعيشون معا .

4- عائلة بلا أطفال

في حين أن معظم الناس يفكرون في الأسرة باعتبارها تشمل الأطفال، هناك أزواج لا يستطيعون أو لا يختارون إنجاب الأطفال، وفي بعض الأحيان، تكون الأسرة التي لا تنجب الأطفال ” العائلة المنسية “، لأنها لا تفي بالمعايير التقليدية التي يضعها المجتمع، وتتكون الأسر التي ليس لديها أطفال من زوج وزوجة يعيشان ويعملان معاً .

5- العائلة المختلطة

ينتهي أكثر من نصف حالات الزواج بالطلاق، ويختار الكثير من هؤلاء الأفراد الزواج ثانية، وهذا يخلق الأسرة المختلطة، التي تشمل عائلتين منفصلتين يتم دمجهم في عائلة واحدة جديدة .

6- عائلة الجدين

يقوم العديد من الأجداد اليوم بتربية أحفادهم لأسباب متنوعة، ويتم تربية واحد من بين كل أربعة عشر طفلاً من قبل أجداده، ولا يكون الوالدان حاضرين في حياة الطفل، وقد يكون هذا بسبب وفاة الأهل أو إدمانهم أو تركهم أو كونهم آباء غير مؤهلين .