يعرف الوطن بأنه هو تلك الأرض التي ينشأ عليها الإنسان ، و يتوارثها أي هذا المصدر الذي يؤمن له كل مستلزمات حياته من طعام أو شراب أو ملبس ، و مأوى بالعلاوة على أنه المؤثر المباشر في تكوين شخصيته ، و ذلك راجعاً إلى ما يرسخه داخله من عادات أو تقاليد ، و معتقدات ، و أعرافاً ، بالإضافة إلى مجموعة التأثيرات الأخرى مثال الأرض ، و الماء ، و الحرارة ، و الهواء ، و التي بالطبع تكسب المواطنين في هذا الوطن عدداً من الصفات المتشابهة فيما بينهم مثال لون بشرتهم .

و يعرف الوطن أيضاً بأنه هو ذلك الواقع المادي الجغرافي ، و الذي يشكل جزءاً معيناً ، و محدداً من الكرة الأرضية ، و الذي استوطنه البشر منذ عدة قرون في شكل مجموعات متفاعلة ، و متماسكة بروابط واحدة، و ذلك كان بهدف تحقيقهم لمصلحة مشتركة في بقعة جغرافية محددة ويعد الوطن بالنسبة للإنسان عبارة عن بيتاً كبيراً يأويه بل هو تاريخه ، و أصله أي المتحكم في انتمائه ، و هويته .

 

مكونات الوطن
يوجد للوطن عدداً من المكونات أو العناصر الرئيسية ، و التي لا يكتمل كيانه إلا بها ، و هي :-
1- الشعب

و هم عبارة عن مجموعة من المواطنين ، و المشتركون بجنسية واحدة ، و يربطهم رابطاً مشتركاً ، و هو الانتماء للوطن ، و يكون لديهم الرغبة في توفير مجموعة من الاحتياجات ، و لهذا السبب فإنهم يتكافلون فيما بينهم من أجل القيام بكل ما يضمن لهم تحقيق هذه الاحتياجات .

2-  الإقليم الجغرافي (أرض الدولة)

و يتم تعريفها بأنها عبارة عن هذا الجزء الجغرافي من الأرض ، و الذي تمارس عليه السلطة فرض القوانين أو الأحكام ، و عادةً ما يحكمها حاكماً واحداً هذا بالعلاوة إلى أن تلك البقعة الجغرافية هي من يعيش عليها شعبها .

و هي السطح اليابس ، و الذي عينته الدولة بالعلاوة على ما تلاه من طبقات أرضية بالإضافة إلى ما أرتفع عنه من جبالاً أو هضاباً بينما يكون الإقليم المائي للدولة هو مياهها الإقليمية ، و ما قد جاور لها من بحاراً أو ما قد احتوته داخلها من أنهاراً أو بحيرات إلى جانب الإقليم الجوي والذي يكون متضمنا الغلاف الجوى الواقع فوق الإقليم الأرضي ، و المائي للدولة .

3- السلطة (حكومة الدولة )

و هي تعرف بأنها السلطة الممثلة للدولة سواء داخلياً أو خارجياً ، و هي ما يميز الدولة عن بقية دول العالم .

أهم واجبات الفرد تجاه وطنه
يعرف علماء القانون الواجب بأنه هو ذلك الالتزام الذي قد يكون ذا طبيعة أخلاقية أو قانونية ، و هو يعد اللفظ المقابل للحقوق ، و التي بالطبع يتمتع بها مواطنو الدولة ، و الذي يدل على ماهية الأخلاق أو القوانين التي يتوجب على المواطن الالتزام بها في داخل وطنه ، و من أهمها :-
1- الولاء ، و الإخلاص للوطن ، و محبته علاوة على حب كل مواطنيه بمختلف عقائدهم أو أعرافهم ، و انتمائتهم ، و ذلك راجعاً إلى ما يتمتعون به جميعا من خيرات مشتركة إلى جانب ما قد يتعرضون له من أخطار تهددهم جميعاً بلا تفرقة .
2- المساهمة في خدمة المجتمع المحلي بكل الأشكال أو الوسائل .
3- الالتزام الكامل بكلاً من القوانين أو الأحكام مع عدم مخالفتها بل ، و الدعوة إلى تطبيقها .
4- دفع كلا من الضرائب أو الرسوم المفروضة ، و عدم التهرب من أدائها .
5- الحفاظ على أمن الوطن (الدولة) مع كف أي أذى قد ينال من دماء المواطنين أو أموالهم ، و أعراضهم هذا مع وجود الاستعداد الكامل لتقديم الروح أو المال في سبيل الوطن .
6- حماية ممتلكات الدولة ، و مرافقها ، و ثرواتها .
7- أداء الخدمات المفروضة مثال الخدمة العسكرية .
8- المساهمة الفعالة في بناء الوطن ، و ذلك في كافة المجالات سواء الاقتصادية أو العسكرية ، و بكل السبل المتاحة مثال الفكر أو العمل من أجل نهوض المجتمع ككل ، و رفعته .

أهمية حب الوطن
يعد الوطن عبارة عن هذه المرآة ، و التي تعكس صورة مواطنيه أمام العالم سواء كانت صورة مشرقة أو معتمة ، و لهذا فإنه من أحب رؤية صورته مشرقة ، و براقة ليحفظ في قلبه وطناً يسكنه ، و يعود إليه كل انتمائه، فالوطن هو الطريق إلى حب كل الأفراد الذين يعيشون فيه على اختلاف أصنافهم أو انتمائتهم مما يعمل على بقاء المودة ، و الحب ، و الوحدة ، و التماسك القوي بين أبناء الوطن الواحد ككل إلى جانب أن حب الوطن هو المساعد الرئيسي في بناء الوطن.

و بالتالي الارتقاء بالدولة فمن يحب وطنه سيبذل كل ما غالي ، و ثمين في مقابل هذا الهدف فالوطن هو أغلى ما يملك الإنسان فعند وجود الوطن يصبح للشخص هوية ، و عنواناً مميزاً يستطيع من خلاله التحرك في كل أرجاء العالم ، و بكل ثقة ، و جرأة على عكس اللاجئ أو المشرد ، و الذي فقد وطنه ، و بالتالي فقد هويته معه ، و أصبح عبئاً على الآخرين .