سيمور هيرش Seymour Hersh ، من أشهر كتاب الصحافة الأمريكان ، تميز بجرأته في الكشف والتحقيق بالملفات الشائكة ، كشف العديد من الحقائق للإعلام لم يكن يتوقعها أحد ، وله العديد من التصريحات النارية التي تثير جدلا في عالم الصحافة الأمريكية والعالمية . سنتعرف اليوم على هوية هذا الصحفي المشاغب من خلال مقالنا لليوم .

فيتنام عندما قامت القوات الأمريكية باجتياح قرية في شمال فيتنام للفلاحين تسمى ماي لاي ، وتعرض سكان القرية إلى مذبحة كبيرة فقد على إثرها 347 شخص ، كما تعرضت النساء في القرية لاغتصاب جماعي من قبل الجنود ، وتم تشويه الجثث ، وقد نشر سيمور هيرش تحقيقاته الصحفية عن تلك المجزرة في عام 1969 وقد أحدث زلزالا هز الكيان الأمريكي ، ومنذ ذلك الوقت أصبح من أشهر وأهم صحفيين التحقيقات في الولايات المتحدة ، وتم تكريمه ليحصل على جائزة البوليتزر في عام 1970 .

كما أنه كشف تفاصيل مذبحة الجنرال ماكفري التي ارتكبها في يوم العشرين من مارس من عام 1991، بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في حرب الخليج الأولى ، وراح ضحيتها العديد من الجنود العراقيين والجرحى والأسرى المدنيين الذين كانوا في سيارات الإسعاف واعتبر هذه المذبحة جريمة حرب . وفي نفس العام كان أول من اكتشف سر المرض الغامض الذي أصيب به الجنود الأمريكان خلال حرب الخليج الثانية.

وفي نفس العام أصدر هيرك كتابه الشهير ” خيار شمشون ” الذي يتعلق بالنووي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأمريكية ، وقد ذكر في كتابه بأن نيكولاس ديفيس وهو محرر الشئون الخارجية في جريدة الديلي ميرور ، قد أبلغ السفارة الإسرائيلية في لندن عن الخبير النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو لكشفه عن البرنامج النووي الإسرائيلي ، وقد كشف فعنونو لدى صحيفة الصاندي تايمز المعلومات التي كانت بحوزته عن البرنامج النووي الإسرائيلي ، وكشف هيرش عن حقيقة ديفس الذي كان يعمل لدى الموساد ، ونشر معلومات تفيد بأن الموساد الإسرائيلي استدرج فعنونو من لندن إلى روما ليتم اختطافه وإعادته إلى تل أبيب وهناك حكم عليه بالسجن لمدة ثمانية عشر عاما ، ونشر هيرش جميع الحقائق المتعلقة بفعنونو ، أما ديفس فبعد نشر هذه الحقائق في الكتاب تمت إقالته .

كتب هيرش العديد من المقالات في مجلة النيويوركر فيما يتعلق بالحرب الأمريكية العراقية ، ففي عام 2004 نشر هيرش مقالا يكشف به عن صور التعذيب التي كان يتعرض لها المساجين في سجن أبو غريب ، وذكر أيضا بأن عمليات التعذيب في المعتقلات الأمريكية هو أمر شائع في كل من أفغانستان وغوانتنامو ، كما ذكر أيضا أن أساليب التعذيب التي تقام ضد المعتقلين تندرج تحت برنامج يدعى ” النحاس الأخضر ” لمواجهة الأعمال العسكرية ضد القوات الأمريكية ، وقد وافق على هذا المشروع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد .

وفي عام 2005 تطرق هيرش إلى قضية النووي الإيراني ، حيث كتب تحقيقات تفيد بأن الولايات المتحدة تجري مع إيران عمليات سرية وذكر بأن الإدارة الأمريكية اتفقت مع باكستان على ألا تساعد إيران في برنامجها النووي مقابل عدم المطالبة من باكستان بتسليم عبد القدير خان ، إلا أن البلدين قد نفوا هذه المعلومات بحسب ما ورد في أحد التقارير التي نشرتها مجلة النيويوركر في عام 2006 .